كواليس إنسحاب الحوثيين من مؤتمر الحوار
كشفت مصادر عن الدوافع الحقيقية وراء انسحاب الحوثيين من مؤتمر الحوار الوطني في أخر جلسة له يوم الثلاثاء الماضي , وهي الجلسة التي أٌقر فيها مخرجات الحوار الوطني بشكل نهائي, وقالت المصادر "أن إنسحاب الحوثيين من جلسة الحوار كان معد لها سلفا وذلك بسبب خلاف قائم حول تقسيم الأقاليم الذي قوبل برفض كبير من قبل القيادات العليا للحوثيين في صعدة .
حيث مثل التقسيم الإداري الجديد للأقاليم "خيار صعب لا يمكن القبول به", خاصة والتقسيم الجديد للأقاليم أحبط الكثير من التطلعات التوسعية للحوثيين , حيث حاول الحوثيون طيلة السنوات الثلاث الماضية في فرض سياسة الواقع على أي قيادة سياسية تحاول رسم المشهد السياسي وتقسيماته الجغرافية على الأرض .
يتمثل التطلع الحوثي في ضم محافظة صعدة إلى أحد المحافظتين القريبة منها"الجوف أو حجه" بسبب عواكل النفوذ والسيطرة التي حاولت جماعة الحوثي أن ترسمه بقوة السلاح خلال السنوات الماضية على تلك المناطق.
وأضاف المصدر لمأرب برس " أن الحوثيين ناضلوا كثيرا في ضم محافظة صعدة إلى جانب محافظة حجة طمعا في الوصول إلى أي ممر مائي على البحر الأحمر ليكون متنفسا لهم في التواصل مع أطراف دولية تعمل جاهدة بمدهم بالسلاح والعتاد عبر البحر وهو الأمر الذي بات شبه مستحيلا في الوقت الراهن وفي ظل رسم مستقبل الأقاليم في ظل الدولة الاتحادية .
كما حاول الحوثيون أن تضم إليهم محافظة الجوف باعتبار أن لهم نفوذ كبير في الأجزاء الشمالية والوسطى من المحافظة وتحديدا في المناطق النفطية التي تحتطن أكبر حقول النفط في اليمن .
حيث لوحظ جهود الحوثيين المستميتة في المحافظة بمنع اي شركات نفطية من التنقيب على النفط , وهو ما أعتبر تنفيذا لأجندة دول مجاورة تعمل جاهدة على منع وتأخير استخراج النفط في تلك المناطق .
وسعى الحوثيين في أن يكون لهم إقليم مستقل يتمثل في ضمم كل من "صعدة والجوف وحجة " في إقليم واحد لكنه أمر لم يكتب له النجاح .
وكشف التقسيم الإداري الجديد عن استحداث إقليم جديد بشكل طولي لم يكن يخطر على بال الحوثيين وضم " كل من محافظات صنعاء – عمران – صعدة " أي أن النطاق الجغرافي الرئيسي للتيار الحوثي والمتمثل في محافظة صعدة سيكون تحت إشراف ومراقبة العاصمة صنعاء .
وطمعا في إحداث أي ضغوط حاسمة في مؤتمر الحوار على تغيير مسار ذلك التقسيم , كان الحوثيون قد رتبوا أوراقهم بالانسحاب من مؤتمر الحوار كأحد أإوراق الضغط على الرئيس هادي في تبني أي خيارات تلبي مطامعهم , لكن مقتل د أحمد شرف الدين فتح لهم الباب واسعا طرح مبررات ومطالب الانسحاب وإدعائهم أن أحمد شرف الدين لم يكن موافقا على التوقيع على أهم وثائق الحوار الوطني وضماناته , لكن شهادة الدكتور عبدالملك المخلافي أفشلت مزاعم الحوثيين في جلسة الحوار .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها