رئيس لجنة الوساطة بدماج يحذر من إنهيار إتفاقية الصلح بسبب رغبات وأمزجة جماعة الحوثي

تضاربت الأنباء حول اقتحام مسلحون من جماعة الحوثي اليوم الأربعاء منطقة "دماج" في صعدة شمال اليمن ومنعوا انتشار قوات الجيش بموجب اتفاق أبرمته رئاسية مكلفة بإنهاء التوتر بين السلفيين والحوثيين.

حيث قال رئيس لجنة الوساطة يحيى ابو اصبع لوكالة الانباء " شينخوا " ان " مقاتلي جماعة الحوثي منعوا انتشار قوات الجيش حسب الاتفاق المبرم معهم في مناطق عدة بدماج وبدأوا اليوم عملية اقتحام للمنطقة " مضيفا , ان " كل الاتفاقيات التي يتم التوقيع عليها بدأت تتآكل ، بسبب رغبات وأمزجة جماعة الحوثي والتي تقود الوضع الى ما تريد تحقيقه فقط ".

وأوضح ابو اصبع ان قوات من الجيش تتكون من سريتين عسكريتين يقدر قوامهما بحوالي 100 ضابط وجندي انتشرت قبل يومين في نقاط التماس بين السلفيين والحوثيين ، الا ان مقاتلي الحوثي رفضوا تسليم مواقعهم العسكرية وأحبطوا تحركات الجيش في المنطقة وشرعوا في عملية الاقتحام والنهب وهو الامر الذي يخالف نصوص الاتفاق.

واشار الى ان اللجنة الرئاسية تمكنت من فك الحصار الذي كان فرضه مقاتلون قبليون يساندون السلفيين على محافظة صعدة في كل من حرض وحاشد في عمران والجوف وأرحب ، الا ان الحوثيين بدأوا يتنصلون تجاه التزاماتهم بما يخص الاتفاق.

وفي السياق ، اكد القيادي السلفي عبدالحميد الحجوري، ان مسلحي الحوثي بدأوا اليوم عملية اقتحام مركز (دار الحديث) بدماج .

وقال الحجوري لـ "شينخوا" ان المسلحين يمارسون حاليا عملية نهب واسعة، وان ابناء المنطقة لا يزالون في منازلهم وهو الامر الذي يهدد حياتهم.

وردا على سؤال حول قدرة الجيش على حماية من تبقى من ابناء المنطقة ، قال الحجوري ان " قوات الجيش لا تستطيع ان تحمي نفسها في المنطقة ، فكيف يمكن ان تحمي ما تبقى من ابناء دماج" .

وكانت لجنة وساطة مشكلة من قبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تمكنت مطلع الاسبوع من التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار الدائر بين السلفيين والحوثيين الشيعة منذ نحو ثلاثة أشهر في منطقة دماج بصعدة.

وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار وفك الحصار عن مركز (دار الحديث) في دماج والذي يحاصر ويقصف منذ نحو ثلاثة أشهر.

وذكر متحدث السلفيين مهيب الضالعي في تصريح سابق لـ (شينخوا) أن " الاتفاق ينص أيضا على تهجير جماعي لطلاب وسكان دار الحديث من دماج إلى محافظة الحديدة الواقعة إلى الغرب اليمني ".

ويعد دار الحديث أكبر مركز تعليمي للسلفيين في اليمن، ويؤوي نحو 15 ألف طالب وساكن، بينهم حوالي 300 أجنبي.

وبدأت فعليا منذ يومين عملية نزوح الطلاب والسكان من الدار ، ووصلت امس الثلاثاء قيادات الدار الى صنعاء.

ويتهم الحوثيون جماعة السلفيين في دماج بأنهم جماعة تكفيرية ويؤون متشددين وتكفيريين اجانب.

وتعد جماعة الحوثيين أكبر جماعة يمنية مسلحة، واعلنت تمردها على الدولة في 2004، وخاضت ستة حروب مع القوات الحكومية اخرها في 2009 .