الجزيرة: سلفيو اليمن يغادرون دماج تنفيذا للهدنة وسط انتقادات واسعة للحكومة
بدأ مئات السلفيين في بلدة دماج بمحافظة صعدة شمالي اليمن، الثلاثاء، مغادرة المنطقة إلى محافظة الحديدة غربي البلاد، تنفيذا لأحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين، وسط انتقادات واسعة من مختلف الأوساط اليمنية للحكومة واتهامها برعاية تهجير السلفيين.
وقال رئيس تحرير موقع صعدة أونلاين صالح الحكمي للجزيرة نت إن عشرات الشاحنات شوهدت وهي تقل العديد من الأسر من دماج إلى خارج المنطقة، بالتزامن مع نقل زعيم السلفيين يحيى الحجوري برفقة عدد من أتباعه على متن مروحية عسكرية إلى العاصمة اليمنية صنعاء.
ويأتي نزوح عشرات السلفيين ونحو 12 ألف طالب من محافظة صعدة إلى الحديدة ومناطق أخرى متفرقة من اليمن، بعد موافقة زعمائهم على الاتفاق الذي أمهل زعيم السلفيين يحيى الحجوري أربعة أيام للمغادرة مع أنصاره.
ويقضي الاتفاق بإنهاء المظاهر المسلحة للطرفين وسحب عناصرهما من المناطق والجبال المحيطة بمنطقة دماج، وتسليمها إلى سرايا من قوات الجيش تتولى مراقبة التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق، وفق ما صرح به رئيس لجنة الوساطة الرئاسية يحيى منصور أبو إصبع للتلفزيون اليمني.
اتهامات متبادلة
وقال القيادي السلفي في دماج أبو إسماعيل الوادعي في اتصال مع الجزيرة نت إن أكثر من 1300 أسرة بدأت بالفعل بالمغادرة، بينما لا يزال آخرون عالقون في انتظار وصول الشاحنات إليهم الأربعاء لنقلهم إلى الحديدة.
واعتبر الوادعي نزوح السلفيين اضطراريا بعد أن تعرضوا "لحصار وقتل وتجويع دام مائة يوم من قبل مسلحي جماعة الحوثي" -على حد قوله- وبعد أن أبلغتهم الحكومة اليمنية بأنها "عاجزة عن توفير الحماية للمواطنين".
علي البخيتي نفى صحة الحديث عن تهجير السلفيين من دماج
وأضاف أنه تم فرض بند وصفه بالمجحف في هذه الاتفاقية يقضي برحيل "كل من هو من خارج منطقة دماج بمن فيهم طلاب العلم"، مشيرا إلى قبول جماعته ذلك "حقناً للدماء وامتثالاً منا لطاعة ولي الأمر بعد أن طلب منا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي القبول بذلك لوقف الحرب".
غير أن الناطق باسم الحوثيين بمؤتمر الحوار الوطني علي البخيتي نفى في حديث للجزيرة نت أن تكون جماعة الحوثي قد طالبت في الاتفاق بخروج زعيم السلفيين يحيى الحجوري مع أتباعه من دماج.
وقال إن الحديث عن عملية تهجير للسلفين أمر عار تماماً عن الصحة، وإن السيد عبد الملك الحوثي وقع في الاتفاق على وثيقة ضمن بها أن يبقى معهد دماج لتدريس الفكر السلفي وعدم تعرض أحد للسلفيين من أبناء المنطقة بمن فيهم الذين قاتلوا ضد الحوثيين.
وأكد أن الاتفاق كان يقضي بخروج المسلحين الأجانب من الطرفين من جميع جبهات القتال والذين هم من خارج أبناء المنطقة، سواء كانوا من الحوثيين أو السلفيين، وأن زعيم السلفيين الحجوري هو من أصرّ على لجنة الوساطة بالخروج من دماج مع أتباعه غير مرغم على ذلك.
تهجير قسري
وكانت عملية نزوح السلفيين من دماج قد أثارت جدلاً واسعاً وردود فعل غاضبة من قبل العديد من الأحزاب اليمنية والمنظمات الحقوقية، حيث وصف نجيب السعدي رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني في تصريحات للجزيرة نت ما يجري في دماج بأنه تهجير قسري لجماعة دينية مخالفة لفكر جماعة الحوثي.
السقاف: السلفيون أظهروا انصياعا كاملا للاتفاق
وتعليقاً على ذلك اعتبر فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني أن الاتفاق كان برضا الطرفين وأنه لم يفرض من قبل الرئاسة على أحد. وقال للجزيرة نت إن ما يجري من جدل بشأن هذا الاتفاق وتقييمات من البعض بأنه تهجير أو وضع طبيعي ناتج عن عدم توفر المعلومات للرأي العام بشأنه.
وأوضح أن زعيم السلفيين في دماج أكد للرئيس اليمني بأنه سينتقل مع طلابه إلى الحديدة كون بقائه يعني الانتحار في ظل مخاوف لديه من إمكانية نقض الحوثيين للاتفاق ومهاجمتهم في أي لحظة، "وليس صحيحا ما يشاع من أن الدولة تخلت عنهم".
ورداً على سؤال بشأن رفض الحوثيين تسليم بعض المواقع للجيش وأثر ذلك على اتفاق التهدئة، قال "صحيح أن السلفيين أظهروا انصياعا كاملا للاتفاق وسلموا جميع المواقع، ونحن ندعو الحوثيين في المقابل إلى إظهار قدر أكبر من المرونة والتسامح وعدم استعراض القوة وتسليم جميع المواقع للجيش".
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها