العلامة يوسف القرضاوي يصدر أحدث مؤلفاته حول مفتي عسكر مصر
صدر للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كتاب جديد بعنوان «الرد العلمي على شيخ الأزهر ومفتي العسكر»، يتضمن ردودا علمية على مواقف وآراء الشيخ د.أحمد الطيب شيخ الأزهر، ود.علي جمعة مفتي مصر السابق، المؤيدة لانقلاب العسكر على الشرعية في مصر.
وتضمن الكتاب رأيا مطولا للشيخ القرضاوي بعنوان ((فتاوى الجنرال علي جمعة شاذة)) رد فيه على مفتي مصر السابق، ووقف فيه عدة وقفات، رآها ضرورية، لتوضيح المواقف، وإبراز حقائق الشخصيات.
وذكر: لم أسمع باسم علي جمعة في حياتي إلا عن طريق الإخوان الذين هاجمهم، وهم أول من أبرزوه وأظهروه للناس، فقد اختاره أخونا العالم، الباحث، الداعية، القانوني، الشرعي العلامة: الدكتور جمال عطية، ليتولى بعده إدارة مكتب (معهد الفكر الإسلامي) في القاهرة. وقد لقيته في ماليزيا، وكان شديد الحفاوة بي، والإشادة بشخصي وبعلمي وبكتبي. ولقيني بعد ذلك في مؤتمرات عدة، فكان على هذا المنوال.
وأشار إلى أن علي جمعة حينما عُين مفتيا أصابه ما أصابه من السعار، فأفتى بفتاوى شاذة، لا تصدر عن تحقيق، ولا علم دقيق، ولا دين وثيق. وقد لامه إخوانه عليها، مثل اعتبار النقود الورقية غير شرعية، وأجاز فيها التعامل بالربا، وأباح للمسلم بيع الخمر ولحم الخنزير، وما قيل عن الاغتسال باللبن، إلى غير هذه الفتاوى الشاذة.
ووصف مدرسة الشيخ علي جمعة بأنها مدرسة مفضوحة، وقد سار على منهج معلوم للكافة، وقد تبنى هذه الطريقة الشيخ البوطي- رحمه الله، والشيخ حسُّون في سوريا، وغيرهم كثيرون في مصر وخارجها. إنها تسير في ركب السلطان حيثما حل أو ارتحل، وتقف مدافعة عنه: تسبح بحمده، وتمجد أفعاله، وتبرر خطاياه، وتلتمس الأعذار لفظائعه، وتتمحل الأدلة الشرعية لجرائمه، وهم ينظرون إلى الشعوب كالرعاع، الذين لا حقوق لهم، ولا قيمة لآرائهم، وما عليهم إلا أن يسيروا كالقطيع، حيث أراد الراعي، ولو إلى الذبح!
واستعرض مواقف علي جمعة المؤيدة لانقلاب 30 يونيو واعتبره «الجنرال علي جمعة المتحدث العسكري»، وقال إن الجنرال علي جمعة يكذب في وصف ما جرى من فض بالقوة الغاشمة للاعتصام في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة.
وعاب القرضاوي على المفتي السابق دفاعه عن الانقلاب العسكري، وتجميل صورته الشائهة، زاعما أنه ليس انقلابا، وهو يظن الشعوب الحرة أطفالا صغارا، يستطيع أن يستخف بعقولهم، مستدلا على ذلك بأن الجيش تحرك بناء على إرادة الشعب، وأن الشعب أيده في ذلك، وأن قائد الجيش لم يتولَّ شؤون الحكم، بل عهد إلى رئيس المحكمة الدستورية بتولي شؤون حكم البلاد.
وتعليقا على موقف جمعة من الرئيس مرسي، قال إن المفتي السابق يريد للشرق والغرب أن يختاروا حكامهم بإرادتهم الحرة، أما المسلمون، فليس أمامهم إلا التسليم بإمارة المتغلب.
ووصف فتوى الدكتور جمعة بقتل المتظاهرين بالطامة الكبرى واعتبره مناضلا في جانب النظام العسكري، عدوا لكل من أراد أن يرفع رأسه!
وأكد أن الشيخ الجنرال علي جمعة رمى كل من يخالفه الرأي، ويعارض الانقلابيين، فجعلهم من الخوارج، الذين يجب قتالهم، والبغاة الذين يتقرب إلى الله باجتثاثهم، مستغلا في ذلك عدم معرفة كثير من الناس لمعنى هذه الألفاظ، وإن وقر في قلوبهم بغضها، وتأكد في أنفسهم استبشاعها.
وفند القرضاوي رأي المفتي السابق من المتظاهرين، مؤكداً أن هؤلاء ليسوا بغاة ولا خوارج، مبينا أن البغاة هم الخارجون على الإمام العادل القائم بأمر الله تعالى، وليس الأمر هكذا هنا، كما علم الجميع.
وأوضح الشيخ القرضاوي إثم من خرج على الإمام الشرعي المنتخب، مبينا أن هؤلاء الانقلابيين هم البغاة الذين يجب مناصرة الإمام بالتصدي لهم، كما قال الفقهاء.
واتهم القرضاوي علي جمعة بالكذب على الأموات، وقال: مما أرى الجنرال علي جمعة يتلبث به: الكذب على الأموات، الذين لهم مكانة في قلوب المصريين، ليصل إلى غايته، فقد ادعى أن «الشيخ الشعراوي -رحمه الله- كان يبغض الإخوان جدا!»، مع أن قول الشيخ الشعراوي عن جماعة الإخوان المسلمين معروف محفوظ، حينما قال: «شجرة مباركة ما أعظم ظلالها، ورضي الله عن شهيد استنبتها، وغفر الله لمن تعجل ثمرتها».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها