الحـراك ومـأزق الكفـاح المـسلح
كشفت محاولة علي سالم البيض تحويل هبة قبائل حضرموت السلمية الى كفاح مسلح عن عدم إدراكه للواقع اليمني والأسباب العديدة التي تحول دون تحقيق هدفه،وأظهرت مدى تهوره وعدم اكتراثه بالتداعيات الكارثة التي قد تحيق بالحراك والجنوب واليمن بصورة عامة جراء مغامرته الطائشة وكما يلي :
أسباب تدني فرص نجاح الكفاح المسلح :
-هناك أسباب كثيرة تجعل من فرص نجاح الكفاح المسلح في الجنوب متدنية جدا ومن ذلك:
1-رفض غالبية القوى والمكونات الجنوبية داخل وخارج الحراك لخيار الكفاح المسلح ،أو على الأقل عدم تحمس الكثير منها لذلك.
2-عدم توفر العناصر الرئيسية لنجاح الكفاح المسلح،فنجاح أي ثورة مسلحة- ان جاز لنا التعبير -يحتاج الى قائد او قيادة موحدة ،والى هدف متفق عليه وأرض محررة يتم الانطلاق منها،وليس بخاف أن العوامل الثلاثة غير متوفرة في الجنوب،فليس هناك قيادة موحدة بل هناك تصارع مخزي على القيادة بين البيض وباعوم وعلي ناصر والعطاس ومحمد علي احمد والجفري والصريمة والنوبة و...،وليس هناك اتفاق على الهدف هل هو انفصال أم فك ارتباط أم البقاء في دولة موحدة من اقليمين او عدة اقاليم؟هل هو العودة الى دولة اليمن الديمقراطية أم الجنوب العربي أم السلطنات أم دولة حضرموت الكبرى أم مملكة حضرموت حسب رغبة سلطانها السابق أودولة عدن أو..؟وليس هناك أيضا أرض في الجنوب يتمركز فيها مسلحي الحراك،لذا فغياب هذه العوامل يجعل نجاح الكفاح المسلح في الجنوب في حكم المستحيل .
3- التفاوت الكبير في إمكانيات وقدرات الطرفين (النظام والحراك) من أسلحة وقوات مدربة ومنظمة ،وهذا يضعنا امام احتمالين الاول أن يتمكن النظام خلال فترة بسيطة من القضاء على الحراك كحركة مسلحة على الأقل وإجباره على العودة للخيار السلمي ولكن وفق شروط المنتصر،والتي سيكون من ضمنها القبول بالحوار تحت سقف الوحدة
- أما الثاني فهو حاجة الحراك لفترة طويلة من الزمن لامتلاك الإمكانيات الضرورية من أسلحة وعناصر مدربة لكي يتحول الى جماعة مسلحة مؤثرة بصورة مقاربة لوضع حزب الله اللبناني،بحيث يكون الحراك قادرا على رفع مستوى عملياته من مجرد محاولات حالية لاقتحام بعض المقار الحكومية بهدف رفع العلم الانفصالي والانسحاب منها بعد ذلك دون تحقيق أي مكاسب حقيقية على أرض المعركة،او بتنفيذ هجمات على النقاط الأمنية لقتل بعض الجنود،الى توجيه ضربات قوية و مؤثرة ومكثفة على قوات النظام تمكنه من بسط سيطرته العسكرية على غالبية مناطق الجنوب.
4- اللجوء الى خيار الكفاح المسلح يكون أصلا بهدف التحرر من الاستعمار،لكن الوضع في الجنوب يختلف تماماً ،وليس هناك سوى إعلام الحراك و بعض أنصاره يتسابقون في تأكيد وصفهم الوضع في الجنوب بأنه احتلال ،رغم إدراكهم باستحالة إقناع الآخرين بمثل هذه الشطحات،المهم في الأمر أن اللجوء الى القوة ورفع السلاح في وجه النظام من قبل شريحة او فئة داخل المجتمع بكون أكثر كارثية ،لانه يتحول في هذه الحالة الى حرب أهلية دامية .
- تدرك كثير من قيادات الحراك صعوبة ومخاطر اللجوء الى الكفاح المسلح،وهنا لازلت أذكر كلام حيدر العطاس قبل نحو عامين في مقابلته التلفزيونية مع بي بي سي عندما قال أنهم إذا لم يستطيعوا استعادة دولتهم فسيتركون المهمة للأجيال القادمة ،كان أكثر ما لفت انتباهي في كلام العطاس تحميله الأجيال القادمة وليس لشباب الحراك مهمة الاستقلال،ويرجع ذلك في اعتقادي الى إدراك العطاس أن طريق الكفاح المسلح طويل وشاق ومليء بالعثرات والنكسات ومحفوف بالمخاطر وغير مضمون النتائج ،وقد يحتاج الى عشرات السنيين لتحقيق أهدافه وقبل ذلك لابد أن يمر الكفاح المسلح في مراحله الأخيرة بمفاوضات مع الخصم أي أنه سيؤدي في النهاية بصورة ما للجلوس على طاولة الحوار،وهذه المفاوضات تستغرق مابين 10-20سنة لتحويل اتفاق السلام الى واقع على الارض.
5-تدني فرص نجاح الحراك المسلح في تحقيق أهدافه ،فاللجوء الى الكفاح المسلح لايعني بالضرورة نجاح هذا الخيار في نهاية المطاف لأنه قد يفشل وهناك أمثلة كثيرة على ذلك مثل :
أ-فشل جبهة البوليساريو في كفاحها المسلح الذي أستمر ل 16سنة ضد المغرب بهدف إقامة دولة في الصحراء الغربية ،مادفعها العام 1991م للإعلان عن تخليها عن حمل السلاح والدخول في مفاوضات سلام مع المغرب ماتزال مستمرة الى اليوم.
ب- في يوليو 2005 أعلن الجيش الجمهوري الايرلندي تخليه عن الكفاح المسلح الذي بدأه العام 1970م في مواجهة بريطانيا مقابل حكم ذاتي في ايرلندا الشمالية، بموجب اتفاق سلام ابرم العام 1998م .
ج- تخلي جبهة مورو الإسلامية عن حمل السلاح ومطالبها بالاستقلال بجزيرة مينداناو ذات الغالبية المسلمة جنوب الفلبين وتوقيعها اتفاق سلام مع الحكومة الفلبينية في سبتمبر 2013م والقبول بحكم ذاتي في الجزيرة بعد صراع استمر نحو 40 عامًا أسفر عن مقتل أكثر من 120 ألف شخص ،مع العلم أن محادثات السلام بدأت قبل 15عاماً وماتزال تعاني بعض التعثر.
د-قبل عدة اشهر أعلن الزعيم الكردي عبدالله أوجلان الانتقال من الكفاح المسلح للكفاح السياسي ،وبعدها بأسابيع أعلن حزب العمال الكردستاني إنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا وسحب مسلحيه الى شمال العراق تنفيذا لاتفاق أوجلان مع الحكومة التركية ومن ثم انهاء تمرد مسلح دام 93سنة ،ومازال هذا الاتفاق متعثرا في خطواته الأولى ،وهناك أمثلة اخرى في افريقيا وأمريكا الجنوبية لامجال لذكرها هنا.
مخاطر اللجوء الى الكفاح المسلح :
اللجوء الى الكفاح المسلح طريق محفوف بالكثير من المخاطر،وفي اعتقادي أن ابرز التداعيات الكارثية المتوقعة على الحراك والجنوب في حال أصر البيض على تحويل هبة القبائل إلى كفاح مسلح تتمثل في :
1-دحض السلمية عن نشاط الحراك الحريص دوماً على تأكيدها في جميع بياناته وتصريحات قياداته وفي إعلامه ،وهو ما يمنح النظام مبرر قانوني لاستخدام القوة لقمعه وملاحقة واعتقال قياداته وأنصاره ،وبصوره تمكن النظام من إضعاف الحراك والحد من نشاطه لسنوات طويلة قد يحتاجها لاستعادة عافيته كما حصل عقب حرب 94م .
-لاشك أن الدعم الدولي القوي للرئيس هادي وسياساته وللنظام والوحدة بصورة عامة ،قد يستغل لصالح مثل هذا التوجه باعتباره ضوء اخضر للرئيس هادي لاستخدام القوة عند الضرورة في حال تمادي التيار المتشدد داخل الحراك في عنفه وإرهابه وضد كل من يتورط في أعمال التخريب خاصة أذا مثلت هجمات الحراك تهديدا على المصالح الغربية في بلادنا وبالذات ماله علاقة بصناعة النفط والغاز.
-في هذه الحالة قد يستغل الرئيس هادي دعوة البيض الضمنية للكفاح المسلح في خطابه لقبائل حضرموت،وماتقوم به قناته من تحريض على العنف الطائفي وكذا تورط الحراك الجلي في إعمال العنف والتخريب الأخيرة واستخدامها كقرائن لإدانة البيض وتبرير مطالبته القوى الإقليمية والدولية الفاعلة تكثيف ضغوطها على البيض للجم نشاطه وإضعاف نفوذه وتدخلاته بل ربما تكون نهاية البيض مشابهة لنهاية اوجلان بعد ان تم اعتقاله في كينيا ونقل مقيد اليدين ومعصوب العينيين الى احد سجون تركيا.
2-كما لايستبعد لجوء الرئيس هادي لاستخدام ورقة الارهاب في وجه الحراك عبر التلويح بتصنيف الحراك أو الجناح المسلح فيه كتنظيم إرهابي ومطالبة المجتمع الدولي بإدراجه ضمن الجماعات الإرهابية خاصة في حال تسببت هجماته في سقوط ضحايا مدنيين او الإضرار بالمصالح الغربية في البلاد سيما أن الحراك سيلجأ لتعويض نقص إمكانياته ومحدودية وفعالية هجماته الى اسلوب القاعدة باللجوء الى السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية،ويمكن أن نقرأ مثل هذا التوجه المستقبلي في قول مصادر أمنية وحكومية يمنية لصحيفة الرياض بتاريخ 25/12بأن عناصر من تنظيم القاعدة اخترقوا الهبة الشعبية ،وأن القاعدة تقف وراء الهجوم شرقي مدينة القطن ومشاركة عناصر القاعدة في الهجوم على مبنى الأمن العام في المكلا وغير ذلك.
-لا أعتقد أن النظام سيواجه صعوبة حقيقية في إقناع الشارع اليمني والمجتمع الدولي بإرهابية الحراك ان رغب في ذلك لاسباب عديدة منها :
أ- الشكوك الواقعية بشأن وجود صلات وتداخل بين الحراك وجماعات متشددة خاصة بعد انخراط الكثير من قيادات وعناصر جنوبية سلفية ومتشددة في الحراك وتأييدهم للانفصال ،وكان ذلك من أسباب ظهور مسمى الحراك القاعدي في وسائل إعلام يمنية قبل ثورة فبراير .
ب- تزامن رغبة الحراك في الانتقال الى الكفاح المسلح مع توجه القاعدة لرفع مستوى وعدد هجماتها في الوقت الراهن قد يظهرهما في خندق واحد وفي صورة مشتركة او على الاقل يثير الشكوك في تحالفهما او وجود تنسيق بينهما ،ولعل التفجيرات الأخيرة في عدن تشير الى ذلك من خلال الترجيح بوقوف القاعدة وراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر الأمن العام بعدن كونه يحمل بصمات القاعدة (استخدام سيارة مفخخة وهجوم مزدوج ومحاولة اقتحام المقر الامني) وتزامنه مع الانفجار الثاني الذي استهدف مبنى محافظة عدن بقنبلة يدوية و الثالث الذي استهدف مركز شرطة المنصورة ،والترجيح بوقوف الحراك وراء الهجوميين مع تنفيذ عناصره لهجمات مشابهة على مراكز شرطه، وكون محافظ عدن المنتمي للإصلاح مستهدف من الحراك بدرجة رئيسية .
3-لجوء الحراك للكفاح المسلح لتحقيق أهدافه قد يكون بمثابة عامل محفز لغالبية القوى الشمالية والقوى الجنوبية المؤيدة للوحدة لطرح خلافاتها جانبا والتكتل في جبهة واحدة لمواجهة الحراك ومشروعه الانفصالي ،وهاهي اولى المؤشرات على ذلك في تلميح القيادي الإصلاحي محمد قحطان في ديسمبر الجاري بإمكانية عودة تحالف الإصلاح والمؤتمر ،وقبل ذلك تصريحات سابقة لصادق الأحمر لمحاربة الانفصاليين مرة أخرى ،وفي الوقت ذاته قد يدفع الكفاح المسلح بمكونات داخل الحراك وقوى جنوبية أخرى للابتعاد عن الحراك والنأي بنفسها عن أعمال العنف والتخريب والإرهاب .
4- ليس بخاف أن المدنيين هم الضحية الأولى لأي صراع مسلح ،ومن ثم فأن سعي الحراك لتحويل هبة القبائل الى كفاح مسلح معناه عدم اكتراثه بحياة آلاف المدنيين وتحمله مسئولية كبيرة في ذلك ،وفي الغالب يكون المدنيين عرضة للقتل إما عن طريق الخطأ في أحيان كثيرة بسبب قرب تواجدهم من منطقة الاشتباكات بين القوات النظامية والعناصر المسلحة كما حصل على الأرجح في المجزرة البشعة في مخيم العزاء بإحدى مدارس سناح بالضالع جراء سقوط قذيفة عشوائية .
-أو قد يقتل المدنيين بصورة متعمدة في حال محاولة احد طرفي الصراع استخدام ورقة سقوط ضحايا أبرياء لصالحه ،فالميليشيات المسلحة قد تعمد الى قتل المدنيين لاتهام القوات النظامية بارتكاب مجازر جماعية بهدف إثارة غضب الشارع والقوى الداخلية ضد النظام وكسب تعاطفه معها وفي الوقت ذاته محاولة تدويل القضية عبر تأليب المنظمات الحقوقية العالمية والدول الأخرى ضد النظام ودفعها للتدخل لإنهاء الأزمة ،في حين قد يتعمد النظام ارتكاب مجازر محدودة بحق المدنيين أما لإثارة مخاوف المواطنين لإجبارهم على الابتعاد عن العناصر المسلحة وعدم تقديم الدعم لهم ،أو للانتقام من منطقة من المناطق باعتبارها إحدى حواضن المسلحين .
5-قد يتسبب لجوء الحراك للكفاح المسلح في تفجير حرب أهلية قبلية في اليمن و الجنوب على وجه الخصوص وذلك للأسباب التالية :
أ-غالبية القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية في المحافظات الجنوبية هم من أبناء الجنوب،ومن المفترض ان تقود تلك القيادات جهود النظام لمواجهة واحتواء عمليات الكفاح المسلح،كما ستكون تلك القيادات من بين الأهداف المرصودة لعمليات الحراك المسلحة ،وفي حال نجح الحراك في تصفية عدد من تلك القيادات ،الأمر الذي قد يؤدي الى اندلاع مواجهات بين مسلحي الحراك وقبائل تلك القيادات خاصة مع صعوبة احتوائها .
-صحيح أن حادثة إصابة محافظ لحج بعد تحركه مع حراسته الشخصية لإخراج المسلحين الذين اقتحموا مبنى الإذاعة تم احتوائها ،لكن ما ساعد في ذلك سطحية إصابة المجيدي ولانه لم يكن الهدف الرئيسي من العملية ،لكن الامر سيختلف عندما يتم استهداف مباشر وتصفية مثل هذه القيادات مع وجودها في الصف الاول المواجه لعمليات الكفاح المسلح ،وهاهي مطالبة شلال علي شايع حسب موقع الخبر يوم 26/12 محافظ الضالع علي قاسم طالب برفع علم دولة الجنوب على مبنى المحافظة تؤكد على ذلك.
ب-في الغالب سترفض كثير من القبائل في الجنوب المشاركة في الكفاح المسلح او على الاقل تفضيلها البقاء على الحياد ،وهذا الموقف قد يتغاضى عنه الحراك في الوقت الراهن،لكن موقفه قد يتغير في حال اتساع نطاق المواجهات وارتفاع الخسائر في صفوفه،حيث سينظر لها كقبائل معادية للجنوب ومتواطئة مع النظام ،ومن ثم إدراجها ضمن أهداف نشاطه المسلح .
ج-الاصطدام المتوقع بين الحراك والقبائل الجنوبية المعروفة بدعمها للوحدة ووقوفها الى جانب النظام الوطني خاصة في محافظتي أبين وشبوة ،ما قد يعطي بعد مناطقي للمواجهات بين الطرفين ،وقد يتسبب في التحول الى جولة جديدة من الصراع بين مايعرف بتياري الطغمة والزمرة .
د-مع مرور الوقت وما يرافقه من انتشار للعنف والفوضى من غير المستبعد سعى بعض القيادات القبلية الانتهازية استغلال الكفاح المسلح لتحقيق مكاسب شخصية وقبلية،وذلك من خلال محاولة السيطرة على مناطق استراتيجية او غنية بالثروات تابعة للقبائل المجاورة ،كما قد تستغل بعض القبائل مشاركتها في الكفاح المسلح لتصفية حساباتها وخلافاتها مع قبائل مجاورة حول أراضي متنازع عليها وثارات قديمة تحت ذريعة تصنيف تلك القبائل على أنها قبائل موالية للنظام ،كما قد يتسبب أي فراغ تتركه الدولة الى صراع بين القبائل على النفوذ والثروات ،ومن غير المستبعد أن تكون الاشتباكات التي وقعت بالأسلحة النارية داخل مكتب فرع وزارة النفط بوادي حضرموت 26 /12بين قبيلة آل بن طالب الكثيرية و قبيلة أخرى لها علاقة بهذا الامر.
ذ-في الغالب ستكون مهاجمة حقول ومنشآت النفط ومحاولة إيقاف العمل فيها ضمن أهداف الكفاح المسلح ومحاولة لإضعاف النظام اقتصاديا ،لكن ذلك سيدخل الحراك في مواجهة مع بعض القبائل خاصة في شبوة التي تحصل على امتيازات وعوائد مالية من الشركات العاملة في تلك الحقول.
ر-قد تتسبب عمليات العنف والقتل والتحريض المناطقي وتركيز عناصر الحراك جزء من نشاطها على المنافذ الحدودية السابقة بين الشطرين في تفجير مواجهات مسلحة بين القبائل على أساس شطري سيما في حال ارتفعت حالات استهداف الحراك لأبناء تعز واب المقيمين في الجنوب ،وربما قد يدفع النظام بالقبائل لمؤازرته في مواجهة الحراك ،وهو أمر يثير قلق الحراك كما يظهر من البلاغ الصادر عن حلف قبائل حضرموت حسب موقع عدن الغد يوم 25/12بشأن نقل حشود من قبائل الشمال باللباس العسكري جوا بطائرات مدنية وعسكرية الى المسيلة بحضرموت لمواجهة وقتال قبائل الحموم".
ز- كما لايستبعد استغلال قوى داخل الحراك لإعمال العنف والفوضى لتصفية حساباتها البينية ومحاولة التخلص من المنافسين المحتملين في قيادة الدولة الجديدة واتهام قوات النظام بالوقوف ورائها،لذا فان احتمال تعرض قيادات رئيسية وثانوية نشطة للتصفية خلال مرحلة الكفاح المسلح أمر وارد،وهنا ماتزال الصورة غير واضحة بشأن حادثة مقتل اثنان من نشطا الحراك الجنوبي في المنصورة بعدن يوم 26/12 وهل هو بداية لذلك أم له إبعاد أخرى ؟
6-على الأرجح سيكون المواطنين من أبناء الشمال المقيمين في المحافظات الجنوبية وكذا الشركات والمصالح التجارية لرجال الإعمال من الشمال ضمن أهداف الكفاح المسلح ،وهو ما يعني أن عمليات القتل والاستهداف ستأخذ طابع مناطقي وعلى الهوية،ومن غير المستبعد اتساع شريحة المستهدفين الى أبناء الجنوب من أصول شمالية خاصة في حال ابدي هؤلاء مواقف رافضة ومنددة بعمليات العنف والقتل على الهوية التي يقوم بها مسلحي الحراك.
7-مع مرور الوقت يفترض أن يتمكن الحراك من إسقاط مدن بأكملها في قبضته،وفي هذه الحالة سيجد الحراك نفسه في مواجهة مع اللجان الشعبية المسيطرة على أبين وجزء من شبوة وستتحول العلاقة بين الطرفين من علاقة مهادنة الى صراع وتنازع على النفوذ والسيطرة ،وربما يتكرر الوضع لاحقاً في علاقة الحراك مع قبائل حضرموت .
8-محاولة الحراك الزج بالقبائل وجعلها رأس حربه في مواجهته مع النظام من شأنها جعل القبائل المرتكز الرئيسي للنظام في الدولة الجديدة ،ما يجعل القبيلة هى المتحكمة في النظام وبصورة مشابهة لدورها ونفوذها في دولة الشمال قبل الوحدة ،او أن الحراك سيدخل في صراع دامي معها لإزاحتها من السلطة وبناء الدولة التي يريدها ،وفي هذه الحالة ستكرر تجربة الجنوب الذي اضطر لارتكاب مجازر دموية بحق القبائل ورجال الدين لإقامة دولته .
9- اللجوء الى حمل السلاح لإسقاط النظام قد يجعل الدولة رهينة للجماعات والميليشيات المسلحة كما هو حال ليبيا اليوم ،التي تسيطر فيها الجماعات المسلحة على حقول النفط وعلى المطارات و المدن الرئيسية وعلى كل شيء ،كما انه قد يتسبب في تقسيم ليبيا الى ثلاث دولة في الغرب والشرق والجنوب وحالياً تم الاعلان عن اقليم برقة كخطوة أولى لإعلان دولة نفطية في شرق ليبيا عاصمتها بنغازي .
-قد يتكرر ذلك في حضرموت في حال نجاح الكفاح المسلح ،حيث ستتعزز قوة ونفوذ قبائل حضرموت باعتبارها صاحبة الفضل الرئيسي في إخراج القوات النظامية من المحافظة،وفي هذه الحالة سيجد الحراك نفسه في مواجهة مصيرية مع قبائل حضرموت وشبوة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها