جدل بشأن الانتخابات الرياضية باليمن
يدور جدول واسع منذ أشهر في الشارع اليمني بشأن الانتخابات الرياضية التي جرت في بعض الأندية والاتحادات الرياضية، والتي لم تستكمل في البعض الآخر.
وانتقد أكاديميون وصحفيون مختصون بالشأن الرياضي هذه الانتخابات، معتبرين أن طريقة وتوقيت إجرائها غير مناسبين.
ورفعت بعض الجهات عددا من القضايا للمحاكم اليمنية تطعن في نتائج الانتخابات ببعض الأندية وتطالب بإعادتها.
وقال الصحفي سامي الكاف إن إصرار وزير الشباب والرياضة على إقامة الانتخابات في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد كان قراراً خاطئاً وجاء في توقيت غير مناسب.
وأضاف الكاف في تصريح للجزيرة نت أن الوزير برر أمر تسريع الانتخابات بأهميتها كونها سترقى بالأندية باعتبارها عملية مؤسسية، وسيكون للجمعيات العمومية للأندية دور هام في التغيير، معتبرا هذا التبرير غير صحيح ولا علاقة له بالواقع لأنه لا توجد جمعيات عمومية حقيقية في الأندية.
عملية هزلية
واعتبر الانتخابات التي أجريت بأنها عملية هزلية لم تحترم عقول الناس، حيث ضربت معظم الأندية التقارير الإدارية والمالية بعرض الحائط اقتناعا منها بأن الفساد نخر جسد الأندية مثلما نخر جسد الدولة اليمنية. ودلل على ذلك بفشل الانتخابات في عدد من أندية عدن والتي قال إن أمرها بقي معلقاً حتى الآن.
ونوه الكاف إلى أن انتخابات الاتحادات الرياضية العامة جرت بلا هدف كما جرت انتخابات الأندية رغم ظهور عدد من الوجوه الجديدة في قيادة تلك الاتحادات، مشيراً إلى أن تلك الانتخابات ستعطي شرعية لحقبة جديدة من الفساد.
من جانبه قال رئيس قسم التربية الرياضية بجامعة عدن الدكتور عبد الملك بانافع، إن هناك بعض الاختلالات بانتخابات الأندية خاصة في المحافظات الرئيسية، متهماً جهات حكومية بالتدخل في الانتخابات من خلال فرض بعض المرشحين واستبعاد آخرين، وكذا تشكيل لجان مؤقتة لإدارة بعض الأندية، مما أدى إلى احتجاجات واسعة جعلت البعض يلجأ للقضاء لرفع قضايا طالبوا فيها بإعادة الانتخابات.
وأضاف أن الحراك في الأندية أدى إلى صحوة الشباب والرياضيين وسعيهم لتغيير الأوضاع السائدة في السابق والبناء الجديد باختيار قيادات تتصف بالكفاءة والنزاهة.
واعتبر بانافع الجدل الدائر بشأن الانتخابات الرياضية دليلاً على أن الشباب والرياضيين بالأندية -وخاصة بعد التغيير الذي حدث في البلاد- قد استشعروا أهمية تغيير نمط العمل الرياضي بأنديتهم التي كانت تعتمد على إدارات يتم تعيينها من الوزارة.
مزاعم تلاعب
من جهته نفى رئيس اللجنة العامة لانتخابات الاتحادات والأندية الرياضية باليمن الاتهامات الموجهة إلى الوزارة وللجنة الانتخابات بشأن التلاعب بنتائج الانتخابات وتسييرها وفق أجندة خاصة.
وقال عبد الله بهيان للجزيرة نت إن هناك لجنة تشرف على الانتخابات يتم اختيارها من الجمعية العمومية لكل نادٍ، كما يوجد مشرف من وزارة الشؤون الاجتماعية ولجنة فرز يتم اختيارها من أعضاء الجمعية العمومية الحاضرين للاقتراع.
وأردف قائلا "أما اللجنة العامة للانتخابات فإنها ترسل مندوباً للإشراف على إجراء الانتخابات بكل نادٍ، فكيف لها أن تتلاعب بالنتائج أو تفرض مرشحين؟".
وأكد بهيان أن الانتخابات تمت بجميع أندية الدرجتين الأولى والثانية ما عدا نادي التلال -أقدم الأندية اليمنية- جراء وجود إشكالية بخصوص الجمعية العمومية للنادي، وكذلك أندية محافظة أبين كون المحافظة تعيش وضعاً استثنائياً يختلف عن بقية المحافظات.
وبخصوص القضايا المرفوعة للمحاكم والتي تطعن بنتائج الانتخابات ببعض الأندية، قال بهيان "لم ترد إلينا أي قضايا أو شكاوى بهذا الشأن، هناك قضية واحدة فقط هي في نادي وحدة عدن ورفعها أصحابها للنيابة والقضاء ولم يتجهوا إلينا، ومع ذلك فنحن على استعداد لتنفيذ ما سيحكم به القضاء".
ويبلغ عدد الأندية المسجلة بوزارة الشباب والرياضة اليمنية 320 ناديا، موزعة على ثلاث درجات الأولى والثانية والثالثة، وقد تمت الانتخابات في درجتين فقط هما الأولى والثانية.
وفيما يخص انتخابات الاتحادات الرياضية، قال بهيان إن الانتخابات جرت في معظم الاتحادات على أكمل وجه، وإن هناك اتحادات أخرى لم تتم فيها الانتخابات كون عدد أعضاء جمعياتها العمومية لم يصل للنصاب القانوني.
وأشار إلى أن وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني وجه بإعطاء تلك الاتحادات مهلة ستة أشهر لإكمال النصاب، وفي حال إخفاقها مرة أخرى ربما تُشطب كاتحادات رياضية.
المصدر:الجزيرة