صحيفة القدس: الهبّة الشعبية تفشل في تحقيق أهداف الحراك الجنوبي المسلّح الداعي إلى احتلال المؤسسات الحكومية
عدن بوست-خالدالحمادي: السبت 21 ديسمبر 2013 01:52 صباحاً
شهدت محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، حالة غليان كبيرة الجمعة إثر دعوة تيارات الحراك الجنوبي إلى مظاهرات عارمة أطلقوا عليها (الهبّة الشعبية) في محاولة للخروج غير المسبوق من قبل أبناء محافظة حضرموت ضد سلطات الدولة ومحاولة الاستيلاء على المقار الحكومية والمراكز الأمنية، غير أن هذه المحاولات لم تحقق أهدافها.
وعلمت ‘القدس العربي’ من مصادر محلية في حضرموت أن ‘حشودا كبيرة تجمعت الجمعة في بعض المدن الرئيسية وفي مقدمتها مدينتا المكلا وسيئون، وحاولت اقتحام بعض المقار الأمنية، غير أن حشودا مضادة لها من رجال قبائل حضرموت ذاتها تصدّت لهذه الجموع ومنعتهم من اقتحام المقرات الحكومية، وحالت دون نجاح القيام بأعمال الفوضى في المحافظة’.
وأوضحت أن مواجهات مسلحة محدودة وقعت عند بعض المقار الحكومية في بعض مناطق حضرموت أدّت إلى سقوط ضحايا قبل أن تقوم القبائل الموالية للحكومة بحماية تلك المقرات.
وتباين الشارع الحضرمي بين مؤيد للهبّة الشعبية التي دعا إليها الحراك الجنوبي وبين مؤيد للمطالب المشروعة بدون إحداث حالة فوضى أو حالة انهيار للوضع الأمني، حتى لا ينعكس سلبا على الوضع العام في المحافظة.
وكانت مصادر أمنية في محافظة حضرموت ذكرت أن ‘مسلحي القبائل من أبناء المحافظة الذين دخلوا إلى مديرية سيئون جاءوا لمساندة الدولة بالوقوف ضد أي اعمال عنف تستهدف المنشآت العامة وليس للسيطرة عليها وأنهم جاءوا بتنسيق مع الدولة للقيام بهذه المهمة، إثر التهديدات التي تلقاها رجال الشرطة والأمن من أبناء المحافظات الشمالية المرابطين في حضرموت’.
‘وأوضحت أن رجال قبائل مسلحين قدموا إلى مدينة سيئون وعلى رأسها قبائل آل الكثيري توجهوا إلى محيط مبنى المديرية ومباني أخرى بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية لمنع أعمال عنف أو فوضى قد تستهدف المؤسسات العامة إثر دعوات الحراك الجنوبي الى الهبة الشعبية والتي تضمنت احتلال مقار المؤسسات العامة.
وجاءت هذه الأخبار بعد تردد أنباء عن سقوط مقار مؤسسات حكومية في أيدي المسلحين القبليين الذين شاركوا في الهبّة الشعبية، وقالت ‘إن رجال القبائل المسلحين دخلوا الى هذه المقرات الحكومية بالاتفاق مع الدولة لمنع أي أعمال عنف قد تستهدفها’.
ووفقا للعديد من المصادر المحلية أن محافظة حضرموت شهدت هدوءا حذراً الجمعة رغم الدعوات العارمة للمشاركة في الهبّة الشعبية وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقها الحراك الجنوبي بالزحف إلى مكاتب الدولة والسيطرة عليها.
وقالت ‘إن أبناء حضرموت العقلاء من ابناء القبائل والوجهاء أفشلوا مخططات إدخال المحافظة في الفوضى والعنف، وأظهروا للآخرين بأنهم أكثر سلمية من كل المحاولات للزج بالمحافظة في أتون أعمال الفوضى وجرّها إلى العنف والعنف المضاد’.
وتحدثت مصادر إعلامية عن وقوع حالات عنف محدودة في مدينة المكلا أثناء مواجهات بين قوات للأمن ومسحلين من الحراك الجنوبي المسلح سقط إثرها العديد من الضحايا.
وقالت وكالة (خبر) الخاصة المملوكة لنجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ‘إن نحو عشرة قتلى سقطوا وجرح آخرون بينهم جنود، أثناء محاولة اقتحام إدارة أمن سيئون، نفذتها عناصر تخريبية بعد ظهر الجمعة’.
وأضافت ‘ان اشتباكات اندلعت بين قوات الشرطة في مبنى إدارة الأمن وبين عناصر تخريبية، حاولت اقتحام المبنى وأسفرت عن سقوط عشرة قتلى وعدد من الجرحى، وإصابة عدد من الجنود’، غير أن هذه الأنباء لم تتأكد من مصادر أخرى.
وعبّر العديد من وجهاء محافظة حضرموت عن إدانتهم لأعمال التخريب أو اقتحام مقار المؤسسات العامة واعتبروها ‘تصرفات لا أخلاقية’ مؤكدين أن من يقوم بهذه الأعمال ‘عناصر مندسة تسعى لإثارة الفوضى’.
وقالت العديد من المصادر المحلية أن الهدوء الحذر الذي شهدته محافظة حضرموت والعديد من المحافظات الجنوبية الأخرى أفشلت توجهات قوى الحراك الجنوبي المسلح الذي يقف وراء الدعوة إلى الهبّة الشعبية وإلى احتلال مقار المؤسسات الحكومية. وأكدت المصادر أن ‘القوى الوطنية رفضت أي استغلال للحراك السلمي فيما سمي بالهبة الشعبية لابناء حضرموت حيث تم طرد ممثلي الحراك المسلح من اللجان التابعة للهبّة الشعبية.
واكدت قوى الهبّة ‘انها لن تنساق إلى ما يتمناه اصحاب مشاريع الفوضى والاحتراب ‘حيث رفضت جماهير الشعب النزول الى الشارع′. ‘
وأكد رئيس المجلس الثوري بحضرموت صلاح باتيس أن ‘حلف القبائل بحضرموت والمكونات السياسية المختلفة والفعاليات الشعبية قد قالت كلمتها وحددت طبيعة الهبّة الشعبية وسلميتها ولا مكان للمزايدات والإشاعات التي تنشر اليوم هنا وهناك عن الاقتحامات والسيطرة على المعسكرات وغيرها’.
وقال ان ‘ما يتم ترويجه بهذا الشأن محاولات يائسة للنيل من الحلم الحضرمي وإجماع أبناء حضرموت من أجل الحصول على حقوقهم وإفشال مشروعهم النبيل’. وحذّر القيادي الجنوبي من مغبّة ‘تفجير الأوضاع عسكريا’، مؤكدا أن أي توجه من هذا القبيل ‘سيدمّر حضرموت’.
نقلاً عن القدس العربي
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها