الإعلام والحكم الرشيد في اليمن.. ندوة نقاشية بجامعة عدن بالتنسيق مع إذاعة هولندا العالمية
احتضنت قاعة ابن خلدون بكلية الآداب - جامعة عدن, صباح اليوم الأربعاء الندوة النقاشية الخاصة بـ"الإعلام والحكم الرشيد في اليمن" التي نظمتها إذاعة هولندا العالمية بالتنسيق مع قسم الإعلام بالكلية.
وفي افتتاحية الندوة أكد نائب عميد كلية الآداب لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي, ومنسق الندوة, الأستاذ الدكتور محمد عبده هادي, على أن أهمية الندوة النقاشية التي تأتي بالتنسيق مع إذاعة هولندا العالمية – القسم العربي - ولأول في عدن, والتي من شأنها أن تفتح أفاق جديدة التعاون بشكل مستمر بين الجامعة وجهات أخرى في مجالات عديدة.
الدكتور محمد العبادي القائم بأعمال رئيس جامعة عدن قال في كلمته: إن أهمية الندوة تكمن في أنها جاءت بعد متغيرات ومرحلة جديدة تمر بها البلد, وتزامنت مع نهاية مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أوشك على الانتهاء خلال الأيام القادمة.
إلى ذلك؛ تحدث ممثل الإذاعة الهولندية محمد عبد الحميد عبد الرحمن وقال: إن الندوة تهدف إلى التعريف بأهمية الإعلام في تعزيز الحكم الرشيد والإسهام في تدعيم القضايا التي تهم المجتمع, وتوسيع العلاقات مع المؤسسات الإعلامية لتبادل الخبرات معها وعلى رأسها كليات وأقسام الإعلام.
ونبه أن المجتمع الواعي لا يتكون إلا بجهود مضاعفة وإعلام مهني صادق دون فرض الآراء, مشددًا على ضرورة إخضاع سلطات الدولة لرقابة الرأي العام.
وتناولت الندوة ورقتي عمل حول إيجاد "فرص عمل للشباب" للباحثة رضية يسلم باصمد, و"مخاطر الفساد والانفلات الامني على مشروع بناء الدولة المدنية" للدكتور سيف محسن عبد القوي أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بكلية الآداب.
حيث تطرقت الباحثة رضية باصمد, وهي أستاذة بقسم علم الاجتماع بالكلية – إلى فرص عمل الشباب في ظل الحكم الرشيد, والحاجة الماسة لعملية التغيير المطلوبة اليوم, ومغادرة الرؤية القاصرة التي تختزل حاجات الشباب وقدراتهم وعدم خلق شراكة حقيقية مع الشباب.
وتناولت الباحثة أهم الصعوبات التي تعيق النهوض بتشغيل الشباب والحد من البطالة والتي تتمثل غياب الوعي بالتكنولوجيا الحديثة وتحدياتها, مشيرة إلى أن معظم أنظمة التعليم والتدريب المهني في اليمن والوطن العربي لم تستجب بكفاءة لمتطلبات سوق العمل ومستجدات التقنيات المعلوماتية المتطورة؛ نتيجة لعد الاهتمام بالتعليم الحديث.
وشددت على ضرورة تطوير نظم التعليم والتدريب المهني للاستجابة لمستجدات سوق العمل, وإيجاد سياسيات داعمة للمبادرين بالمشروعات الصغرى..
كما قدم الدكتور سيف محسن عبد القوي في الجلسة الثانية ورقة تحدث فيها عن مخاطر الفساد والانفلات الأمني والعلاقة والتأثير المباشر لمخاطر الفساد والانفلات الأمني وأثارها على مشروع بناء الدولة المدنية في اليمن.
ولفت الباحث أن اليمن يعيش اليوم مرحلة مخاض عسير لبناء مشروعاته الوطنية وفي مقدمتها الدولة المدنية الحديثة التي يسودها النظام والقانون والعدل والمساواة والديمقراطية والمواطنة المتساوية..
وأشار أن الفساد قد عكس نفسه على سير عملية التنمية وخلق عدم الاستقرار السياسي, مشيرًا أن الفساد قد بلغ ذروته وانتشر في قمة السلطة إلى أدنى درجات السلم الوظيفي في الجهاز الحكومي..
ومن ضمن التحديات التي قال الباحث أنها تواجه بناء الدولة المدنية الحديثة, هي معارضة القبائل وشيوخها لاسيما في بعض مناطق شمال اليمن, والمناطق غير المتأثرة بسلطان الدولة, والذين لا يرغبون ببناء الدولة المدنية..
ولإيجاد حل لتلك التحديات؛ دعا الباحث الحكومة اليمنية إلى "تقديم صيغة مبتكرة تمزج بين التقاليد العصبوية - التي يجب التعامل مها بالحكمة والتدرج - ومشورع الدولة المدنية الذي يجب الانطلاق فيه بالسرعة والهمة الكافية, مع الأخذ في الاعتبار خصوصيات المناطق.
وحظيت الندوة بالعديد من المداخلات من الاساتذة وطلاب قسم الإعلام الذي أثروا الندوة ببعض الاقتراحات والتوصيات الهامة استكمالًا لما جاء في أوراق العمل.
ومن بين تلك المداخلات مداخلة للأستاذ أسامة عدنان البريهي, عقّب فيها على ورقة الباحثة رضية باصمد التي تناولت موضوع الشباب وفرص العمل, وطالب بتوفير وسائل تطبيقية لطلاب قسم الإعلام بكلية الآداب.
حضر الندوة الدكتور محمد بن صالح العبادي نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي, والدكتور مازن شمسان أحمد شمسان عميد كلية الآداب, والدكتور, عبد الله الحو رئيس قسم الإعلام, وعدد من رؤساء الأقسام والأساتذة بالكلية, بإضافة إلى مندوبي عدد من وسائل الإعلام المحلية والشخصيات الإعلامية وطلاب قسم الإعلام..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها