توكل كرمان : يجب على الرئيس "هادي" أن يقيل باسندوة والجميع سيقف وراءه
نشر الأستاذ محمد سالم باسندوة مقال في صحيفة الوطن السعودية أقر فيه بعدم قدرته على تنفيذ مهامه وعجزه عن القيام بمسؤولياته بسبب التعطيل ومحاولة إفشال الحكومة من قبل الرئيس المخلوع وممثلي المؤتمر في الحكومة ، محملا رعاة المبادرة الخليجية المسؤولية عن عدم تنفيذ المبادرة ، وعن فشل التسوية ، مختتما مقاله بدعوة اللقاء المشترك وشركائه، و كل قوى الثورة اليمنية السعي بجدية لاستعادة زخم الثورة "حد وصفه"، ودعى للعودة إلى اعتماد المسار الثوري كنهج وحيد لاستكمال تنفيذ أهداف الثورة ، مبيناً انه لا يمكن استعادة زخم الثورة إلا عن طريق واحد ، هو التخلي كلياً عن نهج التسوية السياسية ، الذي أفرغ من المضمون ، ولم يعد ذا قيمة تذكـر.
وفي استطلاع أجريناه في موقع (عدن بوست) لرصد ردود الأفعال من مقالة معالي رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة ، الذي نشره في صحيفة الوطن السعودية قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان" في تصريحها الخاص لـ(عدن بوست) أن مقال رئيس الوزراء اليمني قبيل مؤتمر الدول المانحة خطوة غير موفقة وانه كان على رئيس وزراء "حد وصفها" انه كان سيجمع مائة مليار دولار لليمن) ، بينما القيادي في الثورة الشبابية محمد ناصر المقبلي وصف المقال بأنه (كان عباره عن خرمه لمثقف قديم امتهن السياسة في توقيت غير مناسب).
استطلاع أسامة منصور
رسالة في الزمان والمكان المناسبين
وقد علق الكاتب اليمني المعروف منير الماوري عند سؤالنا له عن الأنطباع من المقال قائلاً : مقال العم محمد باسندوة كان بمثابة صرخة أخيرة موجهة لدول الجوار لإنقاذ التسوية السياسية، وكان موفقا في اختيار صحيفة سعودية لنشر المقال الأمر الذي كان كفيلا بوصول الرسالة واضحة إلى المتلقي المستهدف في عقر داره بأقصى سرعة وأوسع انتشار.
واعتبر أن المقال قد تضمن تشخيص دقيق لما يجري في اليمن حاليا إلا أن خاتمة الرسالة شابها بعض القصور لأن التحذير لم يتضمن الاشارة إلى أن فشل التسوية في اليمن يعني فيما يعنيه تحويل اليمن إلى حقل خصب لإيذاء الجيران ومنصة انطلاق جديدة للنشاط الإيراني الذي بدأ يعشعش في البلاد شمالا وجنوبا، كما يمثل نجاحا كبيرا لعقيدة العنف التي يتبناها تنظيم القاعدة.
وقال الماوري أن نشر المقال تحت اسم وتوقيع العم "باسندوة" ساعد على تحويله إلى رسالة قوية لدول الجوار غير أني كنت أتمنى ألا يلجأ العم باسندوة لإيصال رسائله بهذه الطريقة ، فرئاسة الوزراء لم يكن ينبغي أن تستغني تماما عن تعيين ناطقين إعلاميين باسمها، فمثل هذه القضايا التي طرحها رئيس الحكومة عندما تأتي منه فإنها تفسر أيضا وكأنها استقالة علنية أو مقدمة لاستقالة ، فالتكتم وعدم إعطاء الإعلام أهميته من قبل الحكومة ، ترك الرأي العام لعبث مدروس يؤديه بجدارة الأعلام المناصر للرئيس المخلوع أو المستأجر من قبل الحالمين بعودة مشروع التوريث الذين مازال مشروعهم قائما مادام رمز المشروع على رأس الحرس الجمهوري فقطع الذيل لن يفيد ما لم يزاح الرأس.
أنعدام الرؤية والمشروع
من جانبه قال الصحفي "باسم الشعبي" أن السبب وراء نشر هذا المقال هي الفوضى وانعدام الرؤية والمشروع ، ومثل المقال فشل مبكر للمشترك وخصوصاً الإصلاح ، وأضاف لو نشر باسندوة استقالته لكان أفضل.
دعوة لعودة الزخم الثوري
وكما دعا باسندوة للعودة إلى المسار الثوري فقد علق القيادي في الثورة الشبابية الناشط "محمد المقبلي" لـ (عدن بوست) : أن مقال باسندوة هذا لا يعدو عن كونه (خرمة مثقف سابق) امتهن السياسة في وضع حرج تمر به البلد ، وأكد أن شباب الثورة لن يتفاعلوا مع دعوة باسندوة هذه كونها جاءت ممن أعطى الحصانة لقتلتهم ، وبعد ان فرمل بحكومته ثورتهم.
فشل الحكومة ووجوب إقالتها
بينما "توكل كرمان" الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2011م والقيادية البارزة في الثورة الشبابية قالت : أن ما أقدم عليه باسندوة كان خطوة غير موفقة حد وصفها" ، وقالت كان على رئيس الوزراء التوجه لجمع مائة مليار دولار لليمن في مؤتمر المانحين القادم ، وأكدت في تصريحها الخاص لـ (عدن بوست) أن الرئيس "هادي" مستاء من اداء حكومته وهو ما عزز قناعتها بفشل الحكومة.
وقالت كرمان : لم يفعل رئيس الوزراء شيء لمساعدة الرئيس "هادي" كما يفترض وكما تنص المبادرة الخليجية ، لكنه ترك كل المهام الكبيرة على الرئيس ولم يفعل اي شيء ، ويتصرف وكأن اليمن تمر بظروف عادية , ودعت كرمان من خلال موقع (عدن بوست) الرئيس "هادي" ان يقيل هذه الحكومة ان لم تقدم استقالتها ، ويأتي بحكومة اخرى قادرة على ان تعينه على أداء مهامه العظيمة ونحن معه وجميع ابناء شعبنا يقفون إلى جانبه.
وتضل ردود الأفعال متباينة من صحة صدور موقف رئيس الحكومة من خلال مقال ، ذات الاختلاف من صحة وجدية ما ورد فيه ، ولكن يبقى الأمر المتفق عليه أن حكومة الوفاق عاجزة باعتراف رئيسها ، فهل يملك "عبدربه هادي" من الأوراق ما يتجاوز به هذه المعضلة ، بعد أن تخلى عنه رئيس وزراءه بأن كشف كل ما لديه من مشاكل للقاصي والداني ، أم أنه بالفعل وكما دعى باسندوة بوجوب عودة الأمر للشارع والرجوع لمرحلة التصعيد الثوري..