الجراد يلتهم الأخضر واليابس في اليمن
تتزايد معاناة المزارعين اليمنيين في السهل التهامي يوماً بعد يوم، إثر الخسائر الكبيرة التي تكبدوها جراء موجة الجراد الصحراوي التي اجتاحت مناطق واسعة بمحافظتي حجة والحديدة بشمال غرب البلاد، وقضت على المحاصيل الزراعية في منطقة تعد أكبر المناطق الزراعية وأخصبها في عموم البلاد.
ويشكو المزارعون غياب الدور الرسمي في مكافحة أسراب الجراد التي مضى على قدومها قرابة ثلاثة أشهر. وقال عبد الله محمد شار (أحد المزارعين بمنطقة حيران محافظة حجة) إنهم أبلغوا السلطات المحلية ووزارة الزراعة مرات عديدة بوصول أسراب الجراد، إلا أن الاستجابة "لم تأتِ إلا متأخرة جداً".
وأوضح أن "فرق الرش التي أرسلتها الوزارة لم تصل إلا إلى 5% من المزارع المتضررة في المنطقة دون أي حصر للأضرار التي تكبدها المزارعون حيث أتى الجراد على كل شيء في مزارع حيران البالغ عددها قرابة 150 مزرعة، كانت تعج بمحاصيل مختلفة كالسمسم والذرة والقطن والدخن، وتوقع مالكوها أن تعود عليهم بملايين الريالات إن لم يقضِ عليها الجراد".
وقال شار إنه أنفق قرابة مائتي ألف ريال (930 دولارا) في زراعة المحاصيل التي أتلف الجراد بعضها قبل نضوجها، وقضى على البعض الآخر وهي ناضجة، بينما تعرض محصول السمسم لهجوم الجراد بعد حصاده وأُتلف كاملاً، كما أن بعض المحاصيل لم يتم حصادها كون الجراد لم يبقِ منها شيئاً.
مقاومة
على الجانب الرسمي، اعتبر وكيل قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة محمد يحيى الغشم ما تعرض له قطاع الزراعة من خسائر جراء موجة الجراد "كارثة" مشيراً إلى أن الخسائر تقدر بمليارات الريالات، و"لولا جهود الوزارة في مكافحة الجراد لكان قد انتشر في كل مناطق البلاد".
وأضاف أن الوزارة أنشأت غرفة عمليات خاصة في منطقة عبس لمكافحة الجراد مزودة بالفنيين والمعدات المتخصصة، وأن هناك 36 وحدة مكافحة موجودة من السابق بالإضافة إلى عشرين وحدة جديدة تم إرسالها خلال اليومين الماضيين، "إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى كل المناطق نتيجة لكبر المساحة المتضررة والتي تبلغ 2500 كيلومتر" .
وقال الغشم إنه كان من المفترض أن تبدأ أعمال المكافحة منذ بداية ظهور أسراب الجراد، مضيفا أن الوزارة حاولت الإسراع في ذلك لولا تأخر وزارة المالية في تنفيذ توجيهات رئيس الحكومة القاضية بصرف خمسين مليون ريال بشكل عاجل لدعم جهود المكافحة والاكتفاء بصرف 17 مليون ريال فقط.
توقعات
أما رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر فيتوقع امتداد خسائر وأضرار موجة الجراد إلى الموسم الزراعي القادم "لأن بويضات الجراد ستظل في التربة الزراعية، وستبدأ بالنمو والتكاثر مع بداية الموسم الجديد، الأمر الذي سيضاعف الكارثة في القطاع الزراعي الذي يعمل فيه 75% من اليمنيين، في ظل جهود رسمية متواضعة".
وأضاف أن هذا الأمر سيزيد من أعباء الحكومة في المرحلة المقبلة، وسيؤثر على الاقتصاد الوطني، "فمعظم الأسر تعتمد في إنفاقها على المردودات الزراعية، مما سيجعل البلد بحاجة إلى موارد إضافية وسيضاعف مشكلة البطالة لدى المشتغلين بالزراعة، بالإضافة للتأثير السلبي على الأمن الغذائي في البلاد".
وكان اليمن قد دعا المنظمات الدولية المعنية بالأمن الغذائي والمانحين والدول المجاورة لدعمه في السيطرة على موجة الجراد الصحراوي، خاصة بعد صدور معلومات عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) توقعت وصول أسراب جديدة من إريتريا إلى اليمن، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة من خروج الوضع عن السيطرة في حال وصولها إلى مناطق التكاثر الشتوية بالسهل التهامي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها