انفراج في أزمة الدبلوماسي السعودي باليمن
أكدت مصادر قبلية في محافظة أبين جنوبي اليمن أن هناك بوادر انفراج وشيك في ملف نائب القنصل السعودي بعدن عبد الله الخالدي المختطف لدى تنظيم القاعدة منذ مارس/آذار الماضي.
وعلمت الجزيرة نت أن عملية وساطة جديدة للتفاوض بشأن الإفراج عن الخالدي تجري في هذه الأثناء من قبل وسطاء قبليين بإشراف مباشر من نجل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, ويتوقع أن تنتهي بالإفراج عنه في غضون يومين على الأرجح.
وكشف مصدر مطلع للجزيرة نت -طلب عدم الكشف عن اسمه- عن مفاوضات تدور حول صفقة تبادل أسرى لم يتم الإفصاح عنها بعد، وقد جرى بشأنها توافق مبدئي بين الخاطفين والوسطاء.
وبحسب المصدر نفسه فإن الصفقة تقضي بإطلاق 19 شخصاً من عناصر القاعدة في سجون الأمن السياسي (المخابرات) بصنعاء بعضهم ممن انتهت فترة أحكامهم, مقابل تسليم الدبلوماسي السعودي المختطف للوسطاء.
وأكد الشيخ طارق الفضلي، أبرز مشايخ محافظة أبين وهو زعيم قبلي يقود وساطة غير رسمية للإفراج عن الخالدي، دخول طرف جديد في الوساطة مع الخاطفين اليومين الماضيين بقيادة جلال عبده ربه هادي نجل الرئيس اليمني، غير أنه نفى علمه بأي تفاصيل ومعلومات عن ما تم الاتفاق عليه في تلك المفاوضات التي لا تزال جارية.
وساطة قبلية
وقال في تصريح للجزيرة نت "نحن نقود وساطة قبلية منفصلة عن الجانب الرسمي اليمني والسعودي كمبادرة ذاتية من قبل مشايخ أبين للإسهام في تقريب وجهات النظر وتسهيل مهمة الإفراج عن نائب القنصل السعودي".
وأشار الفضلي إلى أنه تواصل مع الخاطفين وأنهم تعهدوا له بقرب الإفراج عن نائب القنصل السعودي غير أنهم اشترطوا نظير ذلك إفراج سلطات الأمن السعودية عن خمس سجينات من تنظيم القاعدة.
وكانت السلطات السعودية أفرجت عن ست نساء معتقلات لهن صلة بتنظيم القاعدة قبل أسابيع، لكنها قالت إن هذا الإجراء ليس له صلة بمطالب خاطفي دبلوماسي سعودي في اليمن, وإن الإفراج جاء لظروف إنسانية فقط.
ويشير مراقبون إلى أن هناك توجها رسميا يمنيا سعوديا جادا نحو إنجاح التفاوض والإفراج عن نائب القنصل السعودي بعدن, لكن سير المفاوضات محاط بسرية تامة.
وقال رئيس تحرير صحيفة الأمناء بعدن عدنان الأعجم إن هناك تحركا سعوديا على الأرض بعد فقدان الثقة في الأجهزة الأمنية اليمنية المنقسمة فيما بينها, وأضاف أن التوقعات تشير إلى اتفاق وشيك للإفراج عن الخالدي في غضون اليومين القادمين وتسليمه للوسطاء القبليين المكلفين من قبل نجل الرئيس هادي.
ولفت في حديث للجزيرة نت إلى أن هذا التحرك السعودي جاء بعد أن تحولت قضية اختطاف الخالدي إلى صراع داخلي بين قوى سياسية يمنية عدة سعت عبرها لمحاولة ابتزاز الجانب السعودي بهدف تغيير مواقف معينة.
وأشار إلى أن القاعدة استفادت كثيراً من تلك التجاذبات في ظل وجود أطراف أمنية سابقة وجهات تتبع نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ساهمت في عرقلة إطلاق الخالدي أكثر من مرة خلال مفاوضات سابقة انتهت بالإخفاق.
المصدر:الجزيرة