نص كلمة اليدومي في مؤتمر "حركات الإسلام السياسي" في الأردن
![](/uploads/pics/1384812631.jpeg)
أكد الأستاذ محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح عدم إمكانية العمل بإنفراد وإنعزال عن التيارات الأخرى، حيث أن العمل وبناء تنمية مستدامة يحتاج إلى توحيد جهود كافة الأحزاب والتيارات التي تعمل على الساحة ضمن نقاط التقاء يعمل بها الجميع دون إقصاء للآخر.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في فعاليات مؤتمر "حركات الإسلام السياسي - تحديات وآفاق" والذي يعقده مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة الأردنية عمان بمشاركة عدد كبير من المفكرين والباحثين المختصين من مختلف الدول العربية وسط حضور إعلامي مميز لجلسة الإفتتاح.
وأشار إلى أن الواقع اليمني الذي عانى من إقصاء لكافة الأطراف التي كانت تعمل على الساحة بسبب تسلط الحزب الواحد.
وأكد على أن النظام اليمني كان يتبع سياسة الحيلولة دون توحد المعارضة والتقائها وتوحيد مواقفها، مؤكداً على أن الوقت الذي اجتمعت فيه المعارضة كان الأنسب لقيام الثورة في وجه نظام الظلم.
وشارك في المؤتمر عدد كبير من الضيوف المشاركين في المؤتمر الذي يهدف إلى الحديث عن واقع حركات الإسلام السياسي من بلدانهم، مقدمين أبحاثهم حول المواضيع التي كلفهم مركز دراسات الشرق الأوسط بها.
نص الكلمة
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الحاضرون جميعاً.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسمحوا لي أولاً أن أتقدم بالشكر والثناء للأردن ملكاً وحكومة وشعباً على احتضانهم لهذا المؤتمر الذي ينعقد في ظل متغيرات دستورية تصب صالح العملية الديمقراطية في هذه البلاد، كما أثمن عالياً دعوة الأخوة في مركز دراسات الشرق الأوسط وفي مقدمتهم الأخ الأستاذ جواد الحمد، مدير المركز ورئيس المؤتمر.
الحاضرون جميعاً..
لقد عانت اليمن في مرحلة ما قبل ثورة الـ11 من فبراير عام 2011 من الحكم الشمولي المستبد وهيمنة حزب واحد تفرد بالسلطة ومثل غطاءً زائفاً لحكم عصبوي بغيض، ولقد سعت تلك السلطة بكل امكاناتها للعب بورقة التناقضات والتباينات السياسية في أوساط المعارضة بمختلف توجهاتها، وعملت على وضع العقبات في طريقها للحيلولة دون التقاءها وتنسيق مواقفها، للإبقاء عليها منقسمة ممزقة الأوصال، وحاولت جرها مراراً وتكراراً إلى مربع الصراع إن أمكن، لتظل مستأثرة بالسلطة والثروة، فقد عانى شعبنا كثيراً من ذلك النوع من الحكم الذي اعتمد كثيراً في بقائه على اتباعه سياسة "فرق تسد" بين القوى السياسية بمختلف أسمائها ومسمياتها، واستطاع لفترة زمنية ليست بالقصيرة ان يجعل أحزاب المعارضة في حالة افتراق وتنافس حالت دون وصولها إلى تفاهمات وقواسم مشتركة لتأسيس عقد تحالفي يقود إلى آلية عمل مشترك لمواجهة تغول السلطة الحاكمة آنذاك.
وفي ظل تلك الظروف وتلك السياسات سرعان ما قام التجمع اليمني للإصلاح بمد جسور التواصل والتفاهم مع مختلف تيارات واتجاهات العمل السياسي في الساحة اليمنية، ومحيت من أذهان الجميع ما كان يسود من الشكوك فيما بينها وتجاوزت بوعيها –بعد عون الله عز وجل- كل السلبيات التي كانت تشوب العلاقة بينها.
هذا وقد تكللت جهود التواصل فيما بيننا وبين إخواننا في الأحزاب الأخرى بأن أعلنا بفضل الله وكرمه عن تكتل اللقاء المشترك في 27/8/ 1996 والذي ظم كل من الحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، واتحاد القوى الشعبية، وحزب الحق، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب التجمع الوحدوي، والتجمع اليمني للإصلاح، هذا التكتل الذي كان له الدور الأبرز في انضاج وتهيئة الظروف للثورة الشبابية الشعبية السلمية في بلادنا والتي انطلقت في عموم ساحات وميادين الحرية والتغيير في طول البلاد وعرضها.
وبقدر ما حققت تجربة اللقاء المشترك على مدى الـ17 سنة الماضية من نجاحات توجت بدعم وتعزيز ثورة الـ11 من فبراير، فإن أمامنا على الصعيد المستقبلي تحديات كثيرة تمثل امتحاناً صعباً وعسيراً لنا، خاصة في عملية بناء الدولة الوطنية، وتحقيق التحول الديمقراطي، ومحاربة الفقر والبطالة، وانجاز عملية تنموية شاملة ومستدامة.
إننا في التجمع اليمني للإصلاح ندرك تماماً أننا ومعنا اخوتنا في اللقاء المشترك وعبر تطوير آليات وصيغ اللقاء المشترك وتوجيه قاعدة التحالف لتشمل شراكة سياسية ومجتمعية أوسع يمكن لنا أن نبيني دولة النظام والقانون ونرسي مداميك النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.
إننا في التجمع اليمني للإصلاح وبعد بحث ودراسة في صفوفنا ومن خلال معرفتنا بواقعنا اليمني، على قناعة تامة أنه ليس بمقدور أي طرف سياسي ان يتحمل أعباء بناء الوطن بمفرده، الأمر الذي يقتضي من الجميع رص الصف من أجل بناء يمن أفضل.
إن أمامنا مهمات ثقيلة وإرثاً كبيرً تنوء بحمله الجبال الراسيات، فثورتنا لم تكن ثورة جياع ولكنها الكرامة وأشواق الحرية فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ولأن الأمر كذلك فلا بد من تكامل الحرية والكرامة والتنمية باعتبار ذلك من المقاصد القرآنية في البحث عن الأمن الغذائي والأمن الحياتي، قال تعالى: الذي اطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف".
الحاضرون جميعاً..
اليمن اليوم يحث الخطى في نهاية مؤتمر الحوار الوطني الذي يشترك فيه اليمنيون جميعاً، والذي يهدفون منه إلى الحفاظ على وحدة أرضهم والالتزام بدستور ينظم حياتهم، ورغبة صادقة في أن يمثل الإيمان والحكمة واقعاً وليس مجرد أمنيات.
اسمحوا لي في الأخير أن اذكر إخواني في الحركات الإسلامية ونحن منهم وإليهم أن ألفت نظر الجميع أن المسئولية الملقاة على عواتقنا مسئولية استثنائية كبرى، وأن علينا أن نقدم نموذج ونضرب المثل في إدارة الاختلاف مع شركاء الوطن، لا أقول وفقاً لما تقتضيه موازين القوى، وإنما وفقاً لما تمليه أخلاق الإسلام من الصبر والعفو والصفح وما تفرضه سياسة بناء الأوطان وتماسك بنيان المجتمعات.
واسمحوا لي من على هذا المنبر أن أبعث بآيات الشكر والتقدير لكل من أسهم ويساهم في استقرار اليمن أرضاً وانساناً وفي مقدمة الجميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ودول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، ودول الاتحاد الأوربي والأمانة العامة للأمم المتحدة، وممثلها القدير الأستاذ جمال بنعمر.
لكم أيها الحضور كل التقدير والاحترام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها