الفيـس بـوك..إدمـــان بـطعــم الضيـــاع!!
تمكّن الفيس بوك من احتكار المعلومة لدى وسائل الإعلام التقليدي والرسمي من خلال إتاحة نشر الأخبار والآراء بشكل سريع، والتفاعل معها بعيداً عن أية رقابة.. مما شجع الإقبال المتزايد على موقعه بصفة خاصة ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة؛ إذ بلغ عدد المشتركين على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك 1.14مليار مشترك حسب ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية، ومنهم 70 مليون مستخدم عربي، و593 ألف مستخدم يمني.. وبالرغم من التأثيرات السلبية للفيس بوك وفقاً لمتخصصين ومستخدمين له، فإن هناك من يرى فيه وسيلة اتصال وإعلام مثله مثل التلفزيون والصحافة والإذاعة، لأنه جمع بين مميزاتها بحيث أصبح المستخدم له صحفياً ومراسلاً متفاعلاً ومحللاً لما يدور حوله من الأحداث..
فما هو تأثير الفيس بوك على وسائل الإعلام المحلية لدى الجمهور ومن لهم علاقة بالإعلام، وماهي المخاطر في عالم افتراضي مزيج من النعم والنقم، وكيف يمكن تلافي السلبيات؟ أسئلة تفرض نفسها في ظل ترسيخ الفسبكة بصورة يصعب الاستغناء عنها، ولا بديل للإذعان لها سوى المجازفة بحرص مع الأخذ بالحسبان استغلال المؤسسات الأمنية والشركات الأميركية للمعلومات على شبكة الإنترنت وكجزء منها موقع الفيس بوك.
أفضل وسيلة
وللتعرف على تأثير الفيس بوك لدى بعض المتصفحين والمهتمين، فقد أجرينا استبياناً إلكترونياً، أظهر أن هناك زيادة للمشاركين الذين يفضلون الفيس بوك على الوسائل الإعلامية الأخرى، حيث أفاد 80 % من مستجيبي الاستبيان أنهم يفضلون الفيس بوك على التلفزيون والصحافة والإذاعة.. كما أفاد 90 % من المستجيبين بأنهم يستخدمونه بشكل يومي، مقابل 70 % أفادوا بأنهم يستخدمونه أكثر من أربع ساعات يومياً، وعزا 60 % منهم ذلك إلى حالة من الشعور بالإدمان.
النقابي سامي عبدالله 25 عاماً من المتصفحين الذين يؤكدون إدمانهم على الفيس بوك، ولكنه في الوقت نفسه لا يبالي كيف يتوقف ذلك الإدمان الذي وصفه بنوع من المخدرات.
المهندس إياد الإبراهيمي، يؤيد سامي ويؤكد أنه من المستخدمين للفيس بوك بشكل مستمر، بسبب ما يتيحه من فرصة المشاركة والتواصل وتبادل المعلومات مع الآخرين بلا قيود.
مكمل لوسائل الإعلام
فيما قال صلاح السامعي: وسائل الإعلام الأخرى أكثر تخصص من الفيس بوك وتقدم ما يفوقه شكلاً ومضموناً. لكنه يجد فيه ملتقى حراً للتواصل وتبادل الآراء والأفكار وعرض قضايا الحياة والتفاعل معها بصورة مباشرة.
بينما صدام أبو عاصم (صحفي) يقول: الفيس بوك يتفوق على كثير من الوسائل الإعلامية الأخرى. إلا أنه من وجهة نظره ضعيف إلى حد ما لأسباب أرجعها إلى الأمية التكنولوجية وبطء الإنترنت وانقطاعات الكهرباء. وأضاف: الفيس بوك مكمل لما تتداوله وسائل الإعلام الأخرى.
الناشط الحقوقي بشير عثمان في لحظة انهماك بكتابة المنشورات وصداقة مع الفيس بوك، قال: أن الفيس بوك في اليمن أصبح صديقاً لأغلبية المستخدمين للأنترنت والنخب السياسية والثقافية والاجتماعية والحزبية. وأردف: وهو لا يقدم معرفة، بقدر تقديمه فضاءً حراً لتبادل المعرفة وطرح الأفكار أكثر من أي وسيلة أخرى. ويعتقد أن سر الفيس بوك بالنسبة لليمني هو ما يتيحه له من فرص التعبير في جو مشحون بالتناقضات الفكرية والدينية والسياسية.
صحيفة المواطن
“ازدادت أهمية الفيس بوك وكان له صدى واسع على مستوى الشباب اليمني بعد ثورة تونس ومصر” كما يقول عبدالقوي شعلان (صحفي وناشط) الذي يضيف: الفيس بوك أصبح الوسيلة الجديدة المنافسة لوسائل الإعلام التقليدية. ويشير إلى أنه صحيفة المواطن التي تمكن المواطن من نشر الخبر والصورة والصوت.. والتفاعل في نفس الوقت.
يتفق معه الصحفي صدام أبو عاصم في فكرة ما يعرف بـ«المواطن الصحفي». ويرى صدام بالنسبة للتأثير أن الإذاعة في بلاد كاليمن هي الأولى لقلة تكاليفها. مشيراً إلى أن لكل وسيلة خاصيتها و ايجابياتها. وأضاف: أن الصحفي يستطيع أن يعمل مادة صحفية من صفحات الفيس بوك.
حقل الشائعات
وإذ يعتبر صلاح السامعي الفيس بوك حقلاً للشائعات، يشير إلى دوره الإيجابي في توحيد الرأي العام وتوجيهه نحو قضايا تخدم المجتمع كمحاربة الظواهر السلبية والفساد الذي كان يمارسه النظام السابق.
ويؤكد السامعي أن الفيس بوك أصبح مصدراً للمعلومات لدى الكثير من المواقع الإلكترونية. وبحسب متابعته يرى أنه: حاز على مساحات مخصصة في التغطية الصحفية والتلفزيونية. ويضرب مثالاً بأن هناك بعض الصحف أفردت صفحات لتغطية منشورات الفيس بوك كـ«الجمهورية».
في الصعيد ذاته يقول فؤاد التميمي«مذيع» أن الفيس بوك مصدر من مصادر نقل الخبر بالنسبة للكثير من الصحف، مضيفاً: أنه يعد متنفساً للكثير من المبدعين الشباب الذين لم يتاح لهم الظهور من خلال الصحافة.
مُنافس لمنابر المساجد
من ناحيته محسن عائض قال: إن الفيس بوك كوسيلة جديدة- يتصدر وسائل الإعلام. ويذهب أبعد من ذلك بقوله: هو المنافس الحقيقي لمنابر المساجد والنخبويين ولا متضرر منه سوى خطباء المساجد. لافتاً إلى أنه أخذ مكانة أوسع من وكالات الأنباء وأصبح كموزع مركزي. وإذ ينتقد محسن الخطاب الإعلامي في وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والأهلية، يقول: الفيس بوك كشف عن نمطية الإعلام اليمني، واصفاً الإعلام بأنه ينتمي إلى القرون الأولى، معتبراً أن الإعلام لا يعبر عن هموم وطموحات الشعب. وبحسب رأيه فإن الفيس بوك أظهر الإعلاميين الذين كانوا يتصدرون المشهد اليمني بأحجامهم الحقيقية. لافتاً إلى أن: الفيس بوك لا تنفق عليه الدولة مثلما تنفق على وسائل الإعلام المقيّدة، لذلك برأيه فهو بعيد عن القيود من أي أطراف سياسية أو عسكرية أو دينية.
يُعارضه الإعلامي خالد أبو بكر بلحاج، إذ اعتبر دور الفيس بوك ثانوياً، وقال: بالنسبة لي لا أنشر موضوعات صحفية على صفحتي إلا بعد أن يتم نشرها على وسائل إعلامية.
ويرى خالد أن: وسائل الإعلام تحظى بموثوقية أكبر من الفيس بوك. مشيراً إلى أن الفيس بوك فرض نفسه كوسيلة تواصل اجتماعي على الكثير من المتابعين. ولكنه بحسب رأيه غير مؤثر بصورة مباشرة. معتبراً أن الفيس بوك ثانٍ.
للتسلية
باسم عمر، قال: الفيس بوك يستخدم للتسلية. ويرى أنه لا يمثل أداة تواصل ثقافي، لقلة الذين يطرحون موضوعات ثقافية. متمنياً أن يتحول إلى قناة وصل بين الإعلاميين والمثقفين والصحفيين بهدف تقديم مضمون ملخص ومفيد للمتصفح.
بينما يرى المذيع فؤاد التميمي أن : أهم ما أضافه الفيس بوك إلى الواقع اليمني الخاص هو فتح نافذة لكل شخص لديه المعرفة بالفيس بوك لمرور الكثير من المعلومات والتصورات والأفكار التي يستفاد منها، ما يجعل منه وسيلة إعلامية للنشر بين مختلف الفئات. وعن تأثير الفيس بوك على وسائل الإعلام يلخص بقوله: لا يحل محل أي وسيلة إعلام أخرى.
أكثر معرفة
فيما يقول ربيع شاكر المهدي «سفير النوايا الحسنة لحقوق الإنسان والسلام في اليمن»: إن بعض المستخدمين دخل الفيس بوك لديه قناعة بأهمية رسالته، وبعضهم دخل من أجل إضاعة الوقت بعد هدر الكثير منه على تناول القات، وآخرون وجدوا فيه مكاناً للتعارف والمتعة السهلة. ويرى: أن الفيس بوك تغلب على الكثير من الوسائل. ويشير إلى أن الفيس أكثر معرفة لأنه استطاع الجمع بين مميزات مختلف الوسائل من الكتابة والرؤية والسماع.
يتابع حديثه: الفيس بوك مثله مثل بقية مواقع التواصل الاجتماعي يتعامل مع الخبر والحدث لحظة وقوعه ويمكن من تداول المعلومات بين الأصدقاء معززة بالصور والفيديوهات، ويكون التفاعل معها والتعليق مباشرة. ويوضح أهمية مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام بناء على ما حدث من رفض الإدارة الأميركية خلال الاحتجاجات الإيرانية على الانتخابات الماضية من قيام مؤسسي تويتر بإجراء الصيانة للمواقع لمساعدة المعارضين.
ثقافة الساندويتش
صلاح محمد العسكري، عبر عن رأيه قائلا: في الفيس بوك تجد الناس يبحثون عن الثقافة السريعة من المقتطفات بحجم “الساندويتشات”. ويشير إلى أن الموضوعات على الفيس بوك تنزل مباشرة دون الحاجة إلى محرر أو صحفي. ويرى أن الفيس وسيلة رائعة إذا ما فطن إليها المثقف اليمني لإيصال رسالة إيجابية هادفة دون تعال.
الاستقلالية
“الموروث الثقافي والاجتماعي الذي اكتسبه المستخدم للفيس بوك من مجتمعه، يجعله غير قادر على تحقيق الاستقلالية المطلقة” بهذه المقدمة يبدأ الدكتور منذر إسحاق (أستاذ علم الاجتماع المشارك) بتعليقه. وعن مسألة قراءة أفكار المجتمعات، يرى أنه: يمكن أن يكون أداة تحليلية لأفكار الناس واتجاهاتهم، لكن ذلك بحسب رأيه: ليس بدرجة كبيرة كونه جزءاً من عالم افتراضي قد تبدو فيه الأمور مغايرة لما هي عليه في العالم الواقعي حيث توجد نسبة من المستخدمين الذين لا يظهرون على حقيقتهم عبر هذه الوسيلة.
أما عن التغيرات الاجتماعية الناتجة عن الفيس بوك، فيلخصها الدكتور منذر، قائلاً: تحقيق الانتشار الثقافي العابر للحدود والثقافات والمجتمعات وما أصبح يمثله من مرجعية معرفية يمكن الاستناد إليها في كثير من الأحيان. مشيراً إلى النتائج السيوسيولوجية لفجوة الأجيال بين الفيس بوك وباقي الوسائل ، بقوله: الإقبال على استخدام الفيس بوك بشكل متزايد ومن مختلف الفئات العمرية، كونه يتيح للمستخدم الاتصال بغيره كمستقبل ومرسل في آن.
عالم من المخاطر
خلف عالم الفيس بوك الافتراضي يقوم عالم مظلم من المخاطر كشفت عن جزء منه بعض وسائل الإعلام العالمية، فوفقاً لما ركزت عليه بعض المواقع والقنوات مؤخراً، فإن هناك أكثر من 80 مركز رصد للمعلومات لأرشفة وتحليل الرسائل والصور والمنشورات من مواقع البحث والتواصل، ودار الحديث عن انتقال رئيس الأمن المعلوماتي لشركة فيس بوك للعمل في وكالة الأمن القومي الأميركية التي تتولى مراقبة وفك رموز الاتصالات عبر العالم.
وفيما يخص مسألة المخاطر من الحرية المتاحة على فيس بوك، يؤكد الدكتور منذر أن الحرية أصل من أصول الحياة الإنسانية ولا يمكن الهيمنة عليها. معتبراً أن الضوابط سواء عبر التقنية لإدارة الفيس بوك أم المستخدم له، ليس نوعاً من السيطرة على الحريات، ولكنها برأيه تنظيم وترشيد.
هدم الخصوصية
من جانبهم متخصصين على بعض القنوات تحدثوا عن اهتمام المخابرات الأميركية بالبيانات الخاصة بالأفراد المشاركين في شبكة الإنترنت ومواقع التواصل واستغلالها أمنياً وتجارياً. محذرين: أن مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس و الواتس أب تستخدم في الرقابة السياسية والاجتماعية.
فؤاد التميمي من جهته لا يستبعد أن يكون هناك هيمنة وتحكم بالمصادر التقنية من قبل الدول الكبرى كأميركا في الوصول إلى المعلومات واستخدامها لأغراض استخباراتية بناء على ما ذكره من اعتماد بعض العصابات المتخصصة بالسرقة على المعلومات اليومية للأفراد المستهدفين من خلال الفيس بوك.
المسؤولية الأخلاقية وتلافي السلبيات
يقع على مستخدمي الفيس بوك كغيره من مواقع التواصل، مسؤولية أخلاقية في ظل غياب الإطار القانوني والمهني على المستوى المحلي وفي ظل التغيرات التي يصنعها أصحاب الشركات المالكة للمواقع، وفي هذا السياق يتفق الإعلاميون عند الإدلاء بآرائهم على أهمية نشر الوعي والالتزام الأخلاقي..
يتحدث الصحفي أبو عاصم: أن هناك ضوابط ومعايير يتم إعدادها من قبل الجهات المسؤولة في اليمن بالتعاون مع الجهات المشرفة على صفحات التواصل لتحاشي فوضى سياسية وأخلاقية، مدللاً على ذلك بحجب بعض الدول للفيس بوك عن شعوبها.
فؤاد التميمي يشير إلى: غياب دور الدولة وحجب خدمة الفيس بوك عن بعض الدول كصورة من صور الرقابة الداخلية للدول. ويدعو إلى: نوع من المسؤولية الذاتية والقراءة الواعية المستخدمة وإلى تفعيل الرقابة الأسرية والمجتمعية.
بينما صلاح السامعي يرى أن الدول لم تعد قادرة على السيطرة. داعياً إلى: توجيه المتلقي والمستخدم عبر حملات توعية يكون لها حصص في المواقع الإلكترونية والوسائل الأخرى.
فيما الناشط بشير عثمان يرى أن: اعتماد المظهر الإيجابي هو أفضل طريقة لتجاوز المسؤولية الأخلاقية. ويوافقه الرأي صلاح السامعي الذي أشار إلى وجود رقابة من إدارة الفيس عبر إتاحة خدمة الإبلاغ عن التجاوزات والمضايقات.
ويرى الصحفي عبدالقوي شعلان أن تجاوز المشكلة: يتم من خلال التهذيب واختيار الأصدقاء وتجنب الأسماء المستعارة التي يتغطى خلفها البعض.
حراك اجتماعي
علي أحمد جاحز (رئيس تحرير الحق نت)، يقول: الفيس بوك أصبح حاجة يومية بالنسبة للكثير من الشباب اليمني وإن كان تواجد الإناث بشكل خجول وحذر، و نتمنى أن تستطيع الأنثى أن تكسر حواجز العزلة و تتواجد بالشكل الجريء و الواعي و المفيد و الفعال و البناء داخل الحراك الاجتماعي و الثقافي الذي يدور داخل صفحات الفيس بوك أو غيره من المواقع الإلكترونية، و أن تطلع و تتابع و تهتم و تناقش و تؤدي دورها المناط بها في الحياة.
وأضاف: الذي يميز الفيس بوك عن وسائل الإعلام الأخرى هو البساطة و السرعة و القرب من المعلومة والحدث ، إضافة إلى أن الفيس يجعل المتلقي يصنع وعيه بنفسه و ينتقي و يختار ويميز بنفسه بعيدا عن الإملاءات التي تحاول وسائل الإعلام أن توجهها ، غير انه في المقابل يصنع وعياً سطحياً بالحدث و بالمعلومة اليومية السريعة و المتزاحمة وأحياناً تصنع تأثراً سلبياً بالمحيط الافتراضي تجعل من المتلقي ينغلق نسبياً عن متابعة وجهة النظر الأخرى بشكل كافٍ ليصنع ثقة بالمعلومة، غير أنه و في كل الأحوال لا يمكن الثقة مطلقاً بكل ما يطرح في الفيس بنفس القدر الذي قد يأتي من الصحافة المطبوعة و الإعلام المرئي و المسموع و الذي يتميز عما يطرح في الفيس بوك بالتفاصيل و إيراد المصادر و الوضوح (هذا على افتراض وجود صحافة مهنية).
ويعتقد: أن الفيس بوك مهما وصل مستوى أدائه وإمكانياته و بساطته لا يمكن أن يحل محل الوسيلة الإعلامية عموماً. مستدركاً: غير أنه من الممكن أن يؤثر عليها بشكل أو بآخر سلباً و إيجاباً أيضاً .. سلباً في إضعاف وضعها الاقتصادي و حضورها و أهميتها اجتماعياً ، و إيجاباً في تحفيزها على ابتكار و سائل أجد للبقاء .
التواجد الثقافي هامشي
يتطرق حاجز إلى الفرق بين الجمهور في الفيس وجمهور وسائل الإعلام، ويقول: جمهور الإعلام نخبوي وجمهور الفيس شعبي متنوع، و لعل النخب الإعلامية والثقافية أكثر تواجداً في الفيس بوك من النخب السياسية لولا طغيان موجة الثورة التي حولت الجميع في الفيس بوك إلى أصوات سياسية، حضور الثقافة و الإعلام داخل الفيس بوك كان رائجاً و ربما كان الشأن الثقافي و الاجتماعي هو الطاغي داخل الفيس بوك قبل أن تندلع موجات الثورة و التثوير الاهتمامات السياسية التي أنتجتها التحولات الجديدة على المستوى المحلي و المحيط الإقليمي، الأمر الذي جعل التواجد الثقافي خصوصاً هامشياً و هذا مؤشر خطير، أنا شخصياً أفكر في العودة إلى ممارسة اهتماماتي و علاقاتي الثقافية داخل الفيس بوك والتخفيف من الاهتمامات الثقافية التي أصبحت شبه روتينية.
لكن الفيس بوك ليس خالياً من العيوب والمخاطر.. فمنها برأي حاجز: الشأن السياسي طغى على الشؤون الأخرى مؤخراً مع وجود ملحوظ للشأن الاجتماعي، غير أن من أخطر ما يمكن أن يقع فيه مدمنو الفيس بوك هو العلاقات الاجتماعية المنفلتة بين الجنسين الأمر الذي قد ينتج عنه قضايا اجتماعية كارثية خاصة على فئة المراهقين و المراهقات من الشباب، إضافة إلى كون تلك العلاقات تخرجهم من الواقع إلى واقع افتراضي وهمي قد يأخذهم إلى عوالم خطيرة و طرق اخطر، كما أن هناك فضاءات لا محدودة لنشوء اهتمامات انحلالية غير مراقبة تخرج الشباب من اطار الأخلاق و القيم و تلقي بهم في هاوية التفسخ و الضياع.
*نقلا عن الجمهورية
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها