الكهرباء تحمّل وزارتي الدفاع والداخلية مسؤولية استمرار إلانطفاءات المتكررة
حملت وزارة الكهرباء كلٌ من وزارتي الدفاع والداخلية مسؤولية استمرار وتواصل الاعتداءات التخريبية لأبراج وخطوط الكهرباء بشكل شبه يومي.
وعاود المخربون يومي أمس وأمس الأول اعتداءاتهم على أبراج الكهرباء بمحافظة مارب، باعتداءين متتالين الفارق بينهما ساعات، بينما لم يتجاوز الفارق الزمني بين إصلاح خلل الاعتداء الأول وحصول الاعتداء الثاني سوى ساعة واحدة فقط.
وقال مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الكهرباء، طه الزبير، في تصريحات لـ"المصدر"، أمس، إن هذه المشكلة المستمرة لا تتحملها وزارة الكهرباء كون الوزارة، وعلى رأسها الوزير ومدير عام مؤسسة الكهرباء، تقوم بعملها على أكمل وجه، وبدون تقصير أدنى من جهتها.
وأوضح أنه وبمجرد حصول أي تخريب "يسارع مهندسو الوزارة مباشرة للنزول إلى الموقع ولديهم كافة قطع الغيار المطلوبة".
وحمل الزبيري وزارتي الدفاع والداخلية المسؤولية الناجمة عن استمرار تلك الاعتداءات. وقال: إن المشكلة الرئيسية في الواقع تكمن في أن "وزارتي الدفاع والداخلية عاجزتين عن تأمين وحماية الأبراج والمنشآت أو حتى ضبط المخربين الذين يقومون بتلك الأعمال".
وغالباً ما تكتفي وزارة الداخلية بنشر أسماء المخرّبين، فيما لم يعلن حتى اليوم ضبط أي من هؤلاء المخربين وإحالتهم للمحاكمة.
وكان وزيرا الدفاع والداخلية قاما، خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي، بزيارة إلى محافظة مارب، التقيا خلالها بقادة الجيش والأمن والمسؤولين المحلين ومشايخ المحافظة؛ إلا أن اللافت أنه ومنذ اليوم الذي وصلا فيه إلى المحافظة قام مخربون باعتداءات متتالية على أبراج الكهرباء، في عملية وُصفت من قبل البعض بأنها "تحدٍ واضح وسافر" للدولة، ممثلة بجهازيها العسكري والأمني.
وحيث أكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الكهرباء أن الاعتداء الذي حدث مساء أمس الأول (الاثنين) كان على بُعد 500 متر فقط من أقرب موقع عسكري في منطقة آل شبوان، أوضح أنه "وبعد أن تمكّن مهندسو وزارة الكهرباء من النزول إلى الموقع وإصلاح الخلل السابق صباح أمس الثلاثاء (الساعة 11)، قام المخربون بعد ساعة تقريباً بتنفيذ اعتداء آخر".
وأضاف: رفض المسلحون الذين نفذوا اعتداء الأمس مغادرة موقع التخريب، وظلوا مرابطين هناك، ومنعوا المهندسين من الاقتراب في "تحدٍ سافر للدولة".
وكانت خدمة "المصدر موبايل" نقلت أمس عن متحدث باسم الوزارة قوله إن الاعتداء الثاني، صباح أمس الثلاثاء، حدث بعد نحو ساعة فقط من إصلاح الخلل الناتج عن التخريب السابق، وفي المكان ذاته.
فيما نسبت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إلى مسؤول أمني تأكيده أن منفذي الاعتداء الثاني هم أنفسهم الذين نفذوا الاعتداء السابق يوم أمس الأول، وهما المدعوان أحمد محمد ذراوان الشبواني، وعوض سعيد هديب الشبواني.
وبحسب المعلومات، استخدم المخربون الأعيرة النارية في اعتداءاتهم تلك، ما أدى إلى إسقاط الدائرتين الأولى والثانية من خطوط نقل الطاقة الكهربائية الواصلة من محطة مارب الغازية إلى صنعاء.
إلى ذلك، اتهم مصدر محلي في محافظة مارب، في تصريحات لـ"المصدر" أمس، قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في المحافظة بـ"التواطؤ" مع المخرّبين.
وعن مطالب المخربين قال: بحسب ما نسمع "يزعمون أنهم يطالبون بوظائف".
وتثير الاعتداءات المتواصلة، التي غالباً ما تحدث في أوقات زمنية متقاربة، غضب الشارع اليمني وسط تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة؛ أبرزها: من بالضبط يقف وراء كل ذلك التدمير المتواصل للبنية التحتية؟ ولماذا تقف أجهزة الدولة العسكرية والأمنية ومعها السلطات المركزية والمحلية عاجزة عن حماية مثل تلك المنشآت الحيوية أو حتى ضبط ومحاكمة منفذيها؟
وكان رئيس الجمهورية دعا الجيش والأمن أكثر من مرة إلى ضرورة ردع المخربين والخارجين عن القانون.
ومثله أكد وزير الدفاع "إن على الجيش ردع الخارجين عن النظام والقانون"، مخاطباً منتسبي مؤسسته العسكرية، خلال زيارته الأخيرة لمحافظة مارب.
وعلى نسق سابقيه، دعا وزير الداخلية أبناء مارب - خلال الزيارة ذاتها- "إلى عدم السماح للقلة من المخرّبين، الذين يضرون بمصلحة الوطن والشعب، العبث بمقدرات الوطن التنموية".
من جهته، اختتم مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الكهرباء، طه الزبيري، تصريحاته أمس لـ"المصدر" بدعوة وزارتي الدفاع والداخلية إلى القيام بمهامهما وتحمل مسؤوليتهما الوطنية في هذا الجانب، ودعاهم إلى ضبط "ولو مخرب واحد، وإحالته إلى المحاكمة حتى يكون عبرة رادعة للآخرين".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها