حرب بعيدة عن الإعلام
يمثل اشتداد وتيرة الحرب غير المتكافئة بمنطقة دماج محافظة صعدة تحدياً حقيقياً لوسائل الإعلام المحلي والدولي الممنوعة من تغطية الحرب، وتقديم رؤية مغايرة لرواية جماعة الحوثي التي تحكم صعدة.
وبعد سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح على يد جماعة الحوثي، يعب�'ر عدد من مراسلي الإعلام الدولي عن صعوبة وصولهم إلى المنطقة لنقل معلومات وحقائق الحرب نتيجة منع جماعة الحوثي دخول وسائل الإعلام إلى ميدان المعركة التي تدور على مساحة قدرها 3 كيلومترات.
يُشير مراسل تلفزيون «سكاي نيوز عربية»، محمد القاضي، في تصريح لـ«المصدر أونلاين» إلى أنه يُعاني من صعوبة الوصول إلى المعلومة من مصادر محايدة، كما لفت إلى صعوبة التواصل مع طرفي المواجهات، وبالذات في الأيام الأخيرة.
وقال القاضي إن محاولته للنزول إلى دماج تبددت: «حاولت النزول إلى دماج لكن محاولتي باءت بالفشل؛ كون جماعة الحوثي تبرر منعنا من النزول بالحديث عن مخاوف على حياة الصحفيين».
وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي المفروض، يتحدث مراسلو وسائل إعلامية عن خطورة الأوضاع، وينسبون إلى مصادر محلية وأخرى من طرفي الحرب أنباء خطيرة حول الحرب، وتضاعف أعداد الضحايا نتيجة استخدام جماعة الحوثي الأسلحة الثقيلة في قصف منطقة دماج وأغلب قاطنيها من أتباع التيار السلفي.
في السياق، أكد مراسل تلفزيون «بي بي سي»، عبدالله غراب، لـ«المصدر أونلاين» ضراوة الحرب على مواطني دماج، مشيراً إلى تفاقم الوضع الإنساني نتيجة الحصار الحوثي الخانق على المنطقة، منوها إلى تواصله – حالياً- بالطرفين «جماعة الحوثي وسلفيي دماج».
وأعرب عبدالله غراب عن أسفه من تأخره عن تغطية بدايات الحرب بالشكل المطلوب، باعتبار التعتيم ضاعف من صعوبة وصول وسائل الإعلام إلى السكان بوصفهم المتضررين الأساسيين من الحرب.
وقال «أنا مقتنع شخصيا بأن سكان دماج يتعرضون لتصفية مذهبية من قبل جماعة الحوثي».
ففي حين يعزو مراسلو وسائل الإعلام الدولي اهتمامهم المحدود بالحرب منذ البداية إلى رفض جماعة الحوثي دخول وسائل الإعلام إلى دماج، وتغطيات أبرز وسائل الإعلام المحلي، يُعب�'ر سكان دماج عن سخطهم من سكوت وسائل الإعلام الحكومية لأخطر حرب تطالهم بدوافع مذهبية بصعدة شمال البلاد، وفقاً لاتهاماتهم.
وما يزيد من ضبابية المشهد، الفجوة الكبيرة بين القدرات والامكانيات الإعلامية التي تمتلكها جماعة الحوثي المسيطرة على صعدة؛ مقارنة بالإمكانيات البدائية للتيار السلفي في مخاطبة وسائل الإعلام، ورغم محاولة بعض الصحف والمواقع الإخبارية إيصال الحقائق المغيبة للرأي العام، فإن وسائل إعلام جماعة الحوثي تواصل احتكار تقديم الأحداث وفقا لأجندتها، كما يقول السلفيون.
يُشار إلى أن الحرب الأخيرة، بدأت صباح عيد الفطر الفائت بحادثة إطلاق مسلحي الحوثي النار على عدد من زائري الشيخ يحيى الحجوري، أسفرت الحادثة عن مقتل 5 أشخاص من السلفيين بينهم طفلان، وتفاقم الوضع قبل قرابة شهر بعدما أطبق الحوثيون حصارهم الكامل على دماج.
وتقدر مساحة منطقة دماج بـ 3 كيلومترات مربع، ويقطنها7500 نسمة، وتحيط بها الجبال من جميع الجهات ولها طريق من صعدة تمر بالخانق، وجميع الجبال يسيطر عليها الحوثيون، عدا جبل البراقة المطل على مركز الحديث، والذي تقع في سفحه مساكن الكثير من الطلاب.
وقالت مصادر محلية لـ«المصدر أونلاين» إن جبل البراقة «الجبل الوحيد الذي يسيطر عليه أبناء دماج، لكن الحوثيين يفدون من مديريات متباعدة ويسيطرون على الجبال، ويقومون ببناء المتاريس فيها، من جهتهم يتمركز أبناء دماج في مناطقهم ويقولون إن الحوثي لو سحب مقاتليه فستنتهي الحرب».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها