مرسي يتوعد منفذي هجوم سيناء
أكد الرئيس المصري محمد مرسي أن "الهجوم الجبان" الذي شنته مجموعة مسلحة على مركز أمني مصري حدودي مع إسرائيل وأسفر عن مقتل 15 جنديا مصريا "لن يمر من غير رد". وقد نددت حركة حماس بالهجوم، نافية علاقة غزة بما جرى على الحدود بين مصر وإسرائيل.
وقال مرسي -في كلمة له بعد منتصف الليل- إن التعليمات قد صدرت للأمن المصري بمطاردة مرتكبي الهجوم أينما وجدوا والقبض عليهم، مؤكدا أن عمليات الملاحقة ستتصاعد حتى تحقيق نتيجة، وتوعد بأن الجناة سيدفعون ثمنا غاليا هم وكل من يتعاون معهم.
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن مرسي عقد اجتماعا عاجلا مع وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي وقيادات المجلس العسكري لبحث تداعيات الهجوم.
وتفيد المعطيات أن المهاجمين استولوا على مدرعات الشرطة وتوجهوا بها نحو الحدود الإسرائيلية عند معبر كرم أبو سالم وأطلقوا النار على الجنود.
وقال مصدر أمني مسؤول إن أجهزة الأمن المصرية تحفظت على ثلاث جثث للأشخاص الذين نفذوا الهجوم والذين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم العبور إلى الجانب الإسرائيلي بالقرب من معبر كرم أبو سالم.
وقال المصدر إن منفذي الهجوم يزيد عددهم عن عشرة أشخاص وإنهم استخدموا قنابل وأسلحة رشاشة وقذائف أر بى جى.
ومن ناحيته قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على مجموعة مسلحة هاجمت الحدود بين إسرائيل ومصر وقضى عليها.
ونفت المصادر الإسرائيلية وقوع خسائر، مشيرة إلى أن إحدى العربيتين اللتين استولى عليهما المسلحون انفجرت قبل أن تصل إلى الحدود في حين تم تفجير الأخرى بواسطة الطيران الإسرائيلي.
اتهام ونفي
وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي -في اتصال مع الجزيرة- أن التحقيقات بدأت للتعرف على هوية المهاجمين وكشفها للرأي العام. وأضاف أنه من بين الإجراءات العاجلة التي تم اتخاذها إغلاق معبر رفح، وبدء الأجهزة الأمنية أعمالها لتعقب مرتكبي الهجوم، ونفى أن يكون هناك تنسيق مع الجانب الفلسطيني في هذا الإطار.
الحكومة في غزة سارعت إلى إغلاق الأنفاق إثر الهجوم
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن تعزيزات أمنية من مختلف الأجهزة قد وصلت منطقة الحادث. وأضاف أن الجيش الميداني الثاني المتمركز في شبه جزيرة سيناء قد رفع درجة استعداده، كما تم استعمال المروحيات في المنطقة لأول مرة لتمشيط المكان من الجو.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مسؤول أمني مصري أن الهجوم نفذه "متشددون تسللوا من غزة عبر الأنفاق بالاشتراك مع آخرين من سيناء".
وقال المسؤول "هاجمت عناصر جهادية متسللة من قطاع غزة عبر الأنفاق بالاشتراك مع عناصر جهادية من منطقتيْ المهدية وجبل الحلال نقطة حدودية على الحدود الشرقية أثناء تناول الجنود والضباط طعام إفطار رمضان". وأضاف أن المهاجمين حاولوا الهرب إلى غزة مستخدمين سيارتين بعد الهجوم لكن "تم التعامل معهم".
وقد نفى مصدر أمني في غزة علاقة القطاع بالهجوم الذي حدث على الحدود المصرية الإسرائيلية. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية إن الفصائل المسلحة في قطاع غزة لا علاقة لها من أي نوع بالتوتر الأمني الدائر على الحدود في محيط القطاع.
وحذر المتحدث من محاولة إسرائيل اتهام الفصائل المسلحة في غزة بالهجوم تمهيدا لشن تصعيد عسكري جديد على القطاع.
كما أكد متحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أن الحدود بين غزة ومصر محمية، وأنه تم إغلاق الأنفاق لمنع أي محاولة هروب إلى القطاع.
ردود فعل
وفي أول رد فعل على الهجوم, قامت السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح على الحدود مع غزة لأجل غير مسمى.
السلطات المصرية أغلقت معبر رفح إلى أجل غير مسمى
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مصدرا أمنيا أعلن إغلاق منفذ رفح البري أمام حالات السفر والوصول.
وقد نددت حركة حماس "بالجريمة البشعة"، وقدمت تعازيها لأسر الضحايا ولقيادة مصر وشعبها.
من جهته, دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مصر إلى فرض الأمن في سيناء. وقال في بيان إن "الأعمال الإرهابية تظهر الحاجة لتحرك مصري صارم لفرض الأمن ومنع الإرهاب في سيناء".
وفي القاهرة، قال مراسل الجزيرة نت إن القوى السياسية المصرية سارعت إلى التنديد بالهجوم. وأضاف أن الجماعة الإسلامية ألمحت إلى إمكانية تورط إسرائيل في الحادث، مستخدمة مهاجمين عربا أو مصريين، وأنها حاولت محو آثار الهجوم بقصف العربتين اللتين استخدمهما المهاجمون. كما طالبت حركة 6 أبريل الرئيس مرسي برد حاسم على العملية.
المصدر:الجزيرة وكالات