الآلاف من أبناء عدن يحيون صلاة عيد الأضحى وسط أجواء مفعمة بالأمل والتفاؤل
أحيت جموع حاشدة من أبناء مدينة عدن بكريتر بساحة الحرية اليوم الثلاثاء العاشر من ذي الحجة 1434هـ أول أيام عيد الأضحى صلاة العيد وسط حضور لافت للنساء والأطفال والعائلات منذ بزوغ فجر العيد .. والتكبيرات تصدح من ساحة الحرية ..
وأكد خطيب العيد الدكتور/ نزار محمد با محسون أن الربيع العربي انطلق من أجل أن تسترد الشعوب حريتها وكرامتها وتستعيد علمها وحضارتها ويخصب واديها علماً وعدالة وحضارة.
وتطرق خطيب العيد إلى الحج وما يمثله من مؤتمر إسلامي للأمتين العربية والإسلامية مردفاً: ما أحوج أهل اليمن إلى مؤتمر حوار وطني شامل يشترك فيه كل مكونات المجتمع للوصول إلى بر الأمان.
وذكر خطيب الساحة الدكتور / با محسون أنه من المؤسف جداَ والمخزي حقّاَ، أن نكون اليوم ـ وفي ظل المشاعر التي نعيشها بفضل موسم الحج ـ بهذا التفرق وهذا التمزق الذي يشهده واقعنا ونعيشه ونلمسه على مستوى الوطن والقرية والحي، مشيراً إلى أن ذلك ليس من أخلاق الإسلام ولا من تعاليمه فكل مشكلة وكل قضية لها حلاً وإنه إذا أردنا حلا لجميع قضايانا فعليناً أن نقبل بعضنا بعضا ونصبر على بعضنا البعض على ما بيننا من اختلافات فنحن على ظهر سفينة واحدة يجب أن نبحر بها إلى بر الأمان ونكون يداَ واحدة وكلمة واحدة وصوتاَ واحداَ ضدًّ الظلم والظالمين ضدَّ الفساد والفاسدين ضدَّ النهب والناهبين أينما كانوا ومن أي مكان أو بلدِ كانوا حد قوله.
وأضاف إن مشروع الحوار الوطني، ليس ندوات سياسية و مؤتمرات ثقافية، يناقش بعض الموضوعات الثقافية، ويخلص إلى توصيات نهائية تذاع عبر وسائل الإعلام وبعد ذلك يعود الجميع إلى حالهم ووضعهم السابق وإن مشروع الحوار الوطني في تقديرنا ورؤيتنا، هو رافعة وطنية لتدارس كافة الملفات الساخنة، التي تشغل بال الوطن والمواطنين، والنتائج التي يتوصل إليها اللقاء، تتحول ـ وفق رؤية متكاملة ـ إلى الساحة والتطبيق العملي.
مختتماً خطبة صلاة العيد بتذكر الثورة السورية وكذا الشعب الفلسطيني قائلاً: ونحن في يوم العيد علينا أن نتذكر إخوة لنا في سوريا وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين يمر عليهم العيد وهم يعيشون في وضع أقصى ما يمكن وصفه بأنه مرعب تحت قصف الدبابات وأزيز الطائرات يستشهد منهم كل يوم العشرات، وربنا يطمئننا على حالهم فيقول: (إن مع العسر يسرا) وأن واجبنا أن ننصرهم وندعو الله لهم أن يثبت أقدامهم وينصرهم على عدوهم، وأن ندعمهم بالمال لإيواء المشردين وكفالة الأيتام من أبناء الشهداء وعلاج المرضى، فساهموا في نصرة إخوانكم في سوريا وفلسطين في هذا اليوم العظيم ، وأكد على الدعوة لإخواننا في مصر وأن يحقن دماءهم وأن يرد كيد الحاقدين والانقلابيين إلى نحورهم وأن تعود مصر كما كانت تلقّب بأم الدنيا ..
كما احتشد الالاّف من أبناء مديريتي المعلا والقلوعة ملعب شمسان الرياضي لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك ، حيث لوحظ الحضور المبكر لأداء الصلاة من بعد صلاة الفجر من قبل العائلات حيث شهدت حضوراً نسائياً متميزاً مع أطفالهن .. وصيحات التكبير تعم أرجاء الملعب منذ الفجر .
حيث ابتدأ خطيب العيد الأستاذ / شوقي كمادي خطبته بالتكبير والتهليل : الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد .الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.. لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعزَّ جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .
وأشار خطيب العيد الأستاذ / كمادي أن هذا اليوم العظيم هو أعظم أيام السنة عند الله تعالى ، أنه يوم تتميز فيه الأمة المسلمة بشعائرها.
وأكد الأستاذ / شوقي كمادي على أنه في هذا اليوم أكّد فيه النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة الدماء حيث خطب النبي بالمسلمين ، وكان مما قاله لهم ولنا : [ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا ] .
وما نراه اليوم ونسمعه ونشاهده من جرأة الناس على الدماء المعصومة ، بسبب الخلافات والصراعات ، بين الأفراد والأمم ، لينذر بالخطر الداهم على سلامة وأمن المجتمعات والدول، وهو سبب لمحق البركة والرزق ، وذهاب الطمأنينة وراحة النفس، وهو سببٌ لنزول سخط الله ومقته وعذابه في الدنيا والآخرة . ويكفي شرعنا المطهر سداً ودفعاً لهذه الجرائم ، أنه حرمها حتى مع غير المسلم ، يقول r فيما أخرجه النسائي عن عمرو الخزاعي : [ مَن أَمِنَ رجلاً على دَمِهِ فَقَتَلَه ، فأنا بريءٌ من القاتل وإن كان المقتولُ كافرا ]. فلا سبيل لوقف هذه الجرائم والثارات والصراعات ؛ إلا بتطبيق مبدأ العدالة ، وتحكيم الشريعة ، وسيادة القانون . فأمنُ المجتمع وسلامتُه ، مسؤولية الجميع ، والعبث بالمصالح العامة ، وإهدار الثروات ، والاعتداء على الحرمات ، لا يقبله عقلٌ ولا شرع ، والواجبُ : صون الحقوق، والدفاع عن الحرمات، والحفاظ على المكتسبات ، والأخذ على يد الظالم ، والأطر على يديه أطرا : } وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ { ، } وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ { . فلنكن جميعا عونا على الظلم ، ولنكن يداً واحدة في بناء أمل جديد ومستقبل جديد ، ولنجعل من التفاهم والتراحم والحوار وسيلة لترسيخ القيم ، ونبذ التعصب ، وتأليف القلوب .. لنجعل من الحوار أسلوب لحل المشكلات والخلافات وتقوية الصف .. لنجعل منه سلوكاً راقياً في حياتنا نرد به حقاً ، وندفع به باطلاً ، ونصحح مفهوماً ، وندفع به شبهةً .. لنجعل منه طريقاً لتربية أنفسنا وأبنائنا ومجتمعاتنا على قيم الخير والعزة والكرامة ...
وأشار شوقي كمادي إلى أن أمة الإسلام بحاجةٍ إلى أن تجعل من هذا العيد ، فرصة لدفق الأمل في قلوبٍ أحبطها اليأس ، وأحاط بها القنوط ، فأبشروا وأمِّلوا ما يسرُّكُم ، فعُمر الإسلام أطولُ من أعمارنا ، وآفاق الإسلام أوسعُ من أوطاننا.
وأشار إلى أن بلادنا ترقب في هذه الأيام وتتهيأ لاستقبال مولود جديد ، ومستقبل جديد، نرى فيه بإذن الله أمناً وعدلاً ، لا مكان فيه لخوفٍ أو ظلمٍ أو جور . إن هذا المستقبل المرتقب الموعود ، ليقترب يوماً بعد يوم ، وساعةً بعد ساعة . وما هذه الدماء التي تنزف من جسد أبناء هذه الأمة ، إلا دماء المخاض الأخير الذي يسبق الميلاد ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها