أخطاء يقع فيها الحجاج
كثيرة هي أخطاء الحج التي تقع من قبل الحجاج الذين لم يدرسوا ولم يتعرفوا بشكل دقيق على أحكام فريضة الحج، ومن ثم يرجعون ليسألوا الفقهاء عن الكفارة خاصة أن الكثير من الناس يتعامل مع الحج بمنطق الاجتهاد الخاطئ لعدم معرفته بأحكامه، ومن هنا حرصنا على رصد أهم هذه الأخطاء حتى يتجنبها من يريد الحج ويعرفها أيضًا من لم يحج، وذلك بعد أن رجعنا في ذلك إلى أقوال أهل العلم الذين ننقل عنهم أهم هذه التحذيرات والنصائح أيضًا.
بداية .. أكد فضيلة الشيخ موافي عزب، الخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة العظام وأن الله سبحانه وتعالى وضع له -كما وضع لغيره من العبادات- حدودًا وضوابط ينبغي للمسلم أن يراعيها لكي تصح العبادة، ومن بين هذه الأشياء الإحرام من الميقات، وعليه فلا يجوز لمسلم أن يتجاوز الميقات بغير إحرام، والإحرام هو نية الدخول في النسك مع إظهاره والنطق به، بحيث يقول الحاج “لبيك اللهم عمرة” إذا إراد العمرة، أو يقول “لبيك اللهم حجًا” إذا أراد الحج، ويقول “لبيك اللهم عمرة وحجًا” إذا أراد الإقران بين العمرة والحج.
وقال الشيخ موافي: إذا دخل النسك تعين على الحاج ترك بعض الأشياء المباحة لأنها بالحج صارت حرامًا ومنها لبس المخيط والطيب وقص الشعر وتقليم الأظفار فهذه الأشياء وأمثالها مباحات صارت بالإحرام محظورات، كما أن المرأة المسلمة مطالبة حال إحرامها بكشف الوجه لأنه لايجوز لها أن تلبس النقاب ولا القفازين حال إحرامها.
وأضاف: ومن الأخطاء التي يقع فيها المحرم إزالة شيء من شعره أو أظفاره عمدًا أو التطيب في بدنه أو ثوبه لأن ذلك من المحظورات ومنها أيضًا أن يغطي الرجل رأسه حال الإحرام، ولا يجوز للمحرم أو غيره رجلاً كان أو امرأةً التقاط اللقطة من الحرم أو قطع شجر الحرم ونباته الأخضر الذي نبت بغير فعل الإنسان إلا أن للمحرم أن يلبس الخاتم والساعة والنعلين والنظارة وسماعة الأذن والشمسية ولبس الحذاء أو الكمر، كما أن له غسل البدن والرأس.
ونصح فضيلته الحجاج بتعلم أحكام الحج قبل السفر وذلك بالاطلاع على إصدارات إدارة الدعوة الخاصة بالحج أو غيرها وكذلك حضور الفعاليات التي تقيمها إدارة الدعوة بهذه المناسبة والاستماع إن أمكن إلى الأقراص المدمجة التي توجد داخل حقيبة الحاج التي توزعها وزارة الأوقاف، وكذلك متابعة التعليمات الصحية التي تصدر عن اللجنة الطبية ببعثة الحج وضرورة استعمال السوار الطبي.
من جهته أكد فضيلة الشيخ عبد الله العباد، الخبير الشرعي بمكتب سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، رئيس لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية “إسلام ويب” ، أن أخطاء الحج كثيرة، ناصحًا الحجاج بالبعد عن المزاحمة لأنه لا يزاحم على غير واجب.
وقال: أخطاء الحج من حيث التسلسل الزمني أولها فساد النية بمعنى أن تصحيح النية أساس كل شيء، فكثير من الناس يحج ليقال حاج ويعتمر ليقال معتمر، وأيضًا على الحج أن يتحرى بمطعمه الحِل لأن الحج بمال غير حلال لا يقبل، كما أن عليه أن يعرف أحكام هذه العبادة حتى يؤديها على الوجه المطلوب.
وأضاف: أن الحج عبادة عظيمة لا يقبلها الله إلا أن يتحقق فيها أمران: أولهما الإخلاص والآخر موافقة العبادة لشرع الله تعالى، متسائلاً: كيف يعرف الشخص إن كانت العبادة موافقة لشرع الله إلا بمعرفة أحكامها؟، لافتًا إلى أنه من الخطأ أن يذهب الحاج لأداء الحج وهو لا يعلم شيئًا من أحكامه؛ لأنه سيكون معرضًا لأخطاء كثيرة بعضها قد يمكن علاجه وبعضها لا يمكن علاجه.
وأكد أن من أبرز الأخطاء التي يقع فيها الحجاج عدم تقدير العبادة من ناحية التوقيت والمكان وأنه على الإنسان أن يستزيد من الإيمان والتقوى حتى يغير حياته للأفضل، حيث يقول تعالى جل ذكره: “فمن حج البيت فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”. وفي الحديث الصحيح “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيومَ ولدته أمه”.
وقال: من الخطأ أن يجعل الإنسان وقته في هذه العبادة كوقته في سائر الأشياء، فطالما أنه قد اقتطع من وقته وجهده فلابد أن يحصل النتيجة المرجوة وذلك يكون بمعرفته قدر هذه العبادة والوقت والمكان الذي هو فيه.
وأوضح أن من أشهر الأخطاء التي يقع فيها الحجاج تجاوز الميقات غير محرمين لحجاج الطائرة، بحيث لا يحتاطون في الإحرام بمحاذات الميقات أو قبله مع أن عليهم أن يحتاطوا ويحرموا قبل الميقات لأن الطائرة سريعة.
وقال: ومن الأخطاء المنتشرة ما يتعلق باللباس بالنسبة للرجال فبعضهم لا يتجرد من لبس المخيط، حيث يظل البعض يلبس الملابس الداخلية تحت ملابس الإحرام وهو خطأ كارثي يقع فيه الكثير من الحجاج.
وأضاف: في الطواف تقع المزاحمة على غير واجب من قبل البعض مثل لمس الركن اليماني أو تقبيل الحجر الأسود أو الصلاة خلف مقام إبراهيم ما قد يؤدي إلى إيذائهم أو إيذاء غيرهم.
وتابع: وفي التحلل البعض لا يتحلل “الحلق والتقصير” كما ينبغي بحيث لا يعمم التحلل على الرأس ويكتفي بأخذ شعرات من هنا وشعرات من هناك، والصحيح أنه لابد من الأخذ من جميع الرأس لأن هذا هو الأكمل.
وقال: ومن بين محظورات الإحرام التي يقع فيها الرجال كثيرًا تغطية الرأس بملاصق له، وتأخير الإحرام بالحج من منى إلى عرفة والسنة أن يحرم الحاج يوم التروية في الثامن من ذي الحجة، ومنه كذلك تكلف الوقوف في مكان معين من عرفة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف” والبعض يتكلف الوقوف على الجبل.
وأضاف: ومن الأخطاء أيضًا عدم تحري المبيت المجزئ في مزدلفة “داخل حدود مزدلفة” بمعنى أن هناك كثيرًا من الناس بعدما ينزل أحدهم من عرفة همه كله أن يحصل له ما هو مجزئ من المبيت في مزدلفة.
وحذر من أخطاء رمي الجمار، مشيرًا إلى أنها كثيرة ومنها أخذ حصى أكبر من القدر المطلوب -” والقدر المطلوب هو ما يعادل حبة الحمص”- بحيث يؤذي الآخرين إن أصابهم، لافتًا إلى من أخطاء رمي الجمرات أن يرمي البعض من بعيد ولا يصبر حتى يصل إلى الحوض وبالتالي لا تسقط الحصاة في الحوض ولا تجزؤه، ومن بين الأخطاء المهمة “عدم الحرص على المبيت بمنى أيام التشريق”.
من جانبه نصح فضيلة الشيخ عبد الله السادة الإمام بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الحجاج باستغلال الوقت لأن الزمان شريف والمكان شريف.
وقال فضيلته: لا ينبغي أن يضيع الحاج أي دقيقة أو ثانية في الأسواق وغيرها وعليه أن يقضي هذه الأيام في طاعة الله من ذكر ودعاء وعبادة وخاصة يوم عرفة وأيام منى.
وأضاف: أنصح الحجاج بتعلم أحكام ومناسك الحج لأن الكثير يجتهد ويخطئ ويسأل بعد ذلك والبعض يقع في أخطاء بسيطة ومن ثم ينبغي عليه أن يتعلم الأحكام كالطالب الذي يتقدم للامتحان.
وتابع: على الإنسان أن يغير من نفسه في هذه الأيام وخاصة الغضوب عليه أن يلتزم بالأخلاق الإسلامية وخاصة في الحج لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيومَ ولدته أمه”. فعليه أن يتقبل الآخرين وقد يكون الحج بداية التغيير في حياة الإنسان المسلم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها