هل تورط هادي في محاولة اغتيال صالح؟
جدل واسع باليمن أثاره اتهام وجهه المستشار الإعلامي للرئيس السابق علي عبد الله صالح، للرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي بـ"التورط" بمخطط اغتيال صالح في يونيو/حزيران 2011.
وكان صالح أصيب بجروح خطيرة كادت تودي بحياته، في تفجير غامض حدث يوم 3 يونيو/حزيران 2011 داخل مسجد القصر الرئاسي بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء.
وجاء الاتهام على لسان أحمد الصوفي -مستشار صالح- خلال مقابلة موسعة نشرتها يومية "اليمن اليوم" التي يصدرها قائد الحرس الجمهوري السابق العميد أحمد علي عبد الله صالح، وذلك بهدف توضيح ما احتواه كتابه "أسرار محاولة اغتيال صالح" الصادر مؤخرا.
وقال الصوفي إن هادي -الذي كان نائبا لسلفه صالح- "كان على علم بمخطط اغتيال صالح"، واعتبر أن حديث هادي لشبكة سي إن إن الأميركية بأن السلاح المستخدم في الحادث هو صاروخ فوقاز، "يوضح أنه كان يعلم بالجريمة ويعلم عن تنفيذها، ولكن لم يكن يعلم عن السلاح المستخدم".
وأشار إلى أن هادي أدلى بحديثه للقناة الأميركية وهو الحاكم الأول وبصلاحيات من الرئيس السابق، وكان هادي يشرف على عمليات التحقيق التي يجريها فريق أميركي، وقال الصوفي إن التحقيقات تؤكد أن التفجير كان بعبوات ناسفة.
الإخوان والأميركان
واتهم الصوفي من أسماهم "جماعة الإخوان المسلمين" في اليمن بالتورط بشكل رئيس في تنفيذ محاولة اغتيال صالح وبمباركة أميركية، وأشار إلى "اختراق" إخوان اليمن لقوات الحرس الخاص بالرئيس صالح منذ فترة.
وشملت اتهامات الصوفي مسؤولين أميركيين في إدارة الرئيس باراك أوباما، بينهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي كانت زارت اليمن في أوائل يناير/كانون الثاني 2011، والتقت حينها بزعماء أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، بعد لقائها بصالح.
وقال الصوفي إن لقاء كلينتون مع المعارضة حسم قرار التعاطي مع صالح وأعطى المعارضة "صكا يبرر اغتيال صالح دون إدانة أميركية".
وزعم الصوفي أن جون برينان -مستشار أوباما لمكافحة "الإرهاب"، الذي كان يتردد بشكل دائم على صنعاء- هو "المخطط" لحادث اغتيال صالح، وقال إن "إنجازاته في اليمن هي التي أهلته لأن يكون مديرا لوكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي).
واعتبر أن برينان "نجح في استخدام أسلوب الترويع لإسقاط رئيس جمهورية وإجباره على تسليم كل السلطات"، كما أشار إلى أن برينان كان في الرياض، في 10 يوليو/تموز 2011 -حيث يعالج صالح من إصاباته- وكان "يستقوي بالقتلة ويجزم أنهم سوف يكررون الجريمة لإجبار صالح على عدم العودة" لليمن.
جريمة سياسية
ويرى مدير مركز نشوان الحميري للدراسات عادل الأحمدي أن حادث التفجير بمسجد دار الرئاسة بصنعاء يعد "جريمة سياسية كبيرة ولا ينبغي الاعتماد فيه على التصريحات الصحفية، بل على نتائج التحقيقات".
واعتبر الأحمدي في حديث للجزيرة نت أن القول بأن الرئيس هادي كان على علم بمخطط استهداف صالح بالاغتيال، لا يعني اتهاما جادا لهادي بالتآمر بقدر ما يعني اتهاما بالإهمال.
وأشار إلى أن الصوفي قال في حوار لإحدى الفضائيات إن الأميركان أبلغوا صالح بشأن استهدافه لكنه فهم أن الإبلاغ يأتي من باب الضغط عليه لترك السلطة وليس من باب الإخبار الجاد، وخلص إلى القول إن علم هادي بمخطط الاغتيال إن صح، كان كعلم صالح.
ودعا الأحمدي إلى عدم النظر إلى إشارات الصوفي لتورط برينان والإدارة الأميركية في حادث الرئاسة اليمنية على أنه كلام للاستهلاك الإعلامي، "بل ينبغي التعاطي معه باعتباره عريضة اتهام خطيرة تستوجب تحييد المحققين الأميركيين عن ملف القضية تماما".
من جانبه اعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي أن الصوفي تجاوز "كل حدود المنطق والمعقول" بتوجيهه تهمة فضفاضة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وأشار إلى أن الصوفي يزعم أن الرئيس هادي كان على علم بمؤامرة اغتيال الرئيس السابق، لكنه لا يعلم الطريقة التي ستنفذ بها ولا توقيتها.
وقدر التميمي في حديث للجزيرة نت أن التوظيف السياسي لاتهامات الصوفي، محاولة مكشوفة "لشيطنة" الرئيس هادي، وحزب الإصلاح (إخوان اليمن)، وتوفير غطاء أخلاقي للحرب السرية والمعلنة التي يخوضها النظام السابق ضد هادي وضد خصومه السياسيين الآخرين.
المصدر: الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها