تضارب الأنباء بشأن وفاة مبارك
تضاربت الأنباء في مصر حول وفاة الرئيس المخلوع حسني مبارك، فبينما أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن مبارك مات سريريا بعد نقله إلى مستشفى المعادي العسكري، قالت وكالة رويترز نقلا عن مصادر أمنية مصرية إن مبارك لم يمت وإنه في حالة غيبوبة، فيما أكد الخبير العسكري اللواء محمود زاهر للجزيرة نبأ الوفاة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصادر طبية أن قلب مبارك توقف عن النبض وتم إخضاعه لجهاز الصدمات الكهربائية أكثر من مرة لكنه لم يستجب، وذلك بعد نقله من سجن مزرعة طرة إلى مستشفى المعادي العسكري عقب تدهور حاله الصحية إثر إصابته بجلطة في المخ وأخرى في القلب.
وكان مبارك (84 عاما) قد تعرض في وقت سابق أمس الثلاثاء إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم، وأفاد الفريق الطبي المعالج أن مبارك أصيب بجلطة دموية في المخ، وفي أحد شرايين الرقبة وفق ما صرح به مصدر أمني مصري أوضح أنه تم استدعاء الفريق الاستشاري الطبي من قطاع الخدمات الطبية التابع لوزارة الداخلية، وقد أوصت اللجنة بضرورة نقله لإسعافه.
ونُقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة في الثاني من يونيو/حزيران الجاري بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد لإدانته بالامتناع عن الأمر بوقف استخدام القوة ضد المتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج على سياساته في يناير/كانون الثاني العام الماضي.
وقالت صحف محلية إن مبارك تعرض لمتاعب صحية بعد نقله إلى السجن، وكان خلال محاكمته التي استمرت نحو عشرة أشهر يقيم في مستشفى يشرف عليه الجيش خارج القاهرة ويحضر جلسات المحاكمة ممددا على سرير طبي.
سيرة مبارك
وتولى مبارك الذي كان قائدا للقوات الجوية ثم أصبح نائبا للرئيس، رئاسة مصر بعد اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات في أكتوبر/تشرين الأول 1981، في وقت لم يكن أحد فيه يتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الرجل الذي يفتقد إلى الكاريزما.
وعُرف عن مبارك أنه رجل براغماتي غير أنه فقد شيئا فشيئا صلته بالشعب وأصبح عنيدا ومتكبرا، وقد اعتمد على جهاز أمني مخيف وحزب يأتمر بأوامره ليحكم البلاد بشكل فردي طوال ثلاثين عاما.
وكان التزامه رغم كل الاحتجاجات بمعاهدة السلام التي أبرمها سلفه مع إسرائيل عام 1979 وحرصه على أن يظل ضمن ما عرف بمعسكر الاعتدال في العالم العربي، سببين رئيسيين لتأييد الغرب لنظامه، وخصوصا الولايات المتحدة التي ظل حليفا لها على الدوام.
وظل مبارك بشعره الداكن على الدوام رغم مرور الزمن، وبنظرته التي يخفيها في غالب الأحيان خلف نظارات سوداء، وجها مألوفا في الاجتماعات الدولية على مدى سنين حكمه.
ولد مبارك في الرابع من مايو/أيار 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر. وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش إلى أن أصبح قائدا للقوات الجوية ثم نائبا للرئيس في أبريل/نيسان 1975.
وخلال مسيرته الطويلة، تعرض لست محاولات اغتيال مما جعله يرفض رفع حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ توليه الحكم.
وقد غذى صعود نجم نجله الأصغر جمال القريب من أوساط رجال الأعمال، الشكوك بشأن عملية توريث للحكم خلال الانتخابات الرئاسية التي كان يفترض أن تجرى في سبتمبر/أيلول 2011 مما أدى إلى احتجاج المعارضة.
في المقابل فإن الانفتاح الاقتصادي الذي تسارعت وتيرته في السنوات الأخيرة أتاح تحقيق طفرة اقتصادية وظهور أبطال مصريين في مجال الاتصالات أو الإنشاءات.
إلا أن نحو 40%من المصريين لا يزالون يعيشون بأقل من دولارين في اليوم وفقا للتقارير الدولية، في وقت تتهم البلاد بانتظام في قضايا فساد.
ولمبارك ابن آخر هو علاء نجله البكر من زوجته سوزان ثابت التي كان يطلق عليها سيدة مصر الأولى، ويقال إنه كان لها تأثير كبير على زوجها.