أهل السنة والجماعة بمحافظة حضرموت يصدرون بيانا هاما حول أحداث المكلا (نص البيان)
أصدر مجلس علماء أهل السنة والجماعة بمحافظة حضرموت بيانا عاجلا حول الحوادث المؤسفة التي جرت بالمنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا .
وقد جاء في بيان المجلس مايلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت
حول الحوادث المؤسفة التي جرت هذه الأيام
الحمد لله رب العالمين القائل: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}[الأنعام: 82].
والقائل عز وجل: {وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}[ النحل: 112].
والصلاة والسلام على عبده ورسوله القائل: ( وما لم تحكم أمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم شديداً) صححه الألباني.
أما بعد:
فقد تابع مجلس أهل السنة والجماعة بحضرموت الأحداث التي عصفت ولا تزال بحضرموت، ومنها استهداف نقاط أمنية ومعسكرات بوادي حضرموت مروراً بقتل المواطن زكي بامدحج في المكلا ثم اغتيال المحقق في البحث الجنائي في الشحر، وليس انتهاء بالحادث الكبير الذي يحمل في طياته الكثير من التساؤلات بل والمؤشرات الخطيرة ويكتنفه الكثير من الغموض ألا وهو الاستيلاء على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت وما ترتب عليه من سقوط عدد كبير من الضحايا ما بين قتيل وجريح ثم الهجوم على النقطة الأمنية بميفع حجر وما ترتب عليه من قتلى وجرحى.
كل تلك الحوادث والجرائم وغيرها مما سبقها تابعها المجلس بقلق بالغ ووقف إزاءها مستنكراً لها أشد الاستنكار ومقرراً أنها من أقبح الجرائم وأكبر الكبائر كيف لا والله تعالى يقول {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيماً} [النساء: 93]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم ) رواه مسلم وغيره.
ومع أن قتل نفس واحدة عمداً من أكبر الجرائم فإن انتشار ثقافة القتل والاستخفاف بالدماء وغياب دور الدولة في إيقاف تلك الجرائم وحسم مادتها بعد أكبر جرماً واشد خطراً على العباد والبلاد بل انه خيانة عظمى ونكث لما أقسم عليه المسئولون ويرى المجلس أن تلك الجرائم ونحوها إنما هي استهداف لحضرموت، بأرضها وإنسانها، وذلك لما تتميز به هذه المحافظة من خصائص وميزات يحسدها عليها الكثيرون، وربما كان ذلك تأديباً لأبنائها الذين بدؤوا يدركون مكانتهم وحقوقهم وبدؤوا يطالبون بتلك الحقوق واستعادتها، والمجلس وهو يقرر ما سبق يطالب بالعمل الجاد والسريع لحسم مادة تلك الجرائم والتحقيق فيها ومعرفة من يقف وراءها ومحاكمته المحاكمة الشرعية الحازمة وإنزال أقصى العقوبات المقررة شرعاً بحقه وكشف كل ذلك للمجتمع كما يدعو جميع أبناء المحافظة:
أولاً: اللجوء إلى الله تعالى قال سبحانه: { ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلكم فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون} [الأنعام: 42].
وقال صلى الله عليه وسلم: العبادة في الهرج كهجرة إلي) رواه مسلم من حديث معقل بن يسار، وفي رواية عنه (العبادة في الفتنة كهجرة إلي) رواه الطبراني وصححه الألباني.
ثانياً: ندعو جميع عقلاء وحكماء حضرموت وكافة أبناء المحافظة إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة كل من يريد العبث بأمن واستقرار هذه المحافظة الآمنة وإعادة تفعيل المجالس والملتقيات الأهلية.
ثالثاً: يحمل المجلس السلطة المحلية أولاً ثم المركزية مسئولية معالجة هذه الاختلالات الأمنية التي وصلت إلى كوارث تنذر بخطر ماحق يعم الجميع، قال تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} [الأنفال: 25].
ويؤكد المجلس أخيراً أن المخرج من جميع الفتن والأزمات هو تحكيم شرع الله في جميع مناحي الحياة قال سبحانه وتعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} الأعراف: 96] وقال تعالى: { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً} [الجن: 61] وحذر الله سبحانه من مخالفة شريعته فقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 63].
حفظ الله بلادنا وكل بلاد المسلمين من كل شر ومكروه وجمع ساستها على الحق وهيأ لها الأخيار والمصلحين وجنبها الأشرار والمفسدين ورد كيد أعداء الإسلام في نحورهم.
والحمد لله رب العالمين
مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت
الخميس 27 ذي القعدة 1434هـ
3 أكتوبر 2013م
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها