مكونات جنوبية تنسحب من المؤتمر الجنوبي الجامع وناشط جنوبي يدعو الى الانتقال للعمل السياسي والتواصل مع دول الجوار
اعتبر الناشط السياسي الجنوبي محمد عمر زين السقاف ان اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع المنبثقة عن مبادرة "تيار مثقفين لأجل الجنوب" للملمة القوى الجنوبية هي جهود تصب في نفس اتجاه القوى القديمة المتصارعة، التي تتناسى ان هناك مكونات جديدة بعيدة عن صراعات الماضي وقد تكون عامل مساعد في الحل، لكن هناك بعض الاطراف تريد العودة الى المربع القديم.
واضاف ان مجموعة "مثقفون من اجل الجنوب" التي تقول انها جاءت للم شمل الكل، أتضح انها مرتبطة بتلك القوى القديمة، فاقتصرت اتصالاتهم وحواراتهم وفقا لما تريد تلك القوى، مشيرا الى "اننا نتفق في الجوهر ولكن تلك القوى تصر على ان تبقى وصية على شعب الجنوب، وبالتالي لن ينجح هذا المشروع ، طالما وهو يقوم على الاقصاء والتهميش، وعليه نجدد الدعوة لشراكة حقيقية لتواصل جنوبي يضم الرأي والراي الآخر".
ودعا السقاف ـ الذي يرأس حزب العدالة والديمقراطية ـ قوى الحراك الجنوبي الى ان تتقارب وتنفتح على بعضها لتحقيق اصطفاف واسع، ونقل القضية الجنوبية من الحراك في الشارع الى العمل السياسي والتواصل مع دول الجوار.
وقال: للأسف حدثت فجوة طيلة السنوات الاخيرة، فقد كان هناك عمل جماهيري شعبي، في حين لم يكن هناك عمل سياسي، لهذا المطلوب اليوم الانتقال الى العمل السياسي، من قبل قوى الحراك الجنوبي، حتى يتم ترجمة ما تحقق في الشارع الى انجاز سياسي مثمر.
ووفقا لرأي السقاف فـان اعلان تيار علي سالم البيض مكون سياسي مؤخرا تحت اسم المجلس الاعلى للثورة السلمية، ليست خطوة سلبية، بل ايجابية، وكان معروف ان هناك تباينات واختلافات في اطار المجلس الاعلى للحراك الجنوبي، مستدركا ان تلك الايجابية تعتمد على نشطاء وانصار مجلس الثورة الجنوبية وفق ما تم اعلانه في مؤتمرهم.
وقال ان الاشارة الى التقارب مع دول الجوار، يتطلب عمل تحالفي مع القوى الجنوبية المؤمنة حقا بالقضية الجنوبية والانتقال الى العمل السياسي، منوها في هذا الاطار الى اللقاء الموسع للأطراف الجنوبية الذي تم في السعودية بناء على دعوة مجلس التعاون الخليجي في وقت سابق، الذي ينبغي ان نبني عليه ـ لانه كان اول خطوة سياسية ـ من خلال تحالف يتولى عملية سياسية للتقارب مع الآخرين والتسويق لها، حد تعبيره.
من ناحية اخرى قررت هيئة رئاسة المجلس الاعلى للثورة السلمية لتحرير واستقلال الجنوب عدم مواصلة المشاركة في اعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، احتجاجا على عدم توفر المصداقية والشفافية ووضوح الرؤية في الالية والتمثيل وبالهدف المتمثل في تحرير الجنوب واستعادة الدولة.
واعتبر المجلس ـ الذي انشق مؤخرا عن المجلس الاعلى للحراك الجنوبي ويرعاه نائب الرئيس اليمني السابق القيادي الجنوبي علي سالم البيض ـ ان الاصرار على ان يكون التمثيل فرديا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع ما هي إلا محاولة للالتفاف على مكونات الثورة السلمية الفاعلة والحية باعتبارها الممثل السياسي لقضية شعب الجنوب وافراغها من مضمونها الحقيقي في كونها الحامل الحقيقي لشعب الجنوب" وفق تعبير البيان.
من جانبه المجلس الوطني الاعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب ـ احد ابرز مكونات الحراك الجنوبي ـ هو الاخر قرر سحب ممثليه من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع وهما رئيس المجلس ونائبه، معتبرا ان " المؤتمر الذي يتم التحضير له، قد وضع مكونات الحراك الجنوبي خارج هذه العملية وبهذا فإن التجمع القائم لا يمثل الاجماع الجنوبي".
واتهم المجلس في بيان له اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع بعدم تمكنها من تحقيق الاجماع الجنوبي للمشاركة في المؤتمر الذي يحضرون له, و"خصوصاً أن مكونات الحراك الرئيسية والمكونات الشبابية الرئيسية في الحراك, ما زالت خارج العمل الجامع, "وهو ما يجعل مشاركة المجلس الوطني في اي عمل كهذا مشاركة غير منطقية وخارج ما يؤمن به ويعمل من أجله".
الى ذلك نعى بيان صدر في عدن التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي واعلن وفاته بعد ان كان قد ادخل في موت سريري من قبل بعض المكونات المؤسسة له اسيرة ثقافة الماضي، حسب تعبير البيان.
وقال البيان الذي اصدره الرئيس الدوري للتكتل رئيس حزب العدالة والديمقراطية الاستاذ محمد عمر زين السقاف والناطق الرسمي باسم التكتل ورئيس ملتقى اعلاميي عدن الاستاذ شاهر مصعبين وعضو القيادة العليا للتكتل رئيس تجمع عدن الحر الدكتور ايهاب عبد القادر ان انشاء التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي قد مثل حالة نضوج لدى نخب ومكونات سياسية وحراكية وارهاصا لحالة تحول نوعي في الثقافة السياسية في الساحة الجنوبية.
واضاف ممثلو تلك المكونات ـ وهم أعضاء في القيادة العليا للتكتل ان "المبادر لإنشاء هذا التكتل ومعه بعض المكونات والشخصيات قد ابطنوا تمسكهم بثقافة الماضي وجاءت افعالهم مخالفة ومتعاكسة تماما مع اقوالهم وعاكسة لتلك الثقافة الماضوية الامر الذي قاد الى وئد فكرة التكتل النموذجية بتسميم الحياة الداخلية للتكتل ومن ثم اجهاض حضوره المحترم والمقدر في الساحة الجنوبية والذي تحقق خلال فترة وجيزة من عمره منذ إشهاره في 12\5\2012م.
واتهم البيان "المبادر ومكونات ثقافة الماضي مازالت تصر حتى اليوم على ان هذا التكتل لازال حيا وتستخدمه كقناع لحضورها في الساحة الجنوبية رغم ادراكها بانها قد ادخلته في موت سريري عندما رمت عرض الحائط بلائحته الداخلية وداست على القيم والمبادئ التي أُنشئ عليها وهي قيم الشراكة الحقيقية والتوافق والتنوع والراي والراي الاخر واحترامه واصرت على تمسكها بقيم ثقافتها الماضوية" حسب تعبير البيان.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها