تحذيرات من خطورة عدم التوافق في حل قضية جنوب اليمن
حذر سياسيون وناشطون جنوبيون في اليمن من خطورة استمرار تشرذم وتنافر المكونات السياسية المعنية بالقضية الجنوبية، داعين الى ما أسموه توافقاً جنوبياً يساعد على حل قضيتهم، التي تعاني من تعدد المكونات الممثلة لها وأزمة قيادة، وعدم الاتفاق على رؤية موحدة لحل القضية الجنوبية .
وكشفت قيادات سياسية في ندوة عقدت أمس الخميس بمدينة عدن، جنوبي البلاد، أهمية الخوض في “حوار جنوبي جنوبي” وتحقيق تصالح شامل لكل المكونات الناشطة في جنوب اليمن، “قبل أن تفرض الحلول عليها من الخارج”، وفق تعبير عدد من المشاركين في الندوة .
ودعا رئيس مجلس القوى الثورية الجنوبية، وهو مكون حديث دخل مؤخراً في تركيبة المكونات الجنوبية، إلى ضرورة أن يدير الجنوبيون حواراً داخلياً وأن يحققوا التصالح والتسامح بين جميع مكونات المجتمع، مشيرا الى ما يحدث الآن في الجنوب من تشرذم وتناحر واختلاف يؤثر في القضية الجنوبية . وقال عبدالقوي رشاد إن الجنوبيين يحملون قضية عادلة لكن الذي ينقصهم هو التوحد والتوافق لتحقيق هذا الهدف، مستدركاً “ما لم نتوافق كجنوبيين ونطرح حلاً يمثلنا جميعاً، فإننا سنفتح المجال للآخرين كي يفرضوا حلولهم علينا، وهذا ما قاله الوسطاء والمجتمع الدولي الذين لن ينتظروا كثيرا إذا لم نتوحد” . وأضاف: “من غير المعقول أن يستمر هذا الوضع حيث معارضة في الخارج متناحرة وقوى جنوبية في الداخل متحاربة، والمجتمع مشحون بالكراهية ويرفض بعضه بعضاً” .
وانتقد رشاد ما أسماه عدم التقدم بدراسة تعرض الخيارات الممكنة لحل القضية الجنوبية وتحديد سلبيات وإيجابيات كل خيار، أكان الفيدرالية أو الوحدة أو الانفصال، مؤكداً أن “الانفصال صعب وخطير” وأن “الفيدرالية أفضل حل للداخل والخارج، تقوم على إقليمين شمالي وجنوبي” .
من جانبه قال عبدالناصر باحبيب، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح: “لن يكون هناك أمن أو استقرار أو تنمية في اليمن من دون حل القضية الجنوبية وحل مظالم أهلها ورفع الظلم عن أبناء الجنوب”، مشيراً الى “مؤامرات كثيرة تعرض له الحراك الجنوبي، الذي تحول الى أكثر من حراك وأكثر من فصيل” . واعتبر باحبيب، الذي يرأس تكتل أحزاب المشترك في مدينة عدن، أن ثورة الشباب الشعبية السلمية في اليمن استطاعت أن تنتزع اعترافاً محلياً وإقليمياً ودولياً بالقضية الجنوبية، مشيراً إلى أن المبادرة الخليجية دعت الى حل القضية الجنوبية من خلال مؤتمر وطني شامل، وهو ما يعني الوصول إلى مرحلة متقدمة بالاعتراف بالقضية الجنوبية . ووفق باحبيب فإن التوقيع على المبادرة من قبل سلطة النظام اليمني السابق كان اعترافا منها بالقضية الجنوبية وعدالتها، وهو النظام الذي كان يدير الشمال بالاستبداد ويدير الجنوب إدارة استعمارية، حد تعبيره .
الكاتب الصحافي محمد قاسم نعمان، رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان دعا إلى ضرورة احترام التنوع المجتمعي كشرط لتحقيق السلم الاجتماعي وكذا الابتعاد عن صور العنصرية والتخوين والتكفير واحترام كل مكونات المجتمع، منوهاً بأن الواقع اليوم لا يبشر بوجود سلم اجتماعي . وحذر نعمان من الإقصاء والتخوين بين القوى والأحزاب السياسية وأثر ذلك في حقوق الإنسان، داعياً إلى “حوار جنوبي جنوبي لتحديد القواسم المشتركة ليتم الاتفاق حولها، مع حق كل طرف أن يتبنى ما لم يتم التوافق عليه” .
من ناحيته دعا القيادي في الحراك الجنوبي العميد ناصر الطويل الأحزاب إلى التواؤم مع بعضها والبحث عن قواسم مشتركة مع شارع الحراك الجنوبي والتوافق على قيادة تنسيقية “لكن مرجعيتها هي شعب الجنوب الذي يجب أن يقرر مصيره بنفسه، أكان يريد الفيدرالية أو الاستقلال الناجز” . وأعاد الطويل الى الأذهان حجم الكارثة التي حلت بالجنوب، مشيراً إلى أن قرار الوحدة بين شطري اليمن “كان مؤامرة وبخطة ممنهجة اشتركت فيها جهات دولية الهدف منها القضاء على الجنوب والحزب الاشتراكي والاستيلاء على ثروة الجنوب وضمه” .
المصدر:الخليج