«الرئيس» و «الزعيم» يتنازعان قيادة الحراك
وصلت نزاعات الفصيلين البارزين في الحراك الجنوبي، الأسبوع الماضي، ذروتها بإعلان كل فصيل نفسه ممثلا للحراك، عقد كل فصيل مؤتمره تحت لافتة "قيادة المجلس الأعلى".
فصيل البيض عقد مؤتمره، السبت قبل الماضي، بعدن وفصيل باعوم هو الآخر سارع لعقد مؤتمره، الثلاثاء الماضي، كلا الفعاليتين أطلق عليهما "المجلس الأعلى للحراك"، مع اختلاف في أسماء القيادات وطبيعة المخرجات التي خرجت بها كل فعالية.
البيض يمنح أنصاره مجلس الثورة
كانت أبرز مخرجات المؤتمر الذي عقده تيار البيض في "نادي الوحدة" الإعلان عن تغيير اسم المجلس الأعلى للحراك إلى "المجلس الأعلى للثورة الجنوبية". ويرى البعض في ذلك تمييزا لأنصار البيض عن بقية المكونات في الحراك، وحتى لا يتهم البيض بأنه يعمل على استنساخ "مجلس الحراك الأعلى" بعدما فقد سيطرته على قيادته التي انحازت لصالح حسن باعوم.
ويبدو أن وضع ترتيب للنواب بهذا الشكل من الأول حتى السابع يأتي لتفادي أي إشكال ينجم عن تنازع الاختصاصات بين النواب، كما حصل العام الماضي بين صالح يحيى وصلاح الشنفرة، حين اختلفا حول إدارة اجتماع وكل واحد يدعي أحقيته باعتباره نائب، ولأنه لم يكن محددا حينها من هو النائب الأول ومن النائب الثاني اضطر الحاضرون لإجراء قرعة بين النائبين بعدما تصاعد الخلاف.
القيادي المثير للجدل قاسم عسكر، احتفظ بموقعه كأمين عام للمجلس، بينما تم استحداث موقع جديد هو "رئيس الجمعية الوطنية"، يشغله محفوظ علوان.
وأعلن في اليوم نفسه عن انسحاب عدد من الأسماء في قيادة المؤتمر، خصوصا ممثلي محافظة أبين.
في الوقت الذي كان مناصرو البيض منهمكين في إقرار التغييرات اللازمة في هيكل مكونهم الجديد وصياغة البيان الختامي كان خصومهم يستعدون لإطلاق وابل من الاتهامات لهم بـ"شق الصف وخلق الأزمات".
وقد وفر هذا التيار لخصومه مادة دسمة في الحديث عن دور البيض وتياره في عرقلة توحيد قوى الحراك، وهو ما بدا واضحا في سياق الانتقادات التي وجهت لفعالية البيض، ودفعت بعض من كانوا محسوبين عليه لمغادرة مجلسه إلى مجلس باعوم.
بانعقاد الفعالية بالمساعدين المحسوبين على البيض فقط دون غيرهم بات واضحا أن التئام المجلس غدا في حكم المستحيل وفقا لاعترافات محسوبين على المجلس ذاته.
الصراع على الألقاب والزعامة
على الصعيد ذاته، وفيما بدا أنها ردة فعل سريعة بادر فصيل باعوم، بعد يومين على انعقاد مؤتمر البيض لعقد "الدورة الأولى للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي"، وأطلق معدو البيان على باعوم لقب "مفجر الثورة وقائدها"، ولعل في ذلك اللقب ما يعد غمزا بالبيض وزعامته، فهو معروف بتأخره عن الانضمام للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
وفيما كان مؤتمر البيض استهل بنقل المتحدثين لتحيات الرئيس البيض فإن دورة باعوم استهلت بالحديث عن مقدمات الحراك من تصالح وتسامح وفعالية 7/7/2007م، ومهرجانات الحراك في الضالع وحضرموت، وهي فعاليات كان لباعوم حضورا لافتا فيها، بينما كان البيض أبرز الغائبين، وفي هذا الاستهلال ما يكفي لتأكيد أحقية باعوم بالزعامة وهو ما يحرص عليه أنصاره مقابل استماتة الطرف الآخر في إثبات زعامة البيض كـ"رئيس شرعي وحيد".
البيان الختامي لدورة باعوم أشار إلى "أن تهميش مشروع وحدة الصف الجنوبي وتسويق خيارات التفكك فتح آفاقاً للتباينات".
وفي تأكيد على خطورة ما آلت إليه صراعات القيادات الحراكية دعا بيان باعوم لـ"تحريم العنف السياسي بين الجنوبيين وصون الوحدة الوطنية الجنوبية ومنع إراقة الدم الجنوبي لأي سبب كان"، داعيا لتغليب لغة الحوار فيما بينهم على أية لغة أخرى والاتفاق على النهج السياسي الأمثل والتمسك بالأهداف والثوابت، حسب وصفه.
الطريف في الأمر أن البيان أطلق على القوى المؤيدة للوحدة وصف "القوى الانعزالية" وهو الوصف الذي كانت تسوقه إحدى فصائل النزاع اللبناني إبان الحرب الأهلية ضد خصومها.
ولأن أبرز ما يعانيه هذا الفصيل يتمثل في سيطرة تيار البيض على المال والإعلام فقد حاول البيان الاشارة لهذه الإشكالات تلميحا أو تصريحا أكثر من مرة، مجددا دعوته لكافة المكونات التي تقف على الحياد لتعزيز الوحدة حتى لا يترك هذا الفصيل وحيدا في مواجهة فصيل البيض المدعوم خارجيا، فضلا عن كون فصيل باعوم يعتبر نفسه المكون الأكثر مواجهة للسلطة، وفي كل بيان يتحدث عن المعتقلين الجنوبيين بوصفهم قيادات في هذا الفصيل حتى لو كانوا معتقلين على خلفية قضايا ذات طابع جنائي.
قيادات في المنطقة الرمادية
في ظل الاستقطاب الحاصل حاليا بين الفصيلين (تيار باعوم، تيار البيض) توزعت القيادات على ضفتي الحراك فيما بقي البعض يراوح مكانه بين المنزلتين.
من أبرز تلك القيادات العميد علي محمد السعدي، أحد أبرز مؤسسي الحراك، العميد ناصر النوبة، الذي اكتفى بقيادة هيئة خاصة به يطلق عليها "هيئة الاستقلال"، محمد علي السقاف، محمد مسدوس، أحمد عمر بن فريد، العميد علي الشيبة، عبدالحميد شكري، أمين صالح محمد، محمد مسعد العقلة، محمد المنصوري.
العميد طماح الذي أطلق على نفسه صفة "قائد القيادة الميدانية" أشار في بيان مشترك مع ناصر الفضلي، إلى أن الجنوب "يمر بنكبات من قبل القيادات التي أبت إلا أن تكون حملا ثقيلا".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها