بمناسبة عيدها الوطني الـ83 .. السعودية تحطم الرقم القياسي في الكرم!
![](/uploads/pics/1379890995.jpeg)
ليس ثمة أكرم من الكرم السعودي الباذخ في شتى الاتجاهات ومختلف الظروف الزمانية والمكانية.. حيث تعطي المملكة عطاء من لا يخشى الفقر ويخشى الثورة الشعبية.. أيديهم مبسوطة للجميع لمن يطلب ولمن لا يطلب..
تدعم الأغنياء قبل الفقراء، والتجار قبل المستهلكين، والمسؤولين قبل المواطنين.. والقادة قبل المخبرين.. والمشائخ قبل الرعية.. والرؤساء قبل المرؤوسين.. والأصحاء قبل المرضى.. وأصحاب السكاكين قبل المساكين.. والمتمردين قبل المسالمين.. والانقلابيين قبل الإسلاميين!!
فمثلاً السعودية في بلادنا خيرها سابق ومعروفها ضارب في العمق اليمني منذ القدم؛ فقد دعمت الإماميين ثم الجمهوريين ثم الإماميين مرة أخرى.. دعمت مشائخ الشمال وسلاطين الجنوب.. دعمت الحمدي ثم الغشمي وصالح.. دعمت وتدعم الهاشميين الشيعة والسلفيين الحنابلة.. تدعم عن طريق اللجان الخاصة في الشمال واللجان الشعبية في الجنوب.. تدعم شائف بكيل وأحمر حاشد.. تدعم مركز دماج وجماعة الحوثي.. تدعم الرئيس السابق صالح والرئيس الحالي هادي.. تدعم قيادات عسكرية وزعماء مليشيات.. تدعم أتباع الوحدة ودُعاة الانفصال.. تدعم القاعدة وتدعم القمّة!!
السعودية تدعم (صالح) وإن كان معيقاً لمبادرتها.. تدعم هادي حتى وإن سافر إلى روسيا والصين.. تدعم علي محسن حتى وإن اتجه نحو دولة قطر.. تدعم حزب الإصلاح وإن كانت هي أشد عداوة للإخوان والذين أسلموا.. تدعم المؤتمر وإن كان متآمراً.. تدعم الحوثي وإن كان بؤرة إيرانية!!
فعلاً، فضلها يغمر الجميع.. اليسار واليمين، الشرق والغرب، والمنتصف أيضاً!!
ولأن هذا الكرم ليس نابعاً عن ترف وقتي أو طفرة آنية أو سحابة صيف سريعة الانقشاع، وإنما هو صفة متجذرة في نفوس العائلة الكريمة. بل أنه وفي سبيل بقاء هذا الكرم السعودي يمكن أن تضحي المملكة بكل شيء بما فيها الثوابت والمقدسات؛ لأنها تدرك أن الإنسان أهم وأكرم عند الله من المباني المقدسة!
والمثير للدهشة أن هذا الكرم الرياضي (نسبة إلى الرياض) لم يقتصر فقط على العرب والمسلمين، بل يتعدى ذلك إلى أصحاب الديانات الأخرى كاليهود والنصارى حتى وإن كانوا محاربين ومستعمرين!
بالطبع المملكة لا تريد مقابل ذلك جزاء ولا شكورا.. ولن أجد نفسي مبالغاً إذا ما قلت: لعلها تشعر بنوع أو أنواع من التقصير تجاه الأمم العربية والإسلامية والأمريكية والأوربية وبقية ممالك المملكة!
وإن كانت الأموال السعودية قد تسببت في سفك دماء بلدٍ ما عن طريق الخطأ مثلاً، فإن هذه الأموال قد حقنت دماء في بلدان آخرى!
هل تدرون لماذا يتم اعتقال المغتربين في المملكة؟
فقط من أجل أن ينالوا أكبر قسط من الرعاية الكريمة والاهتمام الملكي عن قُرب، وكما يقال "ومن الكرم ما سجن" و"يؤجر المغترب رغم أنفه"!!
هل تعرفون سرّ نظام الكفالة المتبع في المملكة؟
إنه ناتج عن سيل جارف من الشعور بالمسؤولية السعودية تجاه كل ما هو غير سعودي أو غير خليجي لا سيما من أبناء الجلدة العربية.. يعني ناس أصيلين يتعاملون مع الآخرين وكأنهم عيالهم، بل أعظم من ذلك؛ لأن الكثير من الآباء لا يكفلون حتى أبناءهم كما يكفلون ضيوفهم العمال! فهي ليست مجرد كفالة فحسب، وإنما نوع من الأبوّة والأخوة والتكافل الإسلامي الأصيل!
هل تعرفون لماذا يتم محاكمة وقتل البعض من المغتربين؟
بسبب حرص المسؤولين في المملكة على أن تكون خاتمة هؤلاء في البلد الطيب والأرض المقدسة بالقرب من الحرمين الشريفين وبجوار الصادق الأمين والصحابة الأجلاء!!
بل وصل الأمر إلى درجة الإيثار السعودي، بدليل أن بعض السعوديين قد تكون نهايته في بانكوك أو لندن أو باريس أو المغرب، وذلك حتى يفسحوا المجال لهؤلاء المغتربين المحظوظين بالانقضاء في أقدس بقعة في الجزيرة العربية!
رجاءً لا تفهموا المملكة خطأ أو حتى (صحْ).. وإذا كان المسلم مطالباً بأن يلتمس لأخيه سبعين عذراً، فإنه مطالب بأن يلتمس لجاره السعودي (700) أو (7000) أو حتى (7) مليون عذر، فذلك لا يساوي شيئاً مقابل ملايين الريالات السعودية التي تتدفق لليمن ومن دون حساب!
ختاماً/ لو ظللنا لسنوات أو لعقود نلهج بشمائل المال السعودي لما أعطيناه حقه، ولما تمكنا من سرد البلدان والأمصار والشعوب المعتاشة على أكتاف وجيوب العائلة التي تعول أبناء المعمورة في هذه البقعة الكروية من درب التبانة. وحسبنا أن نذكر فقط على سبيل المثال لا الحصر، أهم المتنعمين بالمال السعودي إلى حدّ التخمة القاتلة، كأبناء مصر وسوريا وفلسطين ولبنان والبحرين واليمن وتونس، وغيرها من القائمة التي تطووووول..
والله ندعو أن يوفق جميع هؤلاء المشمولين بالخير السعودي إلى ردّ الجميل –عاجلاً غير آجل- لهذه الأسرة الكريمة التي أسرت بطون وأرواح الكثيرين!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها