دوافع مواجهات الحوثي وقبائل عمران
أثارت المواجهات التي تخوضها جماعة الحوثي مع قبائل العصيمات بمحافظة عمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء, تساؤلات حول أهداف الجماعة, فبينما تتهمها القبائل بمحاولة التوسع في مناطقها، يرى مقربون منها أن المستفيد الوحيد هو النظام السابق الذي يريد التخلص من أبرز خصومه.
وخلفت المواجهات التي اندلعت منذ 19 أغسطس/آب الماضي حتى الأسبوع الماضي بين الطرفين في منطقة وادي دنان بمديرية العشة, قرابة 130 قتيلا بخلاف الجرحى ونحو ألفي نازح، بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل والمزارع, وفق تقديرات لجنة الوساطة.
ورغم توصل لجنة رئاسية يقودها الشيخ كهلان أبو شوارب إلى اتفاق صلح لمدة عام بين الجانبين وإخلاء المواقع من المسلحين, فإن المخاوف لا تزال قائمة من تجدد المواجهات لاسيما في ظل رفض جماعة الحوثي إخلاء بعض المنازل التي سيطرت عليها وتولي الجيش المواقع التي يتمركز فيها المسلحون وإصرارها على أن تتولى ذلك قبائل محايدة.
أحمد صالح ناصر من قبائل العصيمات يقول إن جماعة الحوثي هي من بدأ بالمشكلة عندما أرادت استحداث نقطة تفتيش في وادي دنان من أجل السيطرة على مناطق واقعة تحت نفوذها والتقدم إلى المناطق التي تليها |
وأرجع ناصر سبب الحرب على العصيمات إلى أنها تشكل حجر عثرة أمام الجماعة لمواصلة تحقيق مخططها التوسعي على الأرض، وفرض سياسة أمر واقع على القبائل للقبول بما تريده ومن ثم الانتقام منها بسبب الوقوف أمامها.
وأوضح أن الأهمية الإستراتيجية لوادي دنان -الذي يعتبر المنفذ الوحيد لثلثي سكان العصيمات التابعة لمديرية العشمة البالغ سكانها 38 ألفا ويطل على مديرية القفله المجاورة- أغرت الحوثيين للسيطرة عليه وخنق القبائل وجعلها خاضعة لقرارهم.
طرف ثالث
في المقابل أكد القيادي في حزب الحق القريب من جماعة الحوثي عبد الواحد الشرفي أن هناك طرفا ثالثا ممثلا في النظام السابق هو من يقف وراء دفع الجانبين إلى الاحتراب بغية التخلص منهما معا. وقال إنه هو وحده المستفيد من ذلك حتى لا ينشغل أحد بمخططاته, دون أن يعفي طرفي الصراع من المسؤولية.
وقال الشرفي في حديث للجزيرة نت إن تجارب العقود الثلاثة الماضية في الحكم أثبتت أن النظام كان يعتمد على افتعال الحروب وإذكاء الفتن بين فئات المجتمع من أجل التخلص من أي قوة تعارضه، والآن يعتمد على ذلك لشق الصف الثوري وإشغاله ببعضه.
وأشار إلى أن أي طرف يلجأ للسلاح في تحقيق أهدافه سيكون خاسرا مهما كانت مكاسبه الآنية، لأنه على المستوى البعيد سيدفع ثمن ذلك. وقال إن كل قطرة دم سفكت خسارة على الجميع ولا أحد يستفيد من خيار الحروب, داعيا الجميع للاحتكام إلى الحوار وثقافة التسامح بدلا من الانجرار نحو الحروب التي لن تؤدي إلا إلى إزهاق الأرواح.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي محمد مصطفى العمراني إن ما يحدث في عمران غير معزول عما يحدث في الرضمة بإب ودماج بصعدة والتي شهدت مواجهات مسلحة بين الحوثيين من جهة والقبائل والسلفيين من جهة أخرى.
توسع
وأوضح العمراني في حديث للجزيرة نت أن جماعة الحوثي تريد التوسع بقوة السلاح وضم مناطق جديدة إليها، مضيفا أن حربها على العصيمات -التي تعد معقل قبيلة حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر- هدفها إزاحتها من طريقها والوصول إلى صنعاء.
كما أشار إلى أنها تسعى للانتقام من القبائل التي وقفت مع الدولة في حربها ضدها ومعاقبتها على دورها في المشاركة بالثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالحالتي تتحالف معه حاليا وتعد حاشد هدفا موحدا لهما.
وأضاف أن اقتراب انتهاء مؤتمر الحوار يخيف جماعة الحوثي لأنه سيكون من مخرجاته نزع سلاح الجماعات المسلحة وفرض سلطة الدولة على كل المناطق، وهذا ما يجعلها تستبق ذلك بفرض أمر واقع لفرض شروطها لاحقا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها