الحوثيون يخططون للسيطرة على محافظة أبين الجنوبية بحجة القضاء على أنصار الشريعة
قال مراقبون يمنيون إن مسلحي جماعة انصار الله، تنوي السيطرة على كامل اليمن، وتخطط لنقل معركتها القادمة إلى محافظة أبين.
ويهدف الحوثيون من وراء ذلك إلى فرض سيطرتهم الكاملة على اليمن، ومحاربة تنظيم أنصار الشريعة، جناح القاعدة في اليمن، الذي تبنى هجمات عدة ضد الحوثيين، من ضمنها انفجار صنعاء الذي راح ضحيته نحو 67 من أنصار الله.
وقالت مصادر مضطلعة إن إيران أبلغت عبدالملك الحوثي من خلال قيادات تنتمي لـ "حزب الله" اللبناني عن رضاء طهران من التقدم الذي تحرزه الجماعة يومياً، وقدرتهم الكبيرة في فرض رؤاهم على القرار السياسي في اليمن.
وقال مصدر مضطلع لمراسل شبكة "إرم" الإماراتية، في طهران إن اجتماعاً عالي المستوى عقدته القيادة السياسية في طهران، ضم حسين أمير عبداللهيان، ومرضية أفخم وبعض القيادات المختصة في قضايا المنطقة العربية، أجمع حاضروه عن مدى سعادتهم الكبيرة بما يحققه الحوثي في اليمن.
وتهدف إيران من دعم جماعة الحوثي إلى تهديد أمن الخليج، لا سيما المملكة العربية السعودية، من خلال تمركزهم على الخط الحدودي الفاصل بين المملكة واليمن، كما تسعى لاستخدامهم أيضاً كورقة ضغط إيرانية على السعودية المعادية للحليف بشار الأسد.
وتحاول إيران تكرار سيناريو "حزب الله" لكن هذه المرة في اليمن، من خلال جماعة مسلحة تتمكن من اختراق العملية السياسية، وتستقوي على الدولة، تنتهج الابتزاز السياسي أساساً لوجودها في السلطة، كما يفعل حزب الله في لبنان، وكما تشير الشواهد في اليمن، مثلما حدث في تعيين بن مبارك وخالد بحاح لرئاسة الحكومة.
وبدأ الحوثيون محاولة فرض سيطرتهم على اليمن بالسيطرة على محافظة صعدة والشمال اليمني، ثم تمددوا حتى سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي، قبل أن يبدأوا محاولاتهم للسيطرة على الجنوب، بدءاً بمدينة الحديدة الإستراتيجية على البحر الأحمر، التي تمكنوا منالسيطرة عليها دون مقاومة تذكر من السلطات، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية.
وبحسب مصادر سياسية في صنعاء، وضع الحوثيون نصب أعينهم مؤخرا هدف السيطرة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر حيث فتحوا قبل أكثر من أسبوعين مقرا لهم.
وقال مسؤول عسكري قريب من أنصار الله في وقت سابق إن "الحديدة مرحلة أولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب" على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن.
وعلى صعيد آخر يسعى المتمردون إلى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق حيث منابع النفط اليمني.
وأكد مصدر قبلي "وصول مسلحين حوثيين إلى مأرب جوا من مطار صنعاء".
وسيطر الحوثيون اليوم على محافظة ذمار وفرضوا 6 نقاط تفتيش قرب المواقع الحيوية بالمحافظة.
وبدأ الحوثيون منذ الاثنين الانتشار باللباس العسكري في الحديدة التي تعد من أكبر مدن اليمن، وفي المناطق المحيطة بها، وباتوا الثلاثاء منتشرين في شوارعها الرئيسية بحسب مصادر أمنية إضافة إلى مصادر عسكرية ومحلية متطابقة وأخرى من الحوثيين.
وتاتي هذه التطورات غداة تكليف خالد بحاح بتشكيل حكومة توافقية بموجب اتفاق السلام الذي وقعه الحوثيون في 21 ايلول/سبتمبر.
كما تأتي لتعزيز الشبهات بسعي المتمردين الحوثيين للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الاحمر، ما يؤمن لهم سيطرة على مضيق باب المندب، الامر الذي قد تستفيد منه ايران المتهمة من قبل السلطات في صنعاء بدعم الحوثيين.
وتقع الحديدة على مسافة 226 كيلومترا الى الغرب من صنعاء ويقطنها اكثر من مليوني نسمة وهي ثاني اكبر المدن في اليمن بعد مدينة تعز في وسط البلاد.
واكدت مصادر عسكرية وأمنية ومحلية متطابقة أن الحوثيين بدأوا الاثنين عملية انتشار في الحديدة وسرعان ما سيطروا على مداخل المدينة ومعظم مرافقها، لاسيما الميناء المطل على البحر الاحمر.
وقال مصدر أمني إن مسلحي الحوثيين "يتمركزون في المرافق الحيوية، المطار الميناء وغيرها".
وبحسب المصدر، سيطر المتمردون صباح الثلاثاء على مطار الحديدة وعلى المحكمة التجارية حيث "قتل أحد الحراس".
وقبل الإنطلاق للسيطرة على الحديدة، حاصر الحوثيون مخزنا للأسلحة تابعا للجيش في منطقة قريبة من المدينة، وسيطروا عليه قبل أن يبدأوا تقدمهم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها