بيوت الله لم تعد بيوت الله !
في الماضي قالت لي جدتي إن المساجد «بيوت الله» كانت تظل مفتوحة دائماً يدخل إليها عابر السبيل ، يذهب إليها اللاجئ إلى الله من وجع الحياة ، ومن سياط البشر ، ليغتسل من ويلات بني آدم بالعبادة .
لكن هذه الأيام عندما ارتفع صوت الدعاة على منابر القنوات الفضائية ، و صالات المؤتمرات ، و منابر السياسة ، أصبحت مساجد الله تُفتح وقت الصلاة ، وعندما تنتهي الصلاة تُغلق المساجد ليعود عابر السبيل يفترش الأرصفة ويذهب اللاجئ إلى الله يحتضن بني البشر ويتمسح بهم ليقضوا له حاجته من دون الله .
أسمع فيما يسمع الأحياء أن هناك من يقومون على خدمة بيوت الله ، وعلى حد ما سمعت أن هذا القيام براتب ، فهل هذه الخدمة تأتي فقط لفتح المسجد قبل الصلاة ومن ثم تغلقه بمجرد أن تنتهي الصلاة ، خوفاً على مكبرات الصوت وعلى المصاحف وعلى الفراش الذي تبرع به الخيرون ، تُغلق المساجد في وجه مريديها إلاّ في وقت الصلاة لأن من يقوم عليها مجبر على ذلك .
تخيلوا أن أي شخص منكم في لحظة أُغلقت في وجهه كل الأبواب وأراد وجه الله يبكي هناك ، ودموعه تفيض من عينيه وقلبه ، أين يذهب يا ترى ؟ تخيلوا أحدهم يريد أن يتوب إلى الله في لحظة ما وأراد أن يغتسل من ذنوبه في بيت الله ، هل يظل يبحث عن المفاتيح عند فلان وعلان .؟
طبعاً إغلاق المساجد يبدو أنه موحد في كل المرافق حتى في الأسواق التي فيها مصلى للرجال والنساء ؟
هل كانت المساجد فقط للصلاة أيام السلف أم كانت بيوتاً لله يقصدها كل من يرغب للصلاة في أي قت ، يقصدها عابر السبيل و المسافر ليلحق مافاته من صلاة ، ويكتفي بقصر فرضين بدلاً عن قصر كل الفروض في وقت واحد.
هل تجهيز المساجد بمكبرات الصوت وتأثيثها على حساب التاجر الفلاني أو فاعل الخير ، يحتم إغلاقها؟
هل أصبح الناس لا يعون معنى بيوت الله ليسرقوا أثاثها ويعبثوا بما فيها؟
المسجد هو الأساس ، هو منبر الوعي الذي يجب أن ينقل النور إلى العقول ، لذلك هي دعوة لمراجعة الأفكار ، بيوت الله إلى متى ستظل مغلقة؟
وهل لا يوجد من يتطوع لخدمة بيت الله حتى تظل مفتوحة لمن يبتغون وجه الرحمن في بيته؟
بدعوة من القلب لكل من يقرأ سطوري كم أود أن يذهب اللاجئ إلى الله ليجد بيته مفتوحاً أمامه في أي وقت كان .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها