يهزمنا العصيان !!
العصيان المدني في المدن الجنوبية والذي قد يكون الأكثر نشاطا سياسيا وشعبيا يتسيد الحضور في جملة النشاطات الجمعية التي تقوم بها فصيلات الحراك الجنوبي منذ بداية الثورة الجنوبية مع أن نشاط العصيان مرحلة أخيرة وقد تكون ما قبل الأخير من جملة نشاطات الثورات الشعبية . . o عصيان ثوري ضد الثورة..وعصيان شعبي ضد الشعب .عصيان مدني أكثر ما يحبس المدنية عصيان يصرع المدائن الثائرة يهزمها يقلل من غليانها الثوري والثقافي عصيان يقضي على ديناميكية الحياة. o أكثر ما يجعل من التحرير مشروع مؤجل أكثر ما ينهي تفاصيل أمل المدائن والحواري هو العصيان .. o في العصيان يسقط المواطن والوطن ، تمسخ الثورة ويتيه الثائر ، في العصيان تشل حركة الشارع ، ويقمع صوت الزحام ، وفي العصيان تختنق البضائع والمعلبات والرتائج عليه مردودة الظهر. . o إيقاف الحركة وشلها وتحويل الأسواق والشوارع إلى عقم هستيري ممل هو ما يخصم من إنسانيتنا ووجودنا o أسوءا ما قد يبدو لي أن تعيش وفق المألوف وفق العادة بعيد عن الذات من خارج ذاتك من بعيد عن نطاقك تأتي خارطة وجودك . وهو ما يثبت اليوم على واقعنا وواقع الصعيان الغير مرغوب به لدى القطيعات الاجتماعية . o أكتب محرضا على العيش المألوف على الحضر على التبعية والإرغام على الإجبار بالقسر على الهيمنة يجب أن نكون أحرار كوننا نمارس عمل ثوري فالحرية في زمن الثورة تستنسخ أكثر حرية في عهد الدولة وكذالك العبودية . o يجب أن يكون العقل والواقع المحرضان الفعليان بدواخلنا في العمل الثوري . ويجب أن نتلمس الحس الإنساني فالإنسان سيد الثورة وليس كما هو الحال في الآن الحاضر. عشرات القتلى والجرحى برصاصات تفرض هيمنة العصيان وتجبر المدائن بالطاعة العمياء . أي عمل ثوري سلمي ذالك الذي يوجج شهوة القتل وينفخ في رماد الفتنه الداخلية بين فصيلاته وقطيعات شعبة . أي خطابات سلمية تلك التي تًشحن بالكراهية تختطب بوحشية موت ملازم . o كيف يمكن لنا أن نبني دولة على أطراف الرصاص أو قلي كيف يمكن أن نبني دولة سيدها العنف. o سمعنا خبر في ثمة عصيان مضى عن صرع صاحب بصتة ، أو قتل أحد باعة سم الذباب ثم ما أن لبثنا الا وناسبناهم إلى الأمن القومي أو السياسي أو ألمخابراتي . فعل مقيت وتبرير يعمم الوصمة . إن تغطية الإثم بأغطية سياسية يزيد من قرفنا للثورة ويعمم قبحنا للثائرون .أحرض على هذا الفعل وانتقد هذا النزعات النضالية المراهقة أنتقد أن يكون لنا وطن يندفع من فوهات البنادق. وأنتقد أن يكون الإثم والعصيان سيدا الحضور الثوري.أن تكون لنا قضايا عادله نجرها بذواتنا الى الانتقامية ولنا قضية وطن نريد كسبها مقابل وطن من قضايا هذا مالا نرتضيه البتة . في الاخير وليس آخرا لابد لنا ان نغادر الفرجة أن نترك المنصة أن نخترق الحضر المفروض على رؤية الوطن لابد أن نتغلب على كل المازجات القاهرة ولابد أن تخلص من الإثم المُثبت لابد أن نحدد مصائرنا نحن ولا نترك مصائر للقتلة لابد من أن نستعيد ثقتنا للوطن ولابد أن نعيد النضر إلى بناءنا الكينونة o للقادة أقول إن تمييع القضايا لن يكون على الدوام o وإن الثورة فعل عقل وليس إثبات مزاج عنف كما ترون . o الثورة شعور وحس إنساني وصدى أخلاق حميدة وليس طقطقة بنادق أو اصولت جداجد تقضي ليلها بالجدجدة وتحسب أنها في خدمة "تغني للوطن" . o أيها القادة يهمزنا العصيان في العمق يظل نكايتنا الأكثر وجعاَ يستبد بنا يرثُ بدواخلنا ثمة شعور بالأسف وبقرف الثورة والثائر o أيها القادة كان بودي أن أخبركم بان العصيان يستبدً بالوطن ولا يحق له أن يكون سيداَ o كان بودي أن أشير لكم بان التاريخ يعلمنا أن الديمقراطية تهدِدها في أغلب الأحيان طاعة المواطنين العمياء أكثر مما يهدِدها عصيانهم وفي الواقع تصنع طاعة المواطنين المنفعلة قوة الأنظمة الاستبدادية والتوتاليتارية إذ ذاك يمكن لعصيانهم أن يكون في الأساس من مقاومة هذه الأنظمة نفسها . فإجبار المواطن على فرض العصيان المدني بطاعة عمياء تعد مستقبلياَ لديمقراطية الدولة . o يأيها القادة يجب ألا تكون لغة التضحية الأكثر تسيد على أفواهنا وان لا تكون الخطابات عنيفة قاتلة يجب مراقبة السير وإرساء الخطى والنضر إلى ما ورأى الأفق فانا مواطن وأخاف ما أخاف منه الحشود الغفيرة حين تتماها مع الخطابات المحرضة والعصابية عندئذ يسحق صوت العقل .أخاف أن تذهب الجموع باتجاه فقدان السيطرة. أخاف أن يكون الجنون فيهم حاكما ومشرعاَ o وفي النهاية إنما هي رسالة إشفاق على جهود وطاقات تفرق في غير سبيلها ..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها