متى ستتحرك «المحظورة»؟
مر شهران على خلع الجيش المصري للرئيس المنتخب محمد مرسي، المنتمي للجماعة الإرهابية المحظورة «الإخوان المسلمون»..
اعتقل كل قيادات الجماعة المحظورة بمن فيهم القيادات الشبابية من النساء.
قتل الآلاف. رقمياً: الآلاف.
وإذا كانت الجماعة الإرهابية المحظورة قد حازت حوالي 47% من مقاعد البرلمان في أول انتخابات بعد الثورة، فلا شك أن حجم هذه الجماعة كبير للغاية، كبير لدرجة أنه من المتوقع أن يمكّنها حجمها، بوصفها إرهابية، من التعبير عن سلوكها الاعتيادي وأخلاقها العنيفة بأفعال تكسر حالة الجمود، أفعال حادة وشرسة تقول إنها بالفعل أنشطة زلزالية لجماعة تحترف العنف منذ ثمانين عاماً.
متى سيحدث كل هذا، بحق السماء؟
غير أن الجماعة الإرهابية الضخمة، ذات المليون عضو فعلي، عجزت حتى الآن عن القيام بأي من تلك الأعمال التي تقوم بها جماعة متطرفة من مائتي فرد في سيناء.
لم تقم جماعة الإخوان المتوحشة حتى الآن بنسف الجسور، تفخيخ القطارات، تسميم مياه الشرب، اختطاف الضباط، تفجير محطات المترو، إضرام النار في المتحف الوطني، اغتيال الساسة المعارضين.. الخ.
لم تقم بأفعالها العظيمة التي قال السيسي إنها كذلك. لم تنسف المجتمع، ولم تغتل إعلامياً واحداً رغم ذراعها الطويلة.
أرجو ألّا أسمع ذلك الكلام الغبي عن ملتحٍ يلقي برجل من على السطح، وإخواني يحمل كلاشنكوف على كبري مايو.
نحن نتحدث عن جماعة إرهابية حازت في الانتخابات ثقة نصف الناخبين، أي عن كتلة بشرية فائقة الضخامة بمقدورها أن تلقي بنصف سكان الاسكندرية من على السطوح في خمس دقائق.
نبحث عن الحدث الإرهابي العظيم الذي يليق بجماعة إرهابية عظيمة فنجد قصة قصيرة عن فتاة تحمل آر بي جي. قيل إن طول الفتاة المتهمة لا يزيد كثيراً عن طول ماسورة الآر بي جي.
إنها جماعة تخون كل توقعات خصومها، للأسف.
لم تقم حتى الآن بما يمليه عليها ضميرها (الافتراضي). الجماعة الإرهابية أفقدت الإعلام المارشالي أعصابه. إنها إرهابية لا تمارس الإرهاب، مجموعة من القتلة يفضلون الموت عن إطلاق الرصاص، تريد أن تحرق مصر لأجل الكرسي لكنها للأسف لم تحرق مصر رغم مضي شهرين على سقوط قائدها عن خيل الرئاسة. تحرّض على العنف ضد الجيش والدولة، رغم ذلك تتحدث الدولة الراهنة عن عودة الأمور إلى الهدوء حتى أنها تفكر برفع حالة الطوارئ.
يالها من جماعة إرهابية صديقة للبيئة!
من وقت لآخر يتطوع إعلام النظام العسكري بسرد حكاية ملتحٍ يريد أن يقلب نظام الحكم. بما يفيد أن الجماعة ذات المليون عضو اختبأت في القبو وعهدت بمهمة الإرهاب التاريخي لشاب وحيد من طنطا، مثلاً، خرج بكلاشينكوف ضمن خطة معقدة ليقلب نظام الحكم ويدمر جيش مصر.
في لحظة ما اعتقدت أن خطاب مرسي في الثامن والعشرين من يونيو كان أغبى خطاب سياسي معاصر. فيما تكشفت أمور كثيرة لا تقل غباء وبلادة عن مرسي شخصياً. لكنه كان، يا للقدر، رئيساً منتخباً.
هذا النهار هاتفني زميل طبيب عربي في ألمانيا. قال لي: كنت ناوي اشتري شقة في اسكندرية، بس بعد ما شفت السيرك اللي في مصر، وتابعت إعلامهم حصلت لي حالة غثيان حادة. وقلت لنفسي: هذه بلاد من المستحيل أن تعيش فيها، في كل هذا الغباء والوهم والتضليل والتسطيح والزعيق، مع قلة الإنتاج. لقد فقدوا ما هو أهم من الديموقراطية، فقدوا احترامنا لهم.
هززت رأسي: فعلاً، يا دوك.
ملحوظة:
عندما يتعلق الأمر بتقييم الأداء السياسي والفكري للإخوان المسلمين يمكن قول أمور كثيرة. يتعلق الأمر هنا بمسائل إنسانية ووطنية وأخلاقية، أي بالهمجية والتحضر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها