ليس بالعصيان وحده تحرر الأوطان !
ببراءة خالصة وبعيداً عن أي خُبث سياسي أو تمصلح شخصي أضع الأسئلة التالية : هل العصيان المدني في أرضنا الجنوب صالح كوسيلة نضالية ضد سلطة الاحتلال الشمالي ؟ وهل السالف من أيام العصيان التي نفذ ناها في جميع مدن الجنوب أتت بحصيلة نستطيع تقييمها بأنها ظرّت سلطة الاحتلال ؟ اذا كان الجواب نعم فياترى كم هي الخسائر التي تكبدتها السلطة الاحتلاية في ما أنصرم من أيام العصيان التي نفذناها ؟! . أجزم أنه لايوجد جواب لسبب بسيط وهو أن مصالح دولة الإحتلال لم تتعطل بدءً من حقول النفط والمصافي والموانىء والمطارات ... إلخ . وهنا يتوجب أن نقول وبغاية الصراحة أن العصيان بقدر ماجسّد مستوى تجاوب مواطنين الجنوب مع دعوة قيادته فأن إستمراره على ذات الطريقة التي يهواها
البعض سيؤثر سلباً على المسار السياسي للحراك الجنوبي بصورة عامة . وعند ذا نرا أن المصارحة بالحقائق ظرورية وملحّة وبخاصة ما يتعلق بالعـصيان المد ني تحديداً ، فلقد تبين ملموساً مما أنصرم على هذا الصعيد أن المتظررين من استمرار العصيان بتلك الطريقة هم أبناء الجنوب، فظروفهم المعيشية لا تحتمل تنفيذ يومين عصيان في الإسبوع ، وإذا ما قُدّر أن يفرض هذا فأنه على أي حال سيضعـف من التفاف الجماهير حول الحراك وسيفرز نتائج غير سارة وليس في هذا الذي أطرحه من باب التخمين ولكنه منبني على معطيات منظورة ومسموعة مصدرها الشارع الجنوبي ، لذا فلابد من مراجعة هذا الأمر وعلى مستوى من المسئولية والتدبر والتفكُّر . وإني هنا لا أقصد التخلي عن فكرة العصيان أو التقليل من شأنها أبداً، فهو – أي العصيان المدني وسيلة نضالية يجب أن تستمر والمطلوب فقط هو التقنين وبحيث تكون المدة بين يوم عصيان وآخر معقولة ومقبولة شعبياً ليكون الاستعداد لها مرغوبا ومجسداً لمستوى التناغم بين القيادة والجماهير ،وهذه هي الرسالة المأمول إيصالها الى الرأي العام الخارجي حتى يفهم جيداً مدى قوّة علاقة الحراك بجماهيره . ثم أن المهم وألأهم هو توحيد الصفوف وتذكية سُبُل النضال الأكثر فعالية ضد المحتل ، وليكُن في يقيننا أنه ليس بالعصيان وحده تحررالأوطان .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها