بأي ذنب قُتلوا؟!
لا شك أن المهتم والمتابع لما يحدث على المسرح السياسي اليمني والمتفحص لأحداث الزمان والمكان والشخوص على هذا المسرح لابد أن تنتابه موجة من الغضب إن لم يصيبه الإحباط واليأس في يمن مستقر حلم به جميع اليمنيون.. فما يجري اليوم وقبله وما سيأتي بعده لا قدر الله يجعل عقدة هذا المشهد غير واضحة المعالم ولا يمكن التنبؤ بحلولها, فبالأمس القريب تغتال كوادر المؤسسة العسكرية من أبناء القوات المسلحة والأمن وجلها من أبناء الجنوب من ذوي الكفاءة والخبرة وفي مختلف الوحدات والأجهزة والتخصصات وهي كوادر عينية يصعب تعويضها وقبل أسابيع اغتيل خمسة جنود في منطقة بالحاف بمحافظة شبوة شرقي اليمن وكل ذلك يحال إلى ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة" وهي تهمة لا نقرها إلا إذا سلمنا بوجود هذا التنظيم الذي نشك بوجوده على الأرض اليمنية إلا فيما ندر, وإذا وجد فأهدافه كما نعلم معلومة تتجاوز الشأن الداخلي اليمني وتهتم بالمصالح الغربية وعلى وجه الدقة الأمريكية منها أما ما يحدث من إراقة للدماء البريئة فلا نظنه إلا من فعل فرق الموت التي تم تدريبها في الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة أبان حكم عفاش السيئ الذكر وهدد بها أكثر من مرة في خطاباته تحت عباءة القاعدة ، وها هو ينجز ما وعد به وهذا ليس مستغربا في بلد يفتقد وجود الدولة في الأساس!
يبقى السؤال الحائر لماذا الغلبة من أبناء الجنوب وهم بالأمس القريب الطرف الفاعل في صناعة الوحدة التي أنهكتها سياسة الفيد والإقصاء فسلبتها مقومات القوة والتماسك العضوي في سائر جسدها شمالا وجنوبا..لماذا أبناء الجنوب هل كانت دماؤهم شهية للقاعدة المزعومة حتى يتم اصطفاءهم للموت أم أن هناك عناصر وقوى متنفذة في السلطة الحاكمة اليوم راق لها هذا الفعل وخدم أجندتها ومصالحها وطموحها في السيطرة والتسلط وإبقاء الحال على ما هو عليه فساهمت أو غضت الطرف عن هذه الجرائم؟
فإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فإن السؤال الذي سيبقى بارزا وملحا هو: لمصلحة من ما يحدث لأبناء المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن وبأي ذنب يقتلون؟!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها