في مواجهة الفرعون
الآن تبدأ الثورة في مصر الان تغادر جب الخديعة والخيانات الان يعبر يوسف وحده محاطا بكل مكائد وشرور إخوته الان يذهب الى آخر الشوط الى منتهى المغامرة وقد جازف بالإعلان عن نفسه وقص رؤياه على إخوته وشرع يخط رواية يوسيفية اخرى في البلد العزيز الثائر
هوالآن يصعد من جب القهر والقمع والتهميش والإلغاء يغادر السجن والسجانين يغادر وهن الروح يتجاوز خوفه ومحاذيرعقود القهروترسيمات الحضور وفق المزاج القاهر هو الآن يصعد متكئا على القيمة والمعنى مستنداعاى إختيار عام حر لا على الطرق السريعة والمختصرة للوصول وفي القصرتقصر كل المغريات عن الإيقاع به وإخضاعه وتحويله الى مجرد وسيلة إرضاء
وازاء قوة المراودة تتنصرقوة الإرادة يتجاوز الغواية وقد أغلقت دونه الأبواب كماتجاوز ذئبية اخوته وعتمة الحسد والضغينة وظلام الجب والسجن
انفلت من قيد الرغبات الآثمة أبى أن يكون قيد الإستخدام ومازال يخوض امتحانات الوجود الخالص والمخلص ببسالة معتصما بالله وحده طالبا العون منه لتجاوز اغراءات السقوط
مازال يصعدبكل فتنته الآسرة يطلع اكثر بهاء ولمعانا وانصقالا يشرق من قلب مصرحيث تجذروانداح مواجها كل انقلابات الزمن مستلفتا اليه كل العوالم مازال يبهر شانئيه وحساده يدفعهم لتقطيع قلوبهم حسرة وغيرة وحنقا وغيظا يدفعهم لندب حظوظهم العاثرة بمرارة و للبكاء على حرماناتهم لسطوة جماله وسلطة نقائه ولحضوره الطاغي المؤثر والباعث على الإرتباك هو الان يذكرهم قباحاتهم المنكرة يشعرهم بالنقص والتضاؤل يعمي عليهم يسلبهم كل إمكانات الحضور
فليقطعوا دونه الطريق ليرجفوا وليكذبوا ليقولوا هو مشغوف بالسلطة مفتون بالحكم وكان في وضعية المتلبس بالحكم
وليوغروا صدر العزيز المخدوع ليستنفروا غضب الجموع المغيبة ليؤلبوا الشارع ضد مشروعيته ومشروعه ليثوروه ضد يوسفييه لا ضد منتهكي حقه ومصادري حريته
هوالآن الإمتداد اليوسفي الضافرالطهور في مواجهة الإمتدادات العاهرة وقدتجاوزت إثم التحرش الى فعل اغتصاب السلطة هوالان مكمم الصوت مقيد الخطو محاصر بالإتهامات سجين الفجوروالشروروالضغائن المتراكمة في لحظة تسفل وأنحطاط تتسلط فيها الجريمة ويدين شريفها المدان ويعز أن تسمع صوتا عاقلا منصفا يرتفع في وجه الإدعاءات الظالمة اكاشفا الخيانات المسورة منتصرا للحق والصدق قائلا مايجب أن يقال وقد رأى قميص الشرعية و الديمقراطية مقدودا من قبل ومن دبر بيد العسكروبقاياعبيد الديكتاتوريات لقطاء الثورة وأدعياء النضال
النسق الجامد من السلطة والحكم ينتج أنماطا متماثلة من الصراع على مستوى البنيتين التحتية والفوقية
قصة يوسف كما حكاها القرآن الكريم تجسد إشكالا صراعية تبدو متماثلة بصورة لافتة مع مايحدث الآن في مصر وعلى نحو يعمق الرؤية والفهم لقصة يوسف ويمنحها الكثير من الأبعاد الدلالية
لايحتاج الأمر الى تعسف في القراءة او محاولات استنطاقية قسرية للنص القراني الكريم
القصة سورة خاصة إسمها "يوسف"
ولاتخلو مواضع كثيرة من القرآن من إشارات لها بحسب السياقات كانت مصر مسرحا لأهم أحداثها وبالتحديدمركز الحكم ارتبطت وقائعها وشخصياتها بالسلطة
يبدأ الصراع في البنية المجتمعية الصغرى داخل الأسرة صراعا يتمحور حول سلطة الأب أومايمكن أن نسميه سلطة الحب
تنافس على الحظوة والمكانة وإمتيازات الرعاية والإهتمام وفي هذا المحيط يدفع يوسف ثمن القرب والتفوق والفوز بنصيب اكبر من عطف وحنان أبيه كان هاجس استئثاره بقلب الأب مبعث قلق إخوته وكان بالنسبة البهم كافيا لإيغارصدورهم عليه وإتخاذهم قرار التخلص منه وبأحط وأبشع ألأساليب كانوا هم الذئب آكلي يوسف
وحين يفقد الإنسان انسانيته ويتوحش لايكتفي بأن يجرم بحق أخيه بل يمتد سؤه الى الحيوان بإسقاط ذنبه عليه
مايحدث الآن الا يبدو صراعا على المكانة والحضورفي قلب الشعب ي الرقم الصعب يغيظ الأصفار تنقم الأحزاب الضعيفة عاى الإخوان شعبيتهم وجماهيريتهم الواسعة وثقة الشارع المصري بهم ر غم عقود طوال من التجريم والتخوين والإعتقالات والمحاكمات الظالمة والملاحقات المسعورة والحملات الإعلامية الشرسة وسياسات التقييد والحضروالمنع وكل أشكال الحرب والقمع الممنهجة إستمر الإخوان اكثر قوة ونشاطا وظلت شعبيتهم في ازدياد حضورهم استعصى على كل محاولات التغييب امتصوا كل الضربات الموجعة ومازالوا يخرجون اكثر تعافيا وأشد تماسكا وصلابة شاركوا طويلا في الدورات الإنتخابية النيابية المتعاقبة خلال حكم مبارك كمستقلين وضمن تحالفات سياسية عديدة حيث كان محضورا عليهم تشكيل حزب اوممارسة السياسة كجماعة ظلت مشاركاتهم محسوبة وكإثبات حضور ولم تكن تتجاوز مايمكن أن يثير رعب الحاكم وقلق الشركاء الضعاف
وبمايدرأعليهم اجتماع الكيد والكائدين
في قصة يوسف يبرز السجن مشارا اليه في في مواضع ثلاثة فقط في القرآن ضمن سياق الحدث وهومايشير الى نمط من الحكم اعتمد مبكرا أساليب الإحتجاز وورثها كما ورث الملك
ارتباط قصة يوسف بمصر وتشابك الصراع فيها مع الحكم يجعلها في موقع قريب على الدوام تتحرك في الوعي العام تلقائيا كلماأخذ الصراع هذا البعد النسقي المتماثل
يوسف اول محاولة اختراق ضافرة لمركزية السلطة من خارج النسق الحاكم
كان الحكم في حالة تميع وكان شبح الإنهيارالإقتصادي يخيم على الدولة
جاء يوسف كرجل إدارة بصلاحيات جزئية خاصة في قصة تفتح أمام الإنسان الطريق لصعود القمة وتريه إمكاناته وقدرته الهائلة على الإرتفاع والتجاوز وكيف بمقدوره مجابهة كل الشرور والفتن وخوض امتحانات الوجود والشرف والفضيلة بإيمان وثقة وإعتدادوبطولة وإباء والتعامل بتسامح وغفران
وبروح أنصفها الله
يوسف رمزللمقموعين والمضطهدين والمبعدين رمز لإنتصار الفضيلة أن تهزم الشيطان داخل خصمك وأن تستدعي خيريته وتتسامى على شروره تصبر على غروره وفجوره يوسف رمز للروح الشعبية الباسلة هو الحالة المدنية المقاومة لهذاالنسق الطغياني الممتد عبر الاف السنين
كان حاضرا في كثير من تجليات ثورة ٢٥ يناير انتفاضة الشارع المقموع قصة الحرية والخروج من جب الديكتاتورية قصة الصعود من المعتقلات الى سدة الحكم هذا المسار اليوسفي الذي يقف اليوم في مواجه "فرعون وهامان وجنودهما"الخاطئيين
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها