الربيع التركي !
الربيع التركي قد تحقّق في بلادنا عام 2002، في السنة الذي وصل فيها حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم.
تركيا حققت ربيعها عام 2002 وستبقى في ربيع دائماً، وثورتنا ضد النخبوية وحكم العسكر أفرزت نظاماً ديمقراطياً وإرادة وطنية منبثقة عن الشعب.
لن نقبل بعودة الأقلية لحكم الأكثرية، كما أننا لن نسمح في الوقت نفسه بتحكم الأكثرية بالأقلية، ومبدأنا "السلطة والقرار في البلاد للشعب فقط".
كل انقلاب عسكري شهدته تركيا في تاريخها المعاصر أعادها عشر سنوات إلى الوراء.
حقبة الانقلابات العسكرية بقيت فترة مظلمة في تاريخ تركيا.
الذين قاموا بالانقلابات العسكرية في تركيا، حوسبوا وسيحاسبون حتى لو كان ذلك آخر يوم في حياتهم.
على الذين قاموا بالانقلاب في مصر، الاطلاع على الحقائق الهامة في تاريخ تركيا الحديث وأخذ العبر من أحداث الانقلابات.
الدول الغربية لم تسم حتى اللحظة ما جرى في مصر بـ "الانقلاب العسكري"، أين مبادئهم الديمقراطية.
الدول الغربية التي لم تتخذ موقفاً واضحاً مما جرى في مصر، يدل على عدم التزامها بمبادئها الديمقراطية، وعلى نواياها الغير صادقة تجاه المنطقة.
الدول الغربية لم تقدم أي دعم ولو بقرش واحد لمصر بسكانها الثمانين مليون، ولم يقف إلى جانب مصر في محنتها المادية سوى تركيا وقطر.
الدول الغربية لم تقف متفرجة على الأزمة التي شهدتها اليونان وقامت بمدها بالمساعدات المالية لإخراجها من أزمتها الاقتصادية بعكس ما فعلت مع مصر.
يؤلمني الازدواجية في المعايير التي تنهجها الدول الاوروبية مع دول منطقتنا.
أعرب عن تقديري لموقف الاتحاد الإفريقي إتجاه الانقلاب الذي حصل في مصر، وتعليقه عضوية مصر في الاتحاد.
تركيا تعتبر من أكثر الدول القديمة التي تمتلك تقاليد متجذرة في المنطقة، وهذا ما يمنحها بعداً مختلفاً، ومصر مثلها بذلك مثل تركيا.
مصر تعتبر من الدول التي تمتلك موروثاً قديماً وثرياً في المنطقة، كما أنها تشترك مع تركيا بمجموعة قيم كتيرة نابعة من تاريخنا وحضارتنا المشتركة.
المدن التركية لا تختلف عن المدن المصرية، والتشابه بين الطرفين كبير، ومن هنا تأتي أهمية التجربة التركية في تاريخها مع الديمقراطية.
الانقلابات لا تصنع نظاماً ديمقراطياً، صندوق الاقتراع اعتبره شرف العمل الديمقراطي هو الكفيل بمحاسبة المقصرين من الحكام.
الانقلابات العسكرية والاستخفاف برأي الأغلبية، كفيلين بإفشال العمل الديمقراطي، أن ما يحدث في مصر هو تحكم الأقلية بالأكثرية.
المسؤولية المترتبة على الصامتين عمّا يجري في مصر، لا تقل أبداً عن المسؤولية الملقاة على عاتق من قاموا بالانقلاب.
النضال الديمقراطي، يظهر عندما تُحترم أو تغتصب الإرداة الوطنية للشعوب.
احترام الإرادة الوطنية يكون بوضع تلك الإرادة في إطارها القانوني الدستوري، وعدم المساس بها ايا كانت.
هل يعقل أن يُعزل رئيس منتخب بانتخابات ديمقراطية وحصل على 52 في المائة، بعد عام من توليه الحكم، بحجة أن بعض الجماعات قالت إنه لا يعجبها.
ما حدث في مصر يعرف في الأدبيات العسكرية على أنه انقلابا، وليس له أي بعد ديمقراطي على الإطلاق، ولن يكون له بعد بذلك الشكل.
كل سياسي له أخطائه، وهذا أمر طبيعي، فكل محاولات تبرير الانقلاب العسكري على مرسي بأخطائه السياسية، محاولات غير الصادقة.
معاقبة المخطئين من الساسة، ليس من شأن القوى السياسية السيادية، وإنما هى الإرادة الوطنية والشعبية تتجسد من خلال الصناديق الانتخابية.
تركيا لديها خبرة كبيرة في ثقافة الانقلابات، لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن ترى ما حدث في مصر شيئا إيجابيا، أو أن تستوعبه بأي حال من الأحوال.
الانقلابات بجمبع أشكالها وأنواعها تجلب الضرر دائماً، وبغض النظر عمن تطيح به فهي قاتلة لمستقبل الديمقراطيات.
أسأل الله تعالى الرحمة لجميع من لقوا حتفهم إثر إطلاق النار عليهم بمحيط ميدان رابعة العدوية، وأن يتقبلهم الله عنده من الشهداء.
هناك في مصر أطفالا يتموا، ونساء ترملن، وشباب في عمر الزهور قتلوا بدم بارد ليس لشيء إلا لدفاعهم عن الشرعية والديمقراطية.
أين الأمم المتحدة، وأين أنتم يا دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان مما يحدث في مصر.
أين أوروبا، وأين الاتحاد الأوروبي، وأين القيم الأوروبية، وأين الديمقراطية التي يتشدقون بها يمينا ويسارا إزاء ما جرى في مصر.
اقول لكم، من يحكم تركيا ليست عناوين الصحف ولا رؤوس الأموال ولا الجهات الظلامية، من يحكم تركيا هو الشعب التركي وفقط الشعب.
استقرار ورفاه وأمن تركيا، نابع من تمتع المنطقة بالاستقرار والرفاه والأمن، وأن قوة تركيا تنعكس على باقي دول المنطقة بنفس الشكل.
المشاكل التي تعاني منها منطقة البلقان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم، هي مشاكل بدأت مع سقوط الدولة العثمانية وهي ذات أهمية كبيرة لتركيا.
تركيا كانت الأولويات فيها لرغبات رأس المال والقطاعات المتميزة، لا للشعب، وكان القانون يطبق باسم النخبة لا باسم الجماهير.
تركيا ظلت لفترة تُحكم بمفهوم إداري يستند على حكم الأقلية للأغلبية، وكانت النخبة لا الجماهير هي صاحبة القرار.
إن الميدان الحقيقي والأساسي للتعبير عن الرأي، هو ميدان صناديق الانتخابات .
الكل ممكن أن يعبر عن رأيه عبر الميادين أو الإعلام أو مؤسسات المجتمع المدني، إلا أن هذه الوسائل لا تمحو نتائج صناديق الأنتخابات أو تتجاهلها.
إذا لم نقوم بحماية الديمقراطية، فهذا يعني عودة البلاد للوراء، نحن حريصون على حماية الديمقراطية والقانون، والأهم منهما الأمن والاستقرار.
صناديق الانتخابات هي شرف الديمقراطية، ومكان كشف الحساب في الديمقراطيات في كافة أنحاء العالم.
لا وجود للديكتاتورية والظلم في مناخ يتخذ فيه الشعب خياراته بكل حرية.
اعتماداً على مسؤوليتنا التاريخية والإنسانية، فإننا ملتزمون بالعمل الصادق والدؤوب، من أجل إنهاء الحروب والصراعات الدائرة في المنطقة.
بلدنا مستمرة في المساهمة بشكل كبير، في الحفاظ على السلام والإستقرار في المنطقة، والعمل على استمراره.
أن من يصمت أمام ما يحدث الآن في مصر فإنه يعتبر بمثابة شريك في هذه الجريمة الشنعاء.
إن الإنسانية والعدل والضمير تُقتل في مصر. فمتى سيصغي العالم الإسلامي لنداء إخوانه في مصر؟ كما لم يصغوا لما حدث في سوريا.
أين من يتشدّقون بمبادئ الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية؟! أين هم من الجرائم التي يرتكبها قادة الانقلاب ضد المتظاهرين العزّل في مصر؟!.
أين من يدافعون عن حقوق الإنسان في أوروبا ليل نهار ويصدّعون أدمغتنا بقيمهم السامية مما يحدث في مصر؟!
يؤسفني المواقف المخزية التي ظهر بها الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والعالم الإسلامي أمام عمليات القتل الممنهج التي تُرتكب ضد المتظاهرين.
أن بلادنا لن تصمت وتقف موقف المتفرج أمام المذابح التي يتعرّض لها المتظاهرون السلميون في مصر على يد قوات الأمن، وإن صمت العالم أجمع.
تركيا لن تقف بجانب الظالم، تركيا دائما ستكون بجانب المظلوم.
تركيا لا تتدخل في السياسة الداخلية لأية دولة، ولكنها تعتبر نفسها صوت أخوانها وأصدقائها والمظلومين المسحوقين منهم لإيصال صوتهم إلى العالم.
أتمنى من كل قلبي أن تعم مشاعر الأخوة بين أبناء الشعب المصري خلال وقت قصير، وأن تعود الألفة والأمن والوئام إلى ربوع مصر.
أقول لكم وبكل صراحة، لا أحد سيذكر الانقلابيين في مصر بعد 4 أو 5 سنوات، ولكن العالم سيذكر ولن ينسى الذين وقفوا ضد الانقلاب.
الموقف الإنساني يفرض علينا التنديد بكل الانقلابات، مهما كانت أسبابها، والحكومة التركية تتخذ دوما مواقف مبدئية ولا تتعامل بازدواجية المعايير.
لو لم يكن الانقلاب الذي حصل ضد مرسي، وحدث ضد الإدارة الحالية وهي إدارة منتخبة، لوقفنا ضده أيضا دون أدنى شك.
هل يعقل أن يتبَع كل تجمع في ميدان ما ضد الحكومة انقلابا عسكريا، ما ظهر في ميدان التحرير لا يبرر الانقلاب العسكري مهما كان .
الانقلاب العسكري في مصر سيكون سببا في الكثير من التعقيدات وخاصة بعد اراقة الدماء.
كل الانقلابات هي غير مشروعة مهما كانت الأسباب والدوافع، الحكومة التركية ضد الانقلابات في أي دولة وفي اي مكان بالعالم.
كل ما نريده هو ألا يعاني أخواننا المصريون من الانقلابات التي لا تأتي بالخير للبلاد، لأننا عانينا منها كثيرا في تركيا.
الديمقراطية هي إرادة شعب، ومن ثم ينبغي علينا احترامها دون التحجج بأي أعذار.
نحن كجيل تربى على واقع الانقلابات في تركيا، حري بنا أن نعارض أي انقلاب على الديمقراطية في أي مكان.
مبادئنا تحتم علينا معارضة الانقلابات العسكرية في أي مكان كانت، أننا في تبنينا لأي موقف محلي أو دولي نابع مما يليق بنا وبشعبنا.
أتساءل عن سبب عدم احترام الغرب لإرادة الشعب المصري، ادعو المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، إلى إظهار وقفة صادقة داعمة لمبادئ الديمقراطية.
الأطراف الغربية التي تذكر دومًا أنها ضد الانقلابات العسكرية، تلتزم الصمت حاليا ولا تحرك ساكنًا اتجاه مصر، العالم يمر باختبار للصدق والأمانة.
أي طريق يُتبع خلافًا لصناديق الاقتراع، لإزاحة السلطات المنتخبة، يعتبر طريقًا غير شرعي وغير قانوني.
ممكن أن تكون السلطة مخطئة في إجراءاتها، إلا أن الديمقراطية تستوجب انتظار المدة المحددة، ومن ثم الذهاب إلى صناديق الاقتراع لمحاسبة المذنبين.
بهذا الشهر الفضيل يجب أن نشارك الفقراء والمساكين مشاكلهم، يجب أن نفهم أن نهايتنا جميعا واحدة، مثوانا في الدنيا قبر بطول مترين وعرض متر واحد.
حكومتنا أنشأت 23 مطاراً خلال 11 عاما، ليصل عدد مطاراتنا إلى 49 مطارا، وسنفتتح المطار الخمسين خلال الأيام القليلة المقبلة ان شاء الله .
تركيا أصبحت دولة قوية ولها القدرة على تحديد ملامح الأجندة الدولية، حكومتنا قدمت مشاريع كبيرة وحسنت أوضاع المعيشية لخدمة المواطن والبلاد.
أن حزبنا يبذل كل ما في وسعه لخدمة الشعب التركي بأكلمه، وليس من انتخبه فقط، وهذه من سمات الأحزاب القوية التي تريد التقدم والرفعة لبلادها .
ان لم نتعاون ونتكاتف مع بعضنا البعض، ونكون كشعب تركي متماسك، سنخسر مستقبل بلادنا، فعلى مجتمعنا ألا يسمح لدعاة الفتن بشق صفنا ووحدتنا .
الأغلبية لا تعني عدم الاكتراث بالأقلية، في الوقت ذاته لا يحق للأقلية أن تجبر الأغلبية على فعل ما يخالف القوانين.
كل فرد يعيش على الأراضي التركية يحق له استخدام الحريات التي تكفلها له القوانين والدساتير.
تركيا هي مُلك لـ 76 مليون تركي يعيشوا معا في مكان واحد رغم تعدد مشاربهم وأعراقهم، وليست ملكا لفرد واحد أومجموعة يفعلوا بها ما يشاؤون .
خطتنا أن نصل بتركيا إلى هدفها المنشود بالدخول ضمن أقوى 10 دول في العالم عام 2023 إن شاء الله .
مسيرة إحلال السلام مع الأكراد تسير كما أعددنا لها، وستعطي نتائج إيجابية، سنوقف الدماء، وسنوقف الدموع المسالة في المنطقة إن شاء الله .
حرصنا على اقامة علاقات الطيبة مع الجميع، وعملنا على رفاهية المدن والمواطن، وتقوية أواصر الترابط بين جميع فئات الشعب التركي بمختلف طوائفه.
الكثير من المؤامرات تحاك ضدنا ولكننا سنحبطها جميعا إن شاء الله، وستبقى تركيا القوية يرتفع صوتها يوما بعد يوم في الساحة السياسية العالمية.
أن حزبنا وحكومتنا ليسوا إلا خدما للشعب التركي، اننا منذ أن تولينا السلطة نتعامل مع الأمانة التي أولاها الشعب لنا على أنها أمانة مقدسة.
لا يمكن لأي يد ان تمتد على الأمانة التي وكلنا بها الشعب، فالشعب نفسه هو صاحب هذه الأمانة، هو الذي يعطيها، وهو الذي يأخذها.
هناك أشخاص يعجزون عن تحقيق ما يريدون عبر الصناديق والانتخابات فيلجأون إلى العنف ونشر الفوضى لتحقيق أهدافهم.
لقد وصلنا ببلادنا إلى ما هى عليه الآن بالانتاج والعمل الدؤوب، ان نجاحنا لم يكن على الإطلاق بإثارة التوتر أو الاستقطاب.
ليس من شيمنا الانخراط في أي اشتباكات أو مواجهات التي تعيقنا في تحقيق التنمية، لأن ليس لدينا الوقت لذلك.
أننا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن رغما عن اللوبي الكبير من المصالح الذي كان يحكم البلاد، وأننا مستمرون في العمل من أجل تقدم تركيا.
لن تستطيع أي قوة مهما كانت عرقلة تقدمنا الذي بدأناه منذ فترة بفضل جهود أبناء شعبنا التركي العظيم.
أقول لكم وكل صراحة : إن انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي حاجة أوروبية قبل أن تكون حاجة تركية.
كثير من دول أوروبا تمارس في سياساتها التمييزالعرقي والديني، بينما تنفتح تركيا على جميع مكوناتها العرقية والدينية.
بعد إغلاق ملف ديون تركيا لصندوق النقد الدولي، أغضب الشريحة التي تربّت على مقدرات الشعب والبلد واستولت على مقدراته في تلك الحقبة.
الشريحة التي كانت لها اليد الطولى في مقدرات تركيا، تسببت بديون ترتب عليها فوائد بلغ مجموعها 23 مليارا ونصف مليار دولار أميركي.
أن حكومتنا قامت بسداد ديون تركيا وخلصتها من فوائدها، بل أصبحنا نمتلك الآن فائضاً نقدياً في مصرفنا المركزي بلغ 130 مليار دولار أميركي.
حزب العدالة والتنمية زرع مليارين و800 مليون شجرة في العشرة سنوات الماضية، إيماناً منا بأن البيئة النظيفة تعني الحضارة والنظافة والثقافة.
لا نعترف بأي قرار يتخذه البرلمان الأوروبي بشأن المعلومات الخاطئة المتداولة عن تركيا في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
دفعنا الديون "23.5 مليار دولار" المستحقة علينا لصندوق النقد الدولي، وحققنا فائضا في احتياطي البنك المركزي بمقدار 135 مليار دولار.
أنشأنا جامعات في جميع الولايات التركية ولم يبقى ولاية بدون جامعة، وخلصنا تركيا من مستنقع الديون.
المحجبات هن الشريحة الأكبر التي تضررت في عهود ما قبل حزب العدالة والتنمية فتركيا تشهد اليوم سابقة في مجال الحريات.
من مدونته الشخصية بتويتر
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها