تحطيم جدار السلطة !!
التمرد على السلطة مهما كان بسيطاً وغير مؤثر ومستحقاً, يظل كارثياً عند السلطة, ، لكنه يظل حلماً جميلاً ومستمراً لدى الباحث عن تحطيم حدود هذه الدكتاتورية المفتعلة، والتي تظل من أوائل مسؤولياتها محاصرة هذا الشخص لضمان عدم خروجه عن سلطتها،ونصها الذي ينبغي أن يقرأ كما هو.
الهروب من سلطة الآخرين سيظل ممتداً من الطفولة وحتى نهاية العمر... فالزوج المتمرد يرفض السؤال المستديم من زوجته (من يتصل بك؟ ومع من تتحدث؟) وكذلك الزوجة تتمرد أحيانا على سلطة الزوج , وهي قادرة على تكسير هذه السلطة، حتى وان بدت ضعيفة، ومغلوبة على أمرها.
و الكاتب أيضا يحلم في أن يخرج على السلطات المحاصر بها من خلال سلطة الجريدة، وسلطة المجتمع والرقابة الخاصة به, والتي تربى عليها وظلت معه حتى إثناء تداخل فكره و تمازجه مع الطرح الفعلي للكتابة، فيظل حالماً بتجاوز هذه المحاذير التي تزداد من خلاله هو، ويزداد رضوخه لها كلما ازدادت خبرته بالكتابة، وتنامي وعيه بمفهومها الحقيقي، لذا قد نجد للبعض كتابات خاصة بهم تظل بعيدة عن مقص الرقيب وسلطته القاسية بلغة ومفردات يزداد جمالها وهي تتشكل في دائرة الخصوصية.
اعتيادية الحياة قد تدفع أحيانا الإنسان إلى التمرد وممارسة العكس, وتجاوز ما هو مكرر وممل ومفروض, فسلطة العمل اليومي وتحول الإنسان الى آلة تدفعه أحيانا لكسر هذه الروتين, إما بالإجازة الطويلة، أو القصيرة، أو الاستئذان وممارسة اللاشيء لتحدي هذا الممل المكرس يومياً.
فسلطة الطبيب التي يمارسها على المريض من خلال لا تأكل هذا واكل ذاك، والتعامل معه بصرامة، قد تدفع المريض إلى التمرد وتحدي كل هذه التعليمات، والهروب من سلطة الطبيب حتى وان كانت هذه السلطة عادلة وتتمنى لك الخير.
المسئولون أحيانا يحلمون بالخروج على قوانين السلطة التي منحت لهم, ولكنها مكبلة لحركتهم, وكاسرة لبساطتهم التي كانوا يعيشونها, فهم يحلمون بالخروج مع الناس الى الشارع، والتسوق أحيانا دون حراسة، والجلوس في أماكن يرتادها الناس الذين يرضخون لسلطتهم، والخروج على كل سلطة تحكم هذا المنصب...
و بين من يحلم بتحطيم جدار السلطة ، والمحطم لأسوارها تظل ملامح الحياة بعيدة عن ذلك، ويظل تلاحق الأزمنة، والإحداث والتركيبة الإنسانية تدفع الفرد إلى عدم الشك في قدرته على أن لا يكون ضمن طابور يمشي على تلك الطريق, دون أن يعلم لماذا تلك الطريق؟ ولماذا هو بالذات ضمن هذه الطابور؟
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها