صراع المشاريع في الجنوب
تعدد الهيئات وتنوع ادوات النضال يشكل ديمومة بقاء قوة وحيوية الحركة السياسية الجنوبية التي مازالت ناشئة اي لا يتجاوز عمرها قرابة سبع سنوات ، و مكونات الحراك الجنوبي مهما اختلفت تسمياتها يجب ان تضع الجنوب اولا قبل الفصيل او المكون الذي ينتمي له ، فاللاسف يحاول البعض الإصرار على فرض راية باحتكاره ادعى تمثيل الجنوب ، واذا لم يجد اجماع حول ما يريده والقبول بما اتفق عليه لا يتراجع في إصدار بياناته من اجل القبول بما يريده تحت مسميات مختلفة فمثلا اللجوء إلى محاولة تعطيل فعالية ماء من خلال الدعوة لفعالية نقيضة وهكذا ؟؟ ، ومع احترامي وتقديري لنضالها ومشروعها السياسي .
وبالمقابل لا بد من استشعارهم بأهمية الحفاظ على وحدة ابناء الجنوب في الداخل والخارج ووضع مصلحة الجنوب قبل المكون الذي ينتمون اليه ، فلا ضير من خطوة وحدة اداة المكون الجنوبي الحامل لمشروع تطلعاتهم واهدافهم اذا كانوا فعلا يطرحون الجنوب كاشعب وهوية و وأرض سلبت اعينهم ؟ ولا اجد هذا الاستنفار مبررا لمجرد ان حسن باعوم الذي بلا نفسه بلائا حسنا منذ يوم 7 يوليو 1994م على موقف صلبا لدرجة اصاره على كتابة عنوانا للجنوب وقضيته بدم قلبه ، فغلطة (باعوم) انه زار السعودية وادرك تماما أن (حسن) الذي عرفانه منذ 27 ابريل 1997م في يوما تأريخي مشهود وماسبقه من تفاوض مع ممثلين للنظام ورسالته المختصرة في جملة واحدة لمحافظ حضرموت الأسبق (الخولاني) التي بعثها عبر مدير الأمن الأسبق لحضرموت اللواء علي ناصر لخشع حين قال له : (قل للخولاني لن نتراجع عن تنفيذ فعاليتنا وسنواجه رصاصكم بصدورنا ) ، و كما يبدو ظروف علاج (حسن) والاعاقة الصحية وانتقاله للعلاج في أحدى مستشفيات السعودية ومرافقة اولاده معه وضع طبيعي وإضطراري وماوصلنا له حاليا يدور حول شبهات ما أثناء الزيارة أجزم أن (حسن الأنسان والصلابة والموقف )بعيدا عنها ولا يوجد لدينا ماثبت عن تسريبات حصول أولاده على أموال والمتهم بري حتى تثبت ادانته ؟؟ والسئوال كما تساوي الأموال مقابل تضحيات باعوم الأب؟؟
طبيعتنا الجنوبية غير موضوعية وبلا اخلاق في تعاملنا مع بعضنا ضنونا سيئة للغاية وأكثر حقدا ونقمة وذاتية ومسوقين للأشاعات المغرضة والسوداء بدون حساب
طريقة تفكيرنا وأدارتنا لحوارتنا لا تدل على نفسيات متسامحة ، ومشكلتنا لا نريد ان نعترف بإخطائنا لنبداء صفحة جديدة بأساسات متينة قائمة على التوافقات و ثقافة التنوع وقبول الأخر شعارها (جنوب جديد لكل وبكل أبنائه) قولا وعملا .. مرحلة انبعاث لمشروع اجماع لميثاق وطني مرجعيته تقافة وطنية على قطيعة ولو حتى بنسبة 50 % من ثقافة وفكر ادارة أدوات سلوك الماضي بكل تياراته اذا اردنا بناء وطن معافى الى حد ما من اخفاقات رافقة المرحلة السابقة (حكام ومعارضين للحكم )
ان تجربة التوحد على هدف ومشروع سياسي وبرنامجي موحد لجميع تكوينات الحركة السياسية الوطنية الجنوبية تستطيع الامتداد على الارض الجنوبية بخطوات ثابته وانتصارات سريعة تكبح جماح التمزق والتشظي وينظر اليك شعبك بثقة وأمل كبير، ويتساقط الباحثون عن مناصب قيادية ويبقى الحضور الميداني من خلال التضحيات وتقديم الأفكار النيرة خدمة للقضية التي استشهد من اجلها شباب الجنوب ، فالذي يحترم الدم الجنوبي يناى بنفسه عن ثقافة الأحتكار وفرض الصوت الواحد ، ويقبل التنوع وينفتح على الأخرين التي يفترض ان تسخر للقوى الحية الأمينة والصادقة . ثمة قوى اجتماعية تجرفها تيارات المارد الجنوبي (البروليتاري ) الذي يحاول اليوم توزيع ركائزه بين الحراك الجنوبي والامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام فيما جذور الوسط الاجتماعي الثقيل على امتداد الجنوب خارج المعادلة الجنوبية.
اتمنى ان يعي ابطال الاحتكارات السياسية اعادة تنظيف أفكارهم واستيعاب الكل في اطار الجنوب ونتحاشى موروث الدمج القسري بمشروع جديد إصلاح مسار (الشتات)الجنوب الوطني الأجتماعي بمنطلقاته الخلاقة في ثوب ناصع البياض يحدد معالم واسس شكل البيت الجنوبي الجديد وطبيعة نظامه القادم درا للترويجات والتخريجات والدعاية السوداء بتنوعها الثقافي والاقتصادي لطمأنة المتأخرين في ركب القطار الجنوبي وليس كذلك فحسب بل ازالة ما تبقى من ترسبات السياسات الخاطئة في جمهورية ما بعد الاستقلال منذ 1967م ، وما رافقها من دورات الصراع الجنوبي الجنوبي وكفى.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها