آخرة الربيع العربي عسكر!!

بعدما يسمى الربيع العربي أصبحت مهنة رئيس الجمهورية مهنة من لا حول له، واصبحت مهنة الثورات مهنة من لا مهنة له.

عاطفتنا الصحراوية المشتعلة كعرب جعلتنا امة لا توسط عندها اما نرقد رقدة اهل الكهف ونهتف للحاكم بالروح بالدم نفديك ونصمت تحت بطشه ثلاثين سنة أو نخرج على الحاكم وما له الا سنة واحدة

ونقول عليه الطرطور والخروف ..، ونتعامل معه كسلعة اشتريناها وبعد فترة اكتشفنا انهم غشونا بها فقررنا ارجاعها ونعتبر ذلك من ممارسات الحرية والديمقراطية ونتناسى أن مجيء هذا الرئيس إلى الحكم اصلا جاء عبر انتخاب يعني ممارسة حرية وديمقراطية !!

وقد شدت انتباهي لافتة مصرية ساخرة تقول : " احنا الشعب الوحيد اللي ممكن يتفرج على مسلسل تركي 450 حلقة ومش قادرين نصبر على الرئيس 365 يوماً، اعتبره مهند يا اخشي ".

مبارك جلس ثلاثين سنة ومرسي سنة والذي بعده ثلاثة اشهر والذي بعده شهر وبعدها لما يعوز الشعب رئيس يروح الجولة ويدور على رئيس باليومية.

يقولون الشعوب استيقظت وصارت تحرك الحاكم بدلا من أن يحركها ولكن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، يعني جواب نهائي كم ثورة يحتاج العرب حتى يعقلوا ويهدأوا ويتفقوا ويلتفتوا لمعاناة شعوبهم ومعالجة اوضاعهم الاقتصادية ؟!!

بالنظر إلى العالم ماذا يمثل هذا الوطن العربي سوى شعوب واحزاب ودول فارغة بلا عمل كلما صفت غيمت لا تهدأ من الحروب ولا من الثورات ولا من الضجيج الفارغ وأناس يقتاتوا الوهم والشعر والخطب والجنون وامتطاء البطولات وحب الظهور وبناء الصراعات وملء اوقاتهم بأي شيء .

وبعدين مافي داعي اصلا لصندوق الانتخابات ممكن التصويت على الرئيس مباشرة عبر صفحات الفايسبوك أو تويتر اعجبني أو لم يعجبني إذا اعجبك كمل فترته ما اعجبك رجعته المحل وجبت واحد غيره !!!!

ما اسهل الكلام على المتفرجين الذين يدير صفحة في الفايسبوك أو تويتر ليس كالذي يدير دولة .

المبالغة في تحقير ولي الأمر والاستهزاء به وسبه يسيء اولا واخيرا إلى الحرية والديمقراطية التي اختار بها الشعب هذا الرئيس.

شيء آخر مهم وهو انك عندما لا تريد هذا الرئيس لا تنكر حق غيرك ممن يريده ؟ خصوصا عندما يكون هؤلاء كثيرين، حتى لو واحد أو اثنين لا تصادر عليه حريته في اختيار هذا الرئيس بدعوى ممارستك لحريتك في كراهيته فالبلد للجميع.

اسوأ ما في الربيع العربي انه انتج غوغاء ورويبضات يعتبرون الاساءة والسب والعنف وامتهان الآخر حرية.

استمرار الثورات بهذا الشكل سيعزز القناعة التي يرددها البعض من أن الشعوب العربية لا تستقر إلا بحكم عسكري.