الى انصار الحراك: إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تضج صفحتي على الفيسبوك وغيري بالمئات من التعليقات _المسلحة _التي توزع التهديدات والاتهامات بالخيانة وتقدح سبا وشتما بالآخرين من قبل انصار الحراك للمختلفين معهم في الرأي ويسلكون طريقا اخر غير طريقهم حتى غدا هذا سلوكا وثقافة يتميز بها انصار الحراك دون غيرهم .
بكل اسف فإن الاسفاف اللفظي والسقوط الاخلاقي الفضيع اصبح سمة بارزه لانصار الحراك وبإمكانك فقط ان تزور صفحة من صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي او تكتب منشورا لا يتوافق مع رأيهم لترى مئات التعليقات التي تضج بالسب والشتم والتخوين والتهديد معا .
اعتقد ان سلوك كهذا يكشف عن أزمه نفسيه يعاني منها هؤلاء كنتيجة لانفصام نكد بين الشطط في الاحلام والواقع كما انه من ناحية اخرى نتيجه لطبع الخبث فإن ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﺒﺚ ﻭﺍﻟﻠﺆﻡ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﻢ،
ﺍﻟﺴﺐ، ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺎﺣﺶ، ﻭﺍﻟﺒﺬﻱﺀ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ) :ﻭﺍﻟﺒﺬﻱ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻳﺴﻤَّﻰ
ﺳﻔﻴﻬًﺎ؛ ﻷﻧَّﻪ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﻔﻖ ﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ ﺇﻻ ﻓﻲ
ﺟﻬﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ،، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ( .
الفكر الحامل للقضايا العادله ينعكس على سلوك واخلاق من يحمله الاساءات اللفظية هي اساءة للقضية ذاتها ، تحرير الاخلاق اولا قبل الحديث عن الحق والقضية . القضية الجنوبية اسمى من اساءاتهم ويستحيل ان يكون صنفا كهؤلاء حاملا لها او صوتا معبرا عنها .
الاعجب انك لن تجد في اوساط الحراك من يشنع عليهم هذا السقوط الاخلاقي وكأن البذائه قد اصبحت شرطا للانظام للحراك ودليلا على صدق النضال .
انتشار ثقافه كهذه هي خطر على كل المجتمع ويجب على _العقلاء _التوعية بمخاطرها والتحذير منها فسقوط الاخلاق سقوط للأمم والشعوب وليس للاشخاص او القضايا فحسب ،
فإنما الأمم الاخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبو ،
واذا ما استمر الحال هكذا فليقم اصحاب الحراك على نفسه مأتما
واذا اصيب القوم في اخلاقهم "
فأقم عليهم مأتما وعويلا .
يا قومنا لستم وحدكم من تمشون على ظهر الارض هناك امم امثالكم يشاطرونكم نفس المعاناة ويتجرعون ذات الألم لكنهم لا يؤمنو بافكاركم لهم حق ابداء الرأي وإن خالف هواكم ،تركو الميدان لكم احتراما لعدالة القضية وحرصا على عدم الاصتدام بكم ،وليس جبنا او خوفا أو قلة في العدد ولو خرجو لملأو وهاد واودية وجبال عدن وبقية المدن ، ليس ثمة ما يشير _على وجود اقليه وأكثريه _حتى الآن _ عبر اليات يمكن للمرء ان يحكم من خلالها فكفى تبخترا على الارض وتصعيرا للخد وتخوينا للغير رفقا بهذه الارض فما عادت تحتمل مزيدا من النكبات .
انا ومثلي مئات الالاف من ابناء هذه الجغرافيا نناضل لتصحيح حلمنا الوحدوي ونرى امكانية حل القضية الجنوبية في اطار الوحدة التي يمكن اعادة النظر في طريقتها بما يحفظ الحقوق لكل ابناء الوطن هذا رأينا .
نحن لا نبتدع من ذواتنا ولا نغرد خارج السرب بل نستمد موقفنا من اهداف ثورتنا اكتوبر ونسير على خطى ابائنا المناضلين الاحرار الذين بذلو من دمائهم واموالهم ثمنا لهذا الحلم الاسلامي الكبير .
الخائن الحقيقي_ان صح الوصف _ هو من يتنكر لنضال ابائه بل هم الانقلابيون على اهداف ثورة اكتوبر وأهداف نضال الاجداد الذين سطرو اروع الملاحم من اجلها ودفعو من دمائهم ثمنا لها وتركوها وصايا خالدة لنا لنكمل مشوار نضالهم عل اعينهم تقر بتحقيق اهدافهم ولو بعد الممات .
ماذا لو أن الشهيد علي احمد ناصر عنتر اطل من عالم البرزخ وشاهد ثلة من ابنائه واحفاده وهم ينهشون في حلمه ؟ ويوجهون رصاصهم لاغتيال عيد ميلاده ؟؟. ماذا سيقول عنتر وهو صاحب الاضاءة الخالدة :
((ناضلنا من اجل هدف شريف وإنني اعتبر يوم تحقيق الوحدة اليمنية هو يوم عيدميلادي )) لم يكن عنتر قد اصابه مس حين قالها ولم تكن حسابات خاطئة لابائنا الاحرار _كما يحاول ان يصورها انصاف المثقفين وادعياء النضال اليوم _ كلا بل كانت اهدافا عظيمه نقشت في قلبوهم وعاشو من اجلها ومتزجت بدمائهم في شبر من ثرى الوطن
قاتل عيد الميلاد هو عفاش وقد رحل وانتهى فلا تقتلو حلمنا يا احبائنا مرتين .
٢٠ عاما كانت الوحده هي الضحية فيها لأخطاء البشر قبل الأنسان الجنوبي . الوحده لا تتحمل اخطاء البشر ، هل ثمه من عاقل يزعم ان الوحده خطأ او يتصور انها جريمة .الحق ان طريقة الوحده والممارسات العنصرية التي تلتها هي مكمن الداء . وهو ما يجب البحث عن البدائل لها . ما الذي يمنع من تغيير شكل الوحده ؟؟ الم نجرب الانفصال فأثبت فشله وعاش الشطرين في صراع دائم وجربنا الوحده الاندماجية ففشلت ؟ الا يقتضي المنطق والعقل البحث عن حلول اخرى بدلا من استجرار تجارب ثبت فشلها ؟؟ هذا ما ندعو اليه ونناضل من اجله وهذا ما يبحث فيه مؤتمر الحوار الوطني الذي يعد ثمرة من ثمار الحراك الشعبي الجنوبي وثورة الشباب التي جاءت على خطى اهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر
نم قرير العين يا عنتر انت ورفاقك فما زال من احفادك من يناضل من اجل عيد ميلادك
وميلاد كل الشعب ولم ينقلب على اهدافكم او يتنكر لنضالكم وتضحياتكم وذات يوم ستشرق شمس الضحى على الوطن وقد استعاد عافيته ونهض من كبوته بفضل سواعد ابنائه الشرفاء .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها