زعيم بلا زعامة..!
بين الفينة والأخرى تطل علينا وسائل إعلام ( صالح) وعائلته بلقطات ترصد تحركاته ونشاطاته، تحت مسمى ( الزعيم).. فمرة التقى الزعيم.. وأخرى حضر..وهكذا..والملاحظ أن إطلاق لقب ( الزعيم) على ( علي عبد الله صالح) قد قوبل باستياء شعبي وثقافي واسع بما في ذلك في أوساط المؤتمر الشعبي العام .. والسئوال الذي يفرض نفسه.. هل يستحق ( علي صالح) لقب الزعيم؟..في الحقيقة كان سيستحق اللقب لو أنه سخر جهوده وإمكاناته لخدمةً شعبه، بدلاً من تسخيرها لصالح أسرته .. فهو لم يعمل أشياء ترتقي إلى درجة أن تخلد في ذاكرة الأجيال حتى يطلق عليه لقب ( زعيم) .. هذه الإجابة هي أكثر الإجابات التي قد تواجهك في حال ما قمت بعمل استطلاع مبسط حول هذا الموضوع..والشاهد انه وعلى مستوى الوسط المؤتمري أيضا هناك من يتبنى مثل هكذا طرح.. بل حتى على مستوى إعلاميو صالح أنفسهم الذين ينطقون هذا اللقب بحياء ملحوظ من خلال قراءتهم لنشرات الأخبار عبر قناة ( اليمن اليوم) التابعة لنجل صالح..
معروف أن لقب ( الزعيم) يطلق في العادة على الأشخاص الذين تركوا بصمات في تأريخهم .. وحققوا إنجازات لشعوبهم وأمتهم .. (فمارتن لوثر كينج) مثلاً حرر الزنوج من التمييز العنصري، و( ابراهام لينولكن) حرر العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية من الاضطهاد، و (مانديلا) كذلك قضى على حكم التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، بعدما ظل في السجن لسنوات طويلة.. وبالتالي نال لقب ( الزعيم ) بجدارة.. ايضاً الأمر نفسه بالنسبة للزعيم الراحل ( جمال عبد الناصر) والذي نال لقب ( الزعيم) تقديراً وتكريماً لدوره الرائد ولمشروعه القومي العربي التوحدي العظيم..
ختاماً.. لقد أنتهت سلطة الرجل وهذا ما ينبغي أن يعيه (صالح) وأنصاره، وأعضاء حزبه، فلم يعد هناك زعامة يتزعم عليها زعيمهم، وبالتالي يجب على وسائل الإعلام الممولة من صالح ونجله أن تكف عن الضجيج المفرغ .. فأي زعامة تتحدث عنها تلك الوسائل والبلاد لم تشهد استقرار منذ أن تربع صالح على كرسي السلطة العام 1978م؟! عن أي زعامة يتحدثون عنها والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية تشهد كل يوم تراجعاً للوراء؟ أي زعامة والبلاد مهددة بالتمزق والانفصال؟! .. على أسطوات إعلام ( صالح) إدراك حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد وان تتبنى توجه إعلامي وخطاب يواكب المرحلة ويخدمها لا أن يعقد الأوضاع ويثير المشاكل و يوسع رقعتها.