الدولة المدنية على شفى طلقة !!
من المؤكد انه لا توجد أدنى علاقة بين الدولة المدنية وفوهات البنادق و زمجرة الرصاص,, فيا لبعد الثرى من الثريا ..فقد ظننا لوهلة بأننا قد بدأنا نضع أقدامنا على الطريق الصحيح إلا أننا فوجئنا أن خطواتنا مرتعشة وطريقنا ملئ بالفخاخ,, وبدلا من نخطو للأمام خطوة رجعنا إلى الوراء ألاف وآلام الخطوات .العالم من حولنا يتباهي بتقنيات المعلومات وتقدم العصر الرقمي ونحن وبكل فخر نتباهي بموروثات العصور البدائية القائمة على شريعة الغاب والقوي يأكل الضعيف.
للأسف في هذه الأيام بالذات تجسدت هذه البدائية المفرطة في القبح في ظل غياب الأمن وانتشار حمل البنادق والأوالي فوق الظهور وطغى السلاح على التفكير العقلاني والرأي السديد .. فثقافة السلاح التي تفشت بين الناس ,وخاصة الشباب والمراهقين, ثقافة كشفت عن بذاءاتنا وسوءاتنا وبدائيتنا .. ثقافة منحطة وضعتنا بين وطن العصور البدائية ووطن ينشد الانعتاق منها لعصور العلم والفكر والحداثة,, وضعتنا بين عصور التوحش ووطن يغوص في الهمجية إلى وطن ينعم بالعقول الواعية الرزينة,, إنما يبدو ان كل ذلك صار وهما نعيشه والحقيقة أننا متخلفون بالفطرة ويبدو ايضا أن المستحيل بعينه هو أن نتغير ونبدل ولو مسافة انملة ..
فمن يا ترى أسس هذه الثقافة الوحشية ونشرها في أوساط المجتمع؟ لماذا تسيدت هذه البشاعة على الجميع؟ وهل حمل السلاح قوة أم مداراة لعدم إحساسنا بالأمان النفسي ومحاولة إظهار شجاعة وهمية بينما في باطنها خوف دفين؟لماذا بدلنا ثقافة التعليم والمعرفة بوحشية الرصاصة والقنبلة؟ من الذي أسس لهمجية كهذه واستبدل الشباب الحقيقي بشباب أشبه إلى حد كبير ب (وحوش) لا يعون ولا يفكرون إلا بعقلية أصحاب الكهوف ودياجير الموت , وان حدث واحد ما ضايقهم صوبوا له فوهة البندقية على أتفه الأسباب.ما الذي يحدث لنا في اليمن بالضبط ؟لماذا صار الموت والقبح والبشاعة والتعصب هم ما يميز تعاملاتنا واختفى التسامح والتصالح مع الذات ومع الآخرين؟هل هذا المدنية التي نريدها , مدنية بلون البارود والدخان والرماد والزمهرير؟؟
لماذا أيتها القوى السياسية المتصارعة والمتناطحة أوصلتمونا إلى هذا المنحنى القاتل, منحنى أنا ومن بعدي الطوفان,منحنى صوت الرصاص وفوهات البنادق وأخفيتم صوت الفكر والعقل؟خافوا اله في الناس وفي هذا الوطن الغالي ولو حتى قليلا.
ثقافة السلاح هذه دليل واضح على البدائية والجاهلية والتخلف الذي استوطن نفوسنا منذ زمن وزرعها فينا من يستلذون بروية دم الأخوة تُسفك هباء منثورا, والمصيبة الكبرى أن من يحمل لواءها شباب من المفترض أن يكونوا حاملي مشاعل علم وفكر تنويري لبلد مظلم , لا ان يتحولوا لأداه ظلال وظلام ودمار في يد من لا يخافون في بلدهم إلاً ولا ذمة ولا عهدا ولا ميثاقا.
الفشل الحقيقي ليس في السقوط أو الإخفاق في مشوار الحياة بل هو التراجع الى الوراء والتقهقر إلى الخلف آلاف الأميال في حين أننا نظن أن في التراجع قمة النجاح..وحسبنا الله ونعم الوكيل
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها