النشّاد الأبكم!
خبر ظريف صدر باسم مكتب الأستاذ عبده الجندي ينفي فيه ما تردد عن اعتداء مرافقيه على مواطن في جولة الجامعة الجديدة.. وإلى هنا والكلام مفهوم لكن الخبر اختتم بموعظة تدعو وسائل الإعلام إلى تحري المصداقية والموضوعية، وعدم نشر أخبار كاذبة ومعلومات مغلوطة! وكما هو واضح فالكلام رومانسي ودراما هندية فاقعة يجبر الإنسان على البكاء تأثرا واستنكارا لفعلة هؤلاء الذين أساءوا لنفس حساسة رقيقة لا تعرف الكذب والتهريج أبدا.. وكل كلامها تسبيح، وتنفسها ذكر لله، ونومها عبادة ويقظتها حج وبيع مسابح!
أما الجزء المسلي فواضح في الخبر.. فأخيرا صار للجندي مكتب ولا الزعيم، فهو لا يجدها فرصة لعقد مؤتمر صحفي أو يظهر في التلفزيون لإلقاء موعظة: لا للكذب.. نعم للموضوعية! ويكتفي ببيان من مكتبه مصاغ بأدب مثير للريبة أن الحادثة صحيحة أو لها أصل.. كما أن الملحوظ أن البيان لم يذكر أول جمعة في رجب وما حدث فيها من وقائع وخاصة تفجير مسجد دار الرئاسة الذي ليس له مثيل حتى في حادثة قتل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما اللذين قتلا بطنعة وليس بانفجار عالمي!
سنحتاج إلى وقت حتى نعرف سبب عدم استغلال الواقعة وتحويلها إلى مؤتمر صحفي مباشر.. وسنحتاج إلى كرامة حتى نعرف سبب هذا الأدب المريب الذي نزل على الجندي وجعله يفضل السكوت وينيب عنه مكتبه بدلا من أن "يشنتح" بالمعارضة!
في العادة المألوفة في عالم الحصان إن الأعوان إن لم يحصلوا على حق أبو أحمد وحق ابن أبو أحمد يبدأوا بإبداء الاحتجاج السلبي على طريقة المضربين عندما يلبسون أولاً الشارات الحمراء قبل أن يبدأ الإضراب الجزئي وصولاً إلى الإضراب الشامل! وخبرة الزعيم يبدأون احتجاجاتهم بإظهار الخشوع والأدب والإعراض عن دور البودي جارد أو البلطجي.. ولهذا لا يستبعد أن الأدب هو الشارة الحمراء التي أبداها الجندي احتجاجا على شيء ما من حطام الدنيا.. وإذا لم تصل رسالته فتوقعوا أن يبدأ بالإضراب الجزئي أو التنديد بمجزرة جمعة الكرامة ودعوة الرئيس هادي إلى التحقيق فيها مع كل المشتبهين، عارضا استعداده للتعاون مع أي لجنة محلية أو دولية!
لسنا وحدنا الذين فاجأتهم حالة الأدب الذي فضلوه على الزلط؛ فحتى في عرين الزعيم سوف يتقدم إليه مساعد ذكي وهو يقول:
-مصيبة يا فندم..
-إيش جصل؟ محطة الكهرباء رجعت تشتغل؟
- أسوأ وألعن.. عبده الجندي يندد بعدم المصداقية والكذب ونشر المعلومات المغلوطة!
فيرد عليه الفندم: ليش مريض أو قامت القيامة؟
- والله مش عارف.. إيش رأيك تسأل أمين الصندوق؟
•••
لأول مرة نعرف أن الإعلام الرسمي اليمني تم اختطافه وتحويله إلى بوق لخدمة مخطط أعداء التسوية والحوار.. أو هذا ما يفهم من الحملة المستمرة على الإعلام الرسمي الذي لا نقول إنه قد تجاوز سلبيات الماضي؛ لكن وصفه بأنه مختطف رغم أنه انفتح للجميع ليشاركوا فيه ويقال فيه ما كان محرماً قبل أقل من عامين ليس دقيقاً؛ وإلا ماذا سنسمي الإعلام الرسمي في عهد المخلوع ووزراء إعلامه؟ أقل شيء سيقال إنه إعلام .. مغتصب!
الذي كشف أن المستاء الحقيقي من الإعلام الرسمي، وهم الذين اغتصبوه سابقاً، أن صحيفة الميثاق حاولت قبل يومين أن تمارس المدافع عن الرئيس هادي فزعمت ان الإعلام الرسمي يهمل أخباره، ويقف ضد الحوار الوطني والقضية الجنوبية وقضية صعدة!
إبداء الغيرة على الحوار وصعدة والجنوب غير مقنعة عندما تأتي ممن كانوا إعصاراً ضد الانفصاليين والحوثيين الاثني عشرية كما كان يصفهم.. أما الغيرة على الرئيس هادي فيمكن أن تكون صادقة إن اهتمت "الميثاق" بالدفاع عن أمين عام حزبها والنائب الأول لرئيسه الذي يتعرض للبهدلة والإهانة في صحف يمولها ابن الزعيم دون خوف من "الميثاق" وأشاوسها الذين لا ينامون الليل حزناً من إهمال الإعلام الرسمي لأخبار رئيس الجمهورية!
حتى في الكذب تدهور وضعكم.. إذن فبطن الأرض أفضل لكم!
•••
صدقت توقعات البعض أن تخفيض أسعار خدمة الإنترنت سوف ينتج عنها تدهور مستواها، والحمد لله الأعذار موجودة ببلاش!
الأخ وزير المواصلات والاتصالات: أعيدوا الوضع كما كان سابقاً.. ولكم الشكر الجزيل!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها