مقالات
الجمعة 14 يونيو 2013 11:29 مساءً
المغرر به!
هناء ذيبان
لا شك أن الاعتراف بالمشكلة من قبل صاحبها, والمتضرر منها هو البداية لعلاجها, لذا كان من شروط الشفاء من المرض حضور المريض بنفسه إلى الطبيب, فهذا دليل على اعترافه بمرضه, وانه يحتاج للدواء الذي سيؤتي ثماره عاجلا أم أجلا, هذا الأمر ينطبق على تهمة الإرهاب التي تلصق بأبنائنا...
فكيف يمكن لطرق العلاج التي انتهجتها الحكومة أن تأتي بالشفاء, وخطابنا نحن المحيطون بهم لا زال غير معترف بالمشكلة!!
إننا ما فتئنا نبرر عملهم هذا بأنه لم يصدر منهم عن قناعة, وإنما هناك من يستغل فيهم ثورة الشباب, ويدفعهم لعمل هذه الجرائم المشينة, فهم من المغررين بهم ولا حيلة لهم!!
لا شك أن أفعال البعض منهم قد تكون نتيجة طيش, وتهور لكنها في النهاية تعني صدورها من عقولهم, بل أننا تناسينا أن هؤلاء المغرر بهم يستغلون أيضا من قبل أبنائنا, بينما خطابنا غالبا ما يركز على أن صغارنا وكبارنا مغرر بهم من قبل جهات, وإفراد خارجية, تريد تدمير هذا الوطن, وكأننا بهذا الخطاب نعطيهم الشرعية الغير مباشرة لا فعالهم, بتلميحنا إلى أن عقولهم كانت ملك لغيرهم, يسيرها حسب هواه...
للأسف هذا هو خطابنا مع أبنائنا, ونحن من ابتدعه, واعتدنا عليه في تبرير كل عمل مشين يقومون به, فعندما نتحدث عن قضية تحرش الشباب بالفتيات مثلا, فإننا نبرر عملهم هذا بان الفتيات هن السبب ,فهن من دفعن بهم لهذا العمل الغير أخلاقي , عندما اظهرن من زينتهن ما دفعهم للتحرش بهن...
إننا بعملنا هذا أعطينا الشرعية للتصرفات المشينة, وبرئنا الفاعل من ارتكابه الخطأ, فان تراجع عن فعله فلن يحاسب نفسه كما يجب المحاسبة, التي تتضمن عدم العودة لهذا الفعل, فلقد أعفى نفسه من المحاسبة, نتيجة الخطاب المتناقل(مغرر به) وهذا لن يمنعه من تكرر الفعل...
أليس هو المغرر به؟
شاركنا بتعليقك
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها