رمضانيات
يتسأل المرء ما أسرع ما عادت الأيام ورجعت الذكريات، ويشعر الإنسان أن الأيام التي عاشها والليالي التي قضاها قد، تداخل بعضها في بعض وأصبحت كتله واحده، منكمشه مبهمه لا يدري بالضبط إلا أنها أصبحت ماضيا تركه، خلفه ولن يعود " الشيخ الغزالي"
وها قد مرت سنه وفي مثل هذه الأيام كنا نتهيأ لاستقبال شهر
رمضان المبارك و الان نتهيأ لاستقبال شهر أخر
وهكذا حتى نلقى ربنا عز وجل
نقطة انطلاقه:
أتانا رمضان موسم المتقين الصالحين, وميدان المتسابقين
ومغتسل التائبين
ولهذا كان السلف إذا جاء رمضان يقولون " مرحبا بالمطهر"
فهو فرصه للتطهر من الذنوب والسيئات وكأن الصيام حمام
روحي يغتسل فيه المسلم سنوياً من أدران الخطايا فيخرج
منه نظيفاً طاهرا
وهذا ما أريد أن نفهمه ,,, فرمضان ليس موسم للعباده فقط
بل محطة انطلاقه , محطة تزود
فرصه وموسم لبذر الخير في النفوس وورشه لإصلاح خلل
القلوب
هذا هو رمضان
وداعاً رمضان:
ليس من المعقول أو المقبول أن استقبل رمضان بعبارات
الوداع ودموع الفراق
ولكن علمي بحتمية فراقه يجعل الحزن يلازمني والألم
يعتصرني قبل لقائه خوف فراقه
فكلما ازداد الحب ازداد الخوف من الفراق القادم حتى في
اقرب لحظات الوصل وهكذا يحيا المحب
في خوف وقلق دائم وقد عبر الشاعر عن حاله بقوله:
وما في الأرض أشقى من محب
وان وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكياً في كل حين
مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي أن نأوا شوقاً إليهم
ويبكي إن دنو خوف الفراق
تأجيل رمضان :
كان رجل يجلس إلى أبي يوسف فيطيل الصمت
فقال له أبو يوسف: ألا تتكلم ؟
قال : بلى
متى يفطر الصائم ؟
قال: إذا غابت الشمس
قال : فان لم تغب إلى نصف الليل؟
فضحك أبو يوسف وقال :
أصبت في صمتك وأخطأت في استدعائي لنطقك
أما أنا فخطأي اكبر ومصيبتي أعظم فقد قلت على سبيل
المزاح طبعاً :
" اعتقد أن أمريكا ستؤجل رمضان هذا العام إلى شوال"
وكان المصاب الجلل والعجب العجاب والنكته التي تثير البكاء
والنحيب هو تصديق البعض هذه المزحه
والى الان لم استطع أن استوعب أننا قد وصلنا إلى هذا الحد
من الغباء والذل والتبعيه
بعد فوات الأوان:
كتبت لي أستاذتي الفاضله وزميلتي الغاليه هذه الكلمات في
وريقه لازلت احتفظ بها حتى اليوم جاء فيها:
" قد تفرقنا الأيام ... ومنتهى القسوه أن أفكر بالفراق في أول
سويعات اللقاء لكن لابد أن انقل لك خوفي من ألا أوفي بحقك
وحق هذه العاطفة الوليده"
واخيراً وبعد مرور السنين فهمت أن تلك الكلمات تعبر عن
مدى صدق وعمق مشاعرها المرحومه
وكل عام وانتم اقرب إلى الله تعالى وأدوم على طاعته