هل اصبحت "قضية الجنوب" بمثابة قميص عثمان؟

تساؤل يطرق رأسي كلما سمعت احد الناهبين والفاسدين من ابناء الجنوب المشاركين في مؤتمر الحوار يدافع عن الجنوب بلغة تفضح حروفها انتهازية مقيتة.
يقيني ان هؤلاء يبحثون عن موطئ قدم لهم في تسوية قادمة للحفاظ على مصالحهم التي تشكلت في عهد المخلوع، ولتنميتها وتطويرها في عهد هادي.
ازاء هذا نجد "شرطة النجدة المتطوعة" - كما اسماهم عباس العقاد- يسارعون لصوغ تبريرات، منطلقين من فهم فاسد يعطي الحق للكل بالدفاع عن الجنوب، بما فيهم اصحاب المشاريع الانتهازية، والمصالح المشبوهة، والمواقف المتقلبة.
الجنوب لكل ابناءه، لاغبار على ذلك.. لكن هذا لا يعطينا الحق في تغييب عقولنا، والاحتكام المطلق للعواطف، لمجرد ان هذا الشخص او ذاك، يدافع عن الجنوب باستماتة، بينما هو متورط في قضايا فساد ونتائج الحرب، ويسكن منزل منهوب، او يملك ارضية بسط عليها، وغيرها من المصالح التي تشكلت منظومتها بحرب 94م.
حقوق الناس، لا تقبل المساومة، و اخلاقياً علينا ان لانجعل من الحفاظ على وحدة الصف الذي يسوغه البعض لخدمة مآرب خاصة به، غطاء للسكوت عن قضايا الفساد المتورط فيها الكثير من ابناء الجنوب.
عندما عرض المؤتمر الوطني لشعب الجنوب في 27 ابريل الماضي -ذكرى اعلان الحرب على الجنوب- فيلم عن نهب الاراضي والقطاعات النفطية في الجنوب، تجاهل الناهبين من ابناء الجنوب في تلك القطاعات الحيوية، واكتفى بعرض اسماء الناهبين من الشمال. وهذا يجافي الحقيقة التي يعرفها الشارع في الجنوب.
السكوت عن مثل هذه القضايا سيقذف بأكبر ناهب جنوبي الى قمة الحراك الجنوبي السلمي، وربما نجد ان مجموعة الناهبين الجنوبيين هم من يمثلوا الجنوب في اي عملية تفاوضية قادمة لاستعادة دولتهم.
ولكم ان تتخيلوا مستقبل يرسمه ملامحه امثال هؤلاء؟