زنجبار أبين التي رأيت
قمت الأسبوع الماضي بزيارة محافظة أبين وعاصمتها زنجبار وهذه هي الزيارة الأولى لي منذ أكثر من عامين وكانت زيارة عمل ترتبط بموضوع إعادة اعمار ما خلفته الحرب الأخيرة مع الجماعات الإرهابية المصطنعة , وقد هالني منذ اللحظة الأولى عند مشارف مدينة الكود وما رايته في زنجبار فيما بعد, حجم الدمار الهائل والفظيع الذي خلفته تلك الحرب العبثية التي افتعلها نظام صالح لإجهاض الثورة الشعبية المباركة .
إلا أن الصدمة الكبرى ليس من حجم الذمار التي خلفته الحرب على المباني والمنازل والمنشآت والبنية التحتية للمحافظة وحسب , ولكن ما خلفته على معنويات الناس ونفسياتهم , فقد صدمني أن أرى الناس هناك يعيشون حالة رهيبة من اليأس والقنوط والإحباط وعدم الوثوق بالقادم , مع ما يحملونه من ملامح البؤس والشقاء والحاجة وقلة الحيلة والفقر المدقع طبعاً , أيضاً يستوقفك كثيرا مظاهر انعدام الأمن والشعور الذي ينتابك بوجود الخوف في كل مكان , نقاط كثيرة للتفتيش على كل المداخل وعلى طول الطرقات , ومختلفة أيضاً بين نقاط تفتيش للجيش وأخرى للجأن الشعبية , وعيون الناس هناك تترقب كل داخل أو زائر غريب بعين الحيرة والحذر ترى فيها التساؤل والارتياب, إلا أن كل ذلك لم يخفي بساطة الناس المعهودة وحسن معشرهم عندما تقترب منهم وتعرفهم بنفسك ويبداؤن بالاطمئنان إليك .
كل ما رأيت في زنجبار أبين خلال رحلتي الخاطفة , ترك في نفسي ألماً كبيراً على أحوال إخوتنا هناك , مما يعني ضرورة التحرك الجاد والسريع والعمل بكل صدق من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الاغاثية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني وكل الخيرين لانتشال هذا الوضع البائس والحزين لجوهرة اليمن أبين , لان ذلك يعني عودة الروح والفرح لكل أرجاء اليمن , فالبؤس والشقاء الذي يصيب جزء من يمننا الحبيب هو بلا شك ينعكس سلبا على كل أرجاء الوطن اليمني الكبير , لابد من مضاعفة الجهود المخلصة والصادقة لإعادة البهجة لكل شبر في اليمن ولا سيما ونحن نعيش أفراح ذكرى الوحدة العظيمة .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها