وامعتصمـــــــاهـ .... واجنوبــــــاهـ...
كتبت هذا المقال قبل أن تطالعنا إدارة قناة عدن لايف بما يسمى البيان التوضيحي في فصل الزميلة اسمهان عزعزي ، وسوف يتم إصدار بيان توضيح لكل الهرطقات التي بادرتنا بها ، ويدعم بالوثائق التي ستدحض كل الأباطيل التي وردت في البيان.
عندما نادت امرأة مسلمة وامعتصماه ، لم يلبها المعتصم بنفسه بل لباها آلاف السيوف التي رفعت من قدرها وقدر كل مسلمة ومسلم.
وأنا اليوم أسمع امرأة جنوبية ضحت بما لا يمكن لأحد أن يتصوره من أجل الجنوب تصرخ وتستغيث وتقول واجنوباه ....
فهل من يلبي نداء امرأة جنوبية يراد أن يلقى بها إلى الشارع ومن ثم الى التهلكة؟
اسمهان عزعزي ، تم إبلاغها بمغادرة الشقة التي تسكنها خلال أسبوع واحد ، ولترمى في الشارع ، وقد مر من الأسبوع أربعة أيام ولم يتبقَ لها سوى ثلاثة أيام من المهلة التي أمهلوها إياها.
جاء هذا القرار بعد قرار بفصلها من عملها بداعي أنها تغيبت عن العمل يوم ونصف بدون عذر ، وهم يعلمون أن السبب الذي دعاها للتوقف عن العمل هو طلبها لاعتذار رسمي عما ألحقوه بها من أذى نفسي وشتم وتحقير.
إعلامية جنوبية ، عندما رأت ما يحدث لإخوانها من قتل وتنكيل ، لم تتأخر عنهم بحسب امكانياتها وتخصصها ، ولبت نداء الواجب ، واستلت سيف الإعلام بيمينها ، وقارعت المحتل عبر قناة عدن لايف من داخل عاصمة الاحتلال صنعاء ، فكانت نهاراً تعمل لدى قناة اليمن الفضائية لإطعام بنياتها ، ومساء تصدح عبر قناة عدن لايف تحت اسم " أمل أحمد " ، متجاوزةً بذلك أشجع الفرسان في أن يقارعوا المحتل من عقر داره ، دون أن تأخذ قرشاً واحداً إلا احساسها بالواجب الوطني.
وعندما انتقل مقر قناة عدن لايف إلى بيروت ، تم التواصل معها لتلتحق بطاقم قناة عدن لايف تاركة وراءها كل بنياتها وزوجها الذي شجعها على الاستمرار في طريق النضال لتحرير الجنوب . وكانت الصدمة التي صدمها معظم طاقم قناة عدن لايف في سوء الإدارة وعدم امكانيتها في معرفة أن من أتى إلى بيروت أتى من أجل النضال لا من أجل المال ، وبدأ ماراثون الضغط النفسي على منتسبي القناة ، لتكون المتألقة اسمهان عزعزي أحد ضحايا هذا الابتزاز النفسي الرخيص.
وبما أن اسمهان عزعزي تعود نسباً إلى اليمن - وهي التي ولد أبوها وأسرتها جميعا في العاصمة عدن – فقد كانت هذه هي نقطة الضغط النفسي الأعنف التي استخدمتها إدارة قناة عدن لايف لتكرس سياسة الاحتلال عليها ، حيث تم تحقيرها بأنها يمنية ولا تشرف الجنوب وهي من عرب 48 ، متجاهلين تضحيتها الجسيمة التي لم يستطع الوصول إلى مستواها أي من المنتسبين إلى القناة ، ناهيك عن إدارتها ، ولم يستجب لشكواها المكتوبة لإيقاف المهزلة.
وبما انها قد ترعرعت في الجنوب وشربت عزة الجنوبيين وكرامتهم ، لم ترضَ بما اتهمت به وما تحاول إدارة القناة أن تلصقه بها ، تم تحويلها إلى التحقيق لأنها رفضت أن تهان ، للتوقف عن العمل وتصلها رسالة إنذار بالعودة إلى العمل مرغمة مهانة ، ولتجاهلها صلف الإدارة كان اليوم الثاني قراراً بالفصل من خدماتها التي كانت تقدمها للجنوب عبر قناة عدن لايف ، ظانين أنهم سيفصلونها عن وطنيتها ونضالها.
اسمهان عزعزي الاعلامية الجنوبية المعروفة بمواقفها النضالية ضد الاحتلال اليمني يتم مكافأتها على مواقفها بالفصل وتذكرة سفر إلى اليمن اوصلها الى معتقلات الاحتلال أو ترمى في الشارع.
وأنا أوجه سؤالاً هنا إلى من استرجل على هذه المناضلة الفذة ، تخيل ان زوجتك تعرضت لمثل هذا التعسف وطردت من شقتها ، فكيف ستنظر إلى من ارتكب هذه الجريمة بحق عرضك ؟
وسؤالي إلى أبناء الجنوب جميعاً : هل ستتركون عرضكم الجنوبي يرمى في شوارع بيروت؟