حب تحت الطائرات
لم تكن المشكلة أبدا في سقوط الطائرات إنما هي في سقوط قيمة الإنسان في اعين الجهات المسؤولة، أن أكبر وأشد وأقسى سقوط هو السقوط في بئر اللامبالاة بالأرواح وبأمن الناس.
قلت لها أحبك قالت كم تحبني يا حبيبي ؟
قلت لها عدد الطائرات التي سقطت من سماء صنعاء وعدد الطائرات التي ستسقط طالما افتقدنا الإيمان الذي يجعل حكوماتنا لا تلدغ من جحر مرتين.
احبك اكثر مما احب عنتر عبلة .
أحبك بحجم الفرق الهائل بين زمن البعير وزمن الطيارات ولقد ذكرتك والطيارات تتساقط فوددت تقبيل جبل نقم .
حبيبتي اليمن كنا ونحن أطفال نحلم بأن يكون لنا أجنحة ونطير وكنا نحسد عباس بن فرناس قبل أن نعلم انه قفز من فوق شاهق وطار لكن أجنحته تكسرت في غمار رياح الجهل التي لم تستوعب عظمة اختراعه الا بعد مرور قرون.
وكنا عندما يسألونا ايش تشتي تبقى لما تكبر يقول الواحد مننا من غير ما يفكر " طيار " لم نكن نعلم أن سماء صنعاء ستمطر طيارات واننا سنكره اليوم الذي حلمنا فيه أن نكون طيارين.
لم تكن المشكلة أبدا في سقوط الطائرات إنما هي في سقوط قيمة الإنسان في اعين الجهات المسؤولة، أن أكبر وأشد وأقسى سقوط هو السقوط في بئر اللامبالاة بالأرواح وبأمن الناس.
حبيبتي تمنينا وما زلنا بأن يزهر الربيع مع تساقط المطر وأن تتتفح معه زهور الآمال والأمنيات بمستقبل بلا فقر ولا فساد ولا بطالة ولا رشوة ولا محسوبية رغم الصعوبات التي تتوالى علينا بسرعة العواصف في محاولة لاقتلاع حلمنا الجميل برؤية بلاد اليمن السعيد وقد اقبل في زفة مع المدرجات الزراعية ومواسم العنب وشجر البن الأخضر ومع الاهازيج الشعبية ومع ضحكات الأطفال المتعالية وكل منهم يتدلى على مدرهة واشراقة وجوه الطفلات اللواتي وقد علقن المشاقر على اطراف شعرهن.
نريد سماءنا مثل بحارنا مثل أرضنا آمنة مطمئنة ، سماء صافية زرقاء تعمل فيها الرياح كساعي بريد يحمل السحب بأمر مولاه عز وجل لتمطر لنا الخير والبركة والحياة مع كل قطرة تسقط فما أعظم الله الذي يحرك السحب السوداء فيخرج منها المطر بعيدا عن تلك سحب الطائرة المتساقطة السوداء التي هي من صنائع الجهل والاهمال واللامبالاة وانعدام الصيانة وعدم الاعتبار بالدروس واخذ الحيطة والحذر.
حبيبتي اليمن في قلب كل طفلة امنية كصوت فيروز وهي تغني طيري يا طيارة طيري يا ورق وحيطان بدي ارجع طفلة صغيرة ع سطح الجيران وصوت هيام يونس وهي تصور مشاعر اهل المغترب لحظة الفراق وطارت الطيارة والحبايب طاروا مشاعر انسانية جميلة ورائعة حلقت فيها القلوب في الاجواء فكيف عندما تتساقط الطائرات كسفا كما تتساقط احلام الطفل بأن يكون طيارا كما تتساقط ذكرياتنا الجميلة مع التحليق في الافق كما يتساقط حلمنا بدولة تهتم وتبالي وتقدس ارواح الناس وتشعر بالمسؤولية عن حياة سكان عاصمة بأكملها.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها