مجلس حضرموت الوطني في عيون الحضارم
24 ساعة مضت على إعلان قناة الإخبارية السعودية قيادة مجلس حضرموت الوطني في نشرتها الرئيسية ليلة امس. تلقى الحضارم في الداخل والمهجر هذا الاعلان بعاصفة من التعليقات والتحليلات. من المسامر والمقاهي إلى صفحات التواصل والصحافة والاعلام وشاشات التلفزة.
وكحدث مرتقب - نظرا لتوالي جلسات أنعقاد هيئة رأسة المجلس لقرابة الشهرين في الرياض- فقد تباينت ردود الافعال والمواقف من هذا الإعلان ومن المجلس بشكل عام. غير أن اكثر الاراء كانت مستبشرة بهذا الخبر لما يربط الحضارم بالمملكة من علاقات قديمة وراسخة.وهي تعلن (رعايتها ودعمها) للمجلس في كل مناسبة.
با استقصاء الاراء المؤيدة للمجلس نلاحظ انها ارجعت حيثيات تاييدها لعوامل عدة منها:
اولا ان المملكة العربية السعودية تتبنى دعم ورعاية المجلس وقد تكفلت بالترتيبات اللوجستية وتوفير الإمكانات اللازمة للجان المجلس واستضافة القيادات الحضرمية الوافدة للرياض. على مدى عام مضى.
ثانيا ان المملكة قد أعلنت للعالم عبر اعلامها الرسمي وقبل ذلك دبلوماسيتها النشطة تبنيها لترتيب البيت الحضرمي في إطار دعم الحكومة الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس العليمي - التقى قيادة المجلس في وقت سابق - التي تعمل المملكة على مساندتها في استعادة الدولة من قبضة المليشيات الحوثية المدعومة ايرانيا. وهذا الدعم الرسمي السعودي للحضارم والحكومة الشرعية في اليمن يسهل عمل المجلس ويمنحه مشروعية تمثيل للحضارم في المحافل السياسية كما جاء في الوثيقة السياسية للمجلس.
ثالثا ان تعيين الوكيل السابق عصام الكثيري على رأس الهيئة التنفيذية للمجلس قد أعطى المجلس زخما وبعدا اكبر في الأوساط المحلية بحضرموت. فالرجل اثبت جدارته وكفاءته الإدارية كرجل تنمية وبناء خلال توليه إدارة وادي حضرموت ولاتزال المشاريع التي انجزها هناك محل إعجاب الحضارم في ظل فشل إدارة المحافظة الحالية في متابعة مشاريع التنمية وحتى عجزها عن حل النزاعات او احتواء الاستقطابات الاجتماعية الحادة التي تعصف بحضرموت وانقسامها غير المسبوق.
رابعا شخصية الحكم بن عجاج النهدي التي تتولى مجلس الحكماء في المجلس - هيئة لاستيعاب المراجع الاجتماعية والسياسية - منحت المجلس مساحة كبيرة للمناورة في خضم الاستقطابات القائمة. فالحكم بن عجاج مرجعية تاريخية ليس لقبائل حضرموت فحسب..بل يصل تأثيره لمختلف مناطق مشرق اليمن المجاورة وحتى قبائل الحدود اليمنية السعودية. وشخصية الحكم الحالي عبدالله مبروك تذّكر الحضارم بجده الحكم الشهير مبارك محمد بن عجاج صاحب السمعة الكبيرة. والعلاقات القديمة مع الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود.
خامسا قائمة اعضاء الأمانة العامة التي أعلن عنها مساء امس كانت مفاجئة أخرى. إذ خرجت عن النمطية المعروفة في احتكار العمل السياسي لفئة كبار السن و نشطاء الاحزاب السياسية. كما تضمنت القائمة اسماء شابة ولامعة في تخصصاتها المختلفة ومن كل المدن والبوادي دون استحواذ مناطقي او احتكار فئوي.
سادسا طريقة اختيار قيادة المجلس بصورة جماعية ومن خلال مشاورات موسعة داخل وخارج هيئة رأسة المجلس والاستماع لنصائح الأشقاء في الرياض، أعطت انطباع للحضارم حول نموذج القيادة الجماعية التي يبحثون عنه بعد ان صدموا بطريقة الأستفراد والاحتكار للصوت الحضرمي. الذي انتج الانقسام المجتمعي العميق وكانت أبرز نتائجه الصراع المحتدم بين المحافظ ووكيل المحافظة حول تمثيل حضرموت وإدارة مواردها.
سابعا ترك منصب رئيس المجلس شاغرا حتى اللحظة أعطى انطباع حول كنه الشخصية التي ستملاء هذا المنصب الابرز على رأس الهيكل التنظيمي للمجلس الحضرمي. وراحت التحليلات تطرح اسماء من أوزان كبيرة. بينها نائب الرئيس رئيس الوزراء الأسبق السفير خالد بحاح والمحافظ الأسبق السفير عادل باحميد والشيخ عمرو بن حبريش ورجل الأعمال المهندس عبدالله بقشان والوزير السابق الدكتور سعد الدين بن طالب كما يطرح البعض اسم الدكتور أحمد بن دغر رئيس مجلس الشورى ومحسن باصرة نائب رئيس البرلمان ودولة المهندس حيدر العطاس رئيس الوزراء الأسبق . مما رفع التوقعات حول دور المجلس محليا واقليميا. وحجم الدعم السياسي الذي يحضى به من حكومة اليمن وقيادة المملكة العربية السعودية.
اما التعليقات التي قللت من اهمية اعلان الرياض ليلة امس فقد كانت في معظمها من نشطاء المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت وجنوب اليمن بشكل خاص فيما لاذت القيادة المحلية للانتقالي بحضرموت بالصمت. ربما لدراسة رد رسمي مع قيادتها في عدن. وتوعدت بعض الحسابات الانتقالية على وسائل التواصل الاجتماعي بمليونية (جنوبية) في مدينة سيئون الاسبوع القادم تزامنا مع ذكرى ثورة ١٤ أكتوبر. لاظهار مدى النفوذ والشعبية التي لايزال يتمتع بهما الانتقالي في حضرموت.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها