انصار الحراك هل القرار قرارهم؟

انتهى مهرجان الحراك الجنوبي السلمي والذي كان احتجاجا على اعلان الحرب على الجنوب من ميدان السبعين على حد قولهم انتهت مراسيم الاحتجاج بصوره سلمية في ساحة العروض بعدن وقد كان مشهد يستحق الاجلال للكادحين من ابناء الجنوب بعيدا عن صراع المنصات والبيانات . برغم الاعتداء على بعض الصحفيين الذي يعد نتاج لتحريض لا مسئول على وسائل الاعلام من قبل بعض قيادات الحراك ومهما يكن فقد انتهت الفعالية التي كان ينتظر من خلالها انصار الحراك ان تأتي بالوفود الدولية الى مكتب البيض ببيروت فيما لان ينتظر المراقبون للمشهد ان تخرج بشي جديد ، لكن السؤال الأهم وتساؤلات اخرى مهمه وما يترتب عن الاجابة عليها من تغيير في استراتيجية نضال الحراك الجنوبي ما تزال مفتوحة .

السؤال الاهم الذي كنا نتمنى ان نسمع اجابته بوضوح بدون لف او دوران او تجاهل من قيادات و انصار الحراك : من هو الكائن المجهول الذي اعلن الحرب من ميدان السبعين كما تقولون؟ التساؤلات التي تتبع التجاهل المتعمد تفتح التكهنات وتبقي احتمالات كلمة السر على مصراعيها .

فقالو: -بدلع - ان من اعلن الحرب هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح . لماذا لم يقولو -السفاااح -او المخلوع - اقصد بيدلعوه ليش. الاسبق-خصوصا عندما يكون القاف بفم قارئة التقارير اللبنانية في قناة عدن لايف - التي نادرا ما تذكره مع ان معضم تقارير نشرات الاخبار لا تكاد تخلو من عبارة . مليشيات حميد الاحمر .

عيش وملح او ماذا ؟

وهذا سر اخر .

لو ان انصار الحراك نطقوا لكنا اتفقنا معهم وطالبنا سويا بضرورة محاكمة المخلوع صالح وأركان نظامه لكن للاسف حتى هذه الفرصة التأريخية حرمونا منها.

الشيئ الجميل في هذا الاحتجاج في هذه الذكرى ان انصار الحراك اخيرا عرفوا عدوهم وعدونا وكنا قد تعبنا من توضيحه لهم وان كان فهما يشبه التقية على الطريقة الشيعية اذا : عرفتم فالزموا - نعم اعلنها السفاح صالح -معليش ولو ثقيله على السنتكم - وضعو خطوط حمراء تحت علي صالح ونريد ان توجهوا سهامكم نحو هذا الهدف . فلا عذر لكم بعد اليوم في سهام طائشة تخرج عن هذا الهدف وتدور حوله . سننتظر هل تسلخوه بعد اليوم وتذكروه اكثر من حميد الاحمر -مثلا - او على الأقل بالتساوي .

اما ان يكون من اعلن الحرب صالح ويذهب هجومكم باتجاه حميد فهذا لا يدل الا على احد امرين :
-ان تحالفا يربطكم بصالح علمتم به ام لم تعلمو .
او انكم صدى لاعلام الثورة المضاده ترددو ما يقوله وتتوجهو نحو الوجهه التي يوجهها اليكم وهو ما يعني انكم مطايا لتحقيق اهداف غيركم .

اما اذا اضفنا الى ذلك الدلع الامتناهي لقيادات الحراك حيث لم تحتفل بذكرى اعلان صالح الحرب الا بعد رحيله فهذا يثبت بما لا يدع مجالا للشك التحالف الوثيق بين الفريقين .


مهرجان اعلان الحرب يسقط دعاوى - فتوى الوهم - فقد اعلنت الحرب بدون فتوى مليشيات صالح ارادت التخلص من شريك الوحده بالتالي سقط التذرع والزعم بأن الحرب كانت بفتوى.

وهناك تساؤل هام بعد ان اثبتت الفعالية الحاشده عجزها عن اتخاذ قرار بشأن قياداتها المختلفه وهو ما يطرح التساؤل المفتوح : هل فعلا جماهير الحراك القرار قرارها ؟؟

الحقيقةان حرب صيف ٩٤ كانت نتيجة طبيعية لوحدة العليان فقد ولدت ميته في عام ٩٠ لكونها تفتقر لادنى شروط النجاح والاستمرار ولنا العبره فيما مضى واعادة صياغة الوحدة بطريقة صحيحة بعيدا عن نظرية المؤامره ومفهوم الفرع والاصل او الذهاب نحو الصراع اللا متناهي .
انتهى