في تعز : السياسة تحت القصف
حين يتم البحث عن الاسباب خارج دائرة المشكلة فاعلم ان الامر قد اعد لجعل الحلول ايضا لا تنتمي لجذورها .
خرجت تعز لتعلن انطلاق هدير الثورة بافق وطني يعي اصل الداء متجها لاسقاط صالح ...كانت تتحرك بناءا على وعي بان اسقاط شبكة الولاءات التي تشكلت كامتداد لشخص صالح متوقف على اسقاط هذا الاخير الذي حول من نفسة محورا موازيا للدولة بل ومتناقضا معها ...كانت صيحات الثوار ضد راس هذة الشبكة :من تعز يسقط عرشك تعني ان تعز ستسقط امتداداتك المصنوعة خارج الدولة وضد المجتمع وسوف تسقطها ماديا كما اسقطها الثوار معنويا ونفسيا وحين سقط صالح كانت تعز تنتظر الخلاص المادي من تلك الامتدادات المحلية التي باشرت العبث في مدينة قضت فترة محكومية بالازاحة من الواجهة طيلة حكم صالح التي فرض عليها كما على اليمن كلها ان يتعاملوا معة باعتبارة الدولة ومالكها وان الحاكمين باسمة في مدنهم هم ايضا ممثلي الدولة وملاكها في محيطهم وقد كانت الثورة ردا على ذلك
وصل شوقي الى منصبة بعد قيام ثورة تنتظر ان ترى نفسها وقد تحولت الى نظام ليس في كل شيئ وانما في ازاحة من يريد الاستمرار بالحاق تعز بجهة غير الدولة وفي خط معاكس لمطالب الثورة بان يكون الموظفين خداما للشعب لا سجانيين له .
...المحافظ الجديد وعد بالتغيير حين وصل... فازاحة الفاسدين ليس مجرد مطلبا تقدمت بها عريضة توقيعات اصحاب الحارات فقد قامت لاجله ثورة و بسببها أمطرت المدينة قذائف هاون وكاتيوشا وصواريخ على مدى عاميين والجميع والكل
وحين تاخر المحافظ في فعل شيئ تعالت اصوات تعز تدريجيا لكن صوتا اخر كان ينافسها : انا شوقي فمن انتم وهو منطق لا يصدر الا عن جهة عزمت على ان يعلوا صوتها فوق كل الاصوات لا سيما حين يصدر من سلطة وفي مواجهة رمزية الشهداء تم رفع صورة الشخصية والاستهزاء بالدماء التي سكبت على عتبة العهد الجديد وعلى باب المحافظة وعلى بعد امتار من مكتب المحافظ تم الاعتداء على اسر الشهداء واحراق خيمهم ليثبت كم انة غريب عنهم
في كل قضايا الخلاف التي انعكست على الشارع في شكل اعتصامات او مسيرات كانت رفض المحافظ سببا مباشرا لها فقد اكتفى بالرفض للتغيير ولاجل تبرير موقفة راح يتحدث عن صراعة مع الاصلاح الذي حولة الى فخ لتكتل المشترك وللجبهة الثورية العريضة على ان اسماء المرشحين لتولي المناصب في الكهرباء والتربية وفي جامعة تعز تكشف ان المحافظ يدير معركة مع القوى التي شاركت في اسقاط صالح وتسعى للخلاص من الشخصيات التي حولت المكاتب الحكومية الى متاريس لمن يقنصون صرخات تعز المطالبة بالخلاص
ويكفي ان نعلم ان ايا من المرشحين الثلاثة لتولي ادارات الكهرباء والتربية والجامعة وهي المكاتب التي تسببت في هذا الجدل لا ينتمي للاصلاح وهنا سندرك مقدار هروب المحافظ من التغيير والبحث عن اي حجة لابقاء تركة العهد السابق مهيمنة ...
هو ضد الإصلاح حتى ولو كان الشخص الذي يطالب بة الإصلاح اشتراكي كما هو الحال في قضية إدارتي الكهرباء والتربية التي يرفض المحافظة تمكين منصور هزاع من عمله فهو ليس ضد الإصلاح كاشخاص وكحزب بل ان الموقف من جبهة الثورة بكل اطيافها وفي هذا السياق يأتي موقف المحافظ من مدير جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي الرجل القادم من نفس حزب المحافظ الا ان موقفه اثناء الثورة جعلة في الضفة الأخرى لضفة التي يقف عليها المحافظ .
نتسال عن التائييد المسلح للمحافظ وتلك التي اجتاحت مكتب الكهرباء والتربية لمنع التغيير فيهما الى عهد تنتمي والى اي وضع تقود تعز
اذا الاطار المرجعي الذي يفسر سلوك الرجل هو الموقف من الثورة وضرورة الحفاظ على تركة العهد القديم كمهمة تاريخية جاء الرجل لتنفيذها وهو مستعد لخوض الصراع مع أي طرف يقترب من هذه التركة او المساس بها على انهم وفي سياق التغطية على جبهة اغراق الثورة في بحر من المشاكل فانهم يستدعون الاسم الخيري لمجموعة هائل سعيد انعم ويجعلونها طرفا في الصراع فالسمعة السيئة لتلك الجبهة والتحفز المعنوي ضدها يجعلهم يحرصون على ابعادها من الواجهة وتقديم شوقي كممثل لعائلة تجارية لا لاتجاه سياسي وبالمثل يتم استدعاء حميد الأحمر في الصراع وجعلة طرفا فيه حتى يتم تجريد المعارضين للمحافظ من الشرعية واظهارهم كاتباع للشيخ القبلي في مواجهة الاسرة الخيرة وليتم تصعيد الصراع الى حد جعل المواجهة بين تعز وصنعاء واحداث شرخ في النسيج المجتمعي اليمني
من خلال بيت هائل يريدون التغطية على الطرف الذي يرهن قرارة لاسوء ما في المركز ممن قامت الثورة عليهم وهو الطرف الذي لا زال يتوارى ويلعب الأدوار من وراء ستار بعد الضربات النفسية التي تلقاها من المد الثوري وهو ما سيقود الى بناء جبهة تعزية نافذة مكونة من الشبكة التي صنعها على صالح في تعز وهي الشبكة التي ترى ان مصالحها مرهون بتاجيج الوضع في المحافظة وتصعيد حالات الصراع فيها وتسخين المزاج الشعبي الى حد خلق مزاج ساخط من صنعاء التي لفظت زعيمهم في هذه الحالة لن يكون احد قادر على منافستهم السياسي لقوى الثورة ومهما كانت الصعوبات فانهم لن يتورطوا بخطاب يقود الى صناعة هوه بين أبناء الوطن الواحد لمجرد انه يقود الى محصول جيد من الأموال والمناصب والنفوذ
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها